يطالب سكان دوار “أسكا”، الواقع ضمن النفوذ الترابي لجماعة واولى بإقليم أزيلال، بتدخل عاجل من السلطات المختصة لفك العزلة عن منطقتهم الجبلية، وتحسين وضعية البنيات التحتية التي تعاني من التدهور، في ظل ما وصفوه باستمرار التهميش والإقصاء منذ سنوات رغم توالي النداءات والمراسلات.
وأعرب عدد من السكان، في تصريحات متطابقة لهسبريس، عن استيائهم من الحالة المتردية للمسلك الطرقي الوحيد المؤدي إلى الدوار، مؤكدين أن وضعه الحالي يعيق تنقل التلاميذ والمرضى، ويؤثر سلبا على الحياة اليومية للساكنة، خصوصا مع غياب وسائل بديلة تضمن الوصول المنتظم إلى المرافق الحيوية خارج المنطقة.
وأوضح المتحدثون أن دوار “أسكا” يعاني أيضا من أزمة عطش خانقة، لم تجد طريقها إلى الحل إلا بفضل مبادرات بعض الفعاليات المدنية والمحسنين، في غياب تام لأي تدخل من المجلس الجماعي، مشددين على أن وعورة الطريق الحالية تحول دون دخول الآليات لحفر بئر قد تخفف من المعاناة، وهو ما يجعل مطلب إصلاح الطريق أولوية قصوى.
وقال عمر مجان، فاعل جمعوي بالمنطقة، إن الوضع لم يعد يُحتمل، مضيفا: “فقدنا الثقة في الوعود المتكررة، فقد سبق أن راسلنا الجهات المعنية، وعقدنا اجتماعا بحضور رئيس الجماعة وقائد المنطقة، لكن دون أي خطوة ملموسة”، مؤكدا أن “السكان لا يطالبون بالمستحيل، بل فقط بطريق تحفظ كرامتهم وتضمن حقهم في التعليم والصحة والماء الصالح للشرب”.
وفي خطوة رمزية لإبلاغ صوتهم، نظم العشرات من سكان دوار “أسكا”، أمس الثلاثاء، مسيرة احتجاجية سلمية مشيا على الأقدام نحو مقر عمالة أزيلال، رفعوا خلالها الأعلام الوطنية وصور الملك محمد السادس، ورددوا شعارات تطالب بالعدالة المجالية والاستجابة لمطالب تنموية أساسية تضمن الحد الأدنى من شروط العيش الكريم في منطقتهم الجبلية.
ويأمل المحتجون أن تلقى تحركاتهم تجاوبا من السلطات الإقليمية والجهوية، خاصة في ظل التوجيهات الملكية الداعية إلى رفع العزلة عن المناطق النائية، وتحقيق الإنصاف الترابي، عبر تفعيل النموذج التنموي الجديد وربط مختلف الجهات بالخدمات الأساسية، بما في ذلك الطرق والتعليم والصحة والماء.
وفي إطار التفاعل مع مطالب الساكنة المحتجة، عقد لقاء رسمي بمقر العمالة، جرى خلاله استقبال ممثلي الساكنة من طرف رئيس قسم الشؤون الداخلية، ورئيس القسم التقني، إلى جانب رؤساء المصالح المعنية، بحضور ممثل السلطة المحلية بجماعة واولى.
وقد تم الاستماع إلى مختلف المطالب والانشغالات التي عبّر عنها المواطنون، وأسفر اللقاء عن الاتفاق على ضرورة التدخل العاجل من خلال إيفاد لجنة تقنية إلى المكان عينه للوقوف على الوضع، كما تم التواصل مع المصالح المختصة بمجلس الجهة من أجل التعجيل بتفعيل المشروع المبرمج في هذا الإطار.