تُعتبر الحرب بين إسرائيل وإيران واحدة من أكثر الأبعاد تعقيدًا في الصراع المستمر في الشرق الأوسط، خاصة في ظل التطورات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني.
حرب إيران وإسرائيل
منذ أن بدأت الجمهورية الإسلامية في السعي نحو تطوير قدراتها النووية، أصبحت القضية محورًا للقلق الدولي، حيث تخشى كل من إسرائيل والدول الغربية من إمكانية استخدام هذه القدرات في إطار استراتيجي يهدد الاستقرار الإقليمي.
وتدخل الولايات المتحدة في هذه المعادلة يُعقد الأمور أكثر؛ فواشنطن كحليف رئيسي لإسرائيل، تلعب دورًا حيويًا في المحادثات السياسية والعسكرية المتعلقة بالملف النووي الإيراني.
وفي الأيام الأخيرة تصاعدت التوترات بين تل أبيب وطهران مع ارتفاع المخاوف من أن إيران قد تقترب من القدرة على إنتاج سلاح نووي، ما يدفع إسرائيل لاتخاذ إجراءات أكثر حزمًا زاعمة أنها تحافظ على أمنها.
وفي هذا الصدد، حاور مصر تايمز البروفيسور عمر كامل، أستاذ الدراسات اليهودية بجامعة Halle الألمانية ، صاحب كتاب “اليهود العرب في إسرائيل، رؤية معرفية”، وتمت ترجمته إلى اللغة العربية بواسطة مكتبة الإسكندرية.
وتناول الحوار أبعاد الصراع بين إسرائيل وإيران في ضوء البرنامج النووي الإيراني، مع التركيز على مواقف الولايات المتحدة واستراتيجياتها في إدارة هذا الصراع، وما يمكن أن ينتج عنه من تداعيات على أمن المنطقة واستقرارها، وإلى نص الحوار.
التحول الاستراتيجي للموساد
قال البروفيسور عمر كامل، إنه في ضوء اندلاع الأحداث الأخيرة المعروفة باسم "طوفان الأقصى"، شهدنا تحولًا ملحوظًا في استراتيجيات الاستخبارات الإسرائيلية، خاصة تلك التي ينفذها الموساد، يُظهر هذا التحول انتقالًا من الاستخبارات التقليدية إلى سيناريوهات أكثر عدائية تشبه العمل الكوماندوزي الميداني، وذلك بالتزامن مع تصاعد التوترات في المنطقة، مؤكدًا أن تنفيذ عمليات هجومية غير معتادة، حتى داخل طهران، يُبرز رغبة إسرائيل في مضاعفة الضغوط على إيران والرد على التهديدات بشكل مباشر.
واشنطن تسعى لإدارة الصراع
وأوضح أستاذ الدراسات اليهودية بجامعة Halle الألمانية، أنه عند الحديث عن تدخل الولايات المتحدة الأمريكية، يبدو أن واشنطن تتبنى سياسة إدارة الصراع بدلاً من الانخراط المباشر فيه.، مضيفًا أنه رغم الضغوط التي تواجهها من بعض حلفائها، إلا أن توقيت دخولها الحرب إلى جانب إسرائيل يعتمد على عدة عوامل، منها تطورات الميدان العسكري ومدى تهديد المصالح الأمريكية في المنطقة، إذ تظل الولايات المتحدة حذرة من التداعيات المحتملة التي قد تسبّبها مغامرة عسكرية جديدة.
الصراع التاريخي بين اليهود و الفرس
وحول الصراع التاريخي بين اليهود والفرس، أشار البروفيسور عمر كامل، إلى أنه من الناحية الرمزية، ترسم الأوضاع الراهنة صورة تعيد إنتاج الصراع التاريخي بين اليهود والفرس، ولكن هذه الفكرة تبقى أكثر من مجرد توصيف استراتيجي، حيث أن الواقع اليوم لا يقبل تصنيفات تاريخية بسيطة، الصراع الحالي يحمل في طياته أبعادًا معقدة تُظهر التحولات الثقافية والسياسية في كلا الجانبين.
تأثير الحرب على المجتمعين الإسرائيلي و الإيراني
على صعيد المجتمعات، يرى البروفيسور عمر كامل، أن الوضع يعكس في إسرائيل شعورًا بالقلق؛ رغم القوة العسكرية التي يمتلكها الدولة، إلا أن هناك شعورًا عميقًا بالفشل في تحقيق الأمان المطلوب، هذا الإحساس بالأمان المفقود يعزّز الانقسام الداخلي ويساهم في تآكل الثقة بين المواطنين.
أما في إيران، فالوضع لا يختلف كثيرًا؛ الحرب تعمّق الإحباط الشعبي وتزيد من مشاعر القلق والتوتر. الإيرانيون يعانون من تأثيرات الحرب على مستوى الاقتصاد والمجتمع مما يزيد من استياءهم تجاه الحكومة.
الصهيونية التي أسست إسرائيل تتآكل
و أكد أنه لا يمكن إغفال تأثير هذه الأوضاع على مفهوم الصهيونية نفسها، فالصهيونية العلمانية التي أسّست الدولة الإسرائيلية تعاني من تآكل مستمر في ظل التحولات الاجتماعية والدينية في المجتمع الإسرائيلي.
استمرار حالة اللاسلم واللاحرب
ويعتقد البروفيسور عمر كامل ، بالنسبة للسيناريوهات القادمة، فإن المؤشرات تدل على استمرار حالة اللاسلم واللاحرب، مما يجعل الشرق الأوسط عرضة لصراعات مستمرة قد تتجاوز الأبعاد العسكرية لتصل إلى الأبعاد الإنسانية والاجتماعية.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.