
يعد الإنسان الكائن الوحيد القادر على العيش في جميع البيئات تقريبا، من الغابات المطيرة إلى الصحاري وصولا إلى مناطق التندرا الجليدية.
وتشير دراسة جديدة، نشرت أمس الأربعاء في مجلة “نيتشر”، إلى أن هذه القدرة على التكيف تعود إلى ما قبل العصر الحديث بكثير؛ إذ طور الإنسان العاقل القديم مهارات مرنة للبقاء على قيد الحياة من خلال إيجاد الغذاء والموارد في بيئات قاسية ومتنوعة، وذلك قبل أن يهاجر من إفريقيا قبل نحو 50 ألف عام.
وقالت إلينور سكيري، عالمة الآثار التطورية في معهد ماكس بلانك لعلم الإنسان الجيولوجي في مدينة يينا الألمانية: “قوتنا الخارقة تكمن في أننا كائنات عامة من حيث الأنظمة البيئية”.
وقد تطور البشر لأول مرة في إفريقيا منذ حوالي 300 ألف عام. ورغم أن بعض الأحافير تُظهر محاولات مبكرة لمغادرة القارة، فإن الاستيطان البشري الدائم في مناطق أخرى من العالم لم يبدأ إلا مع موجات الهجرة التي حدثت قبل نحو 50 ألف عام.
وتساءلت إميلي هاليت، عالمة الآثار في جامعة لويولا في شيكاغو الأمريكية، المؤلفة المشاركة في الدراسة: “ما الذي كان مختلفا في ظروف تلك الهجرات التي نجحت؟ ولماذا كان البشر مستعدين في ذلك الوقت بالذات؟”.
وكانت النظريات السابقة تفترض أن البشر في العصر الحجري قد حققوا تقدما تقنيا واحدا كبيرا، أو طوروا طريقة جديدة لتبادل المعلومات، لكن الباحثين لم يعثروا على دليل حاسم يدعم هذه الفرضيات حتى الآن.
واعتمدت هذه الدراسة مقاربة مختلفة؛ إذ ركزت على سمة المرونة بحد ذاتها.