
ظفرت الباحثة المغربية في الأنثروبولوجيا ريم أفاية بجائزة “أفضل أطروحة لسنة 2024″، التي تمنحها الإدارة الإقليمية للوكالة الجامعية للفرانكفونية لشمال إفريقيا، بشراكة مع معهد البحوث في الإسلام ومجتمعات العالم الإسلامي، والمدرسة العليا للدراسات في العلوم الاجتماعية، والمركز الوطني للبحث العلمي بفرنسا.
هذه الجائزة التي من المرتقب أن تستقبلها عضو مركز نوربير إلياس في مارسيليا الفرنسية يوم 25 يونيو بمدينة سترازبورغ، نوقشت الأطروحة المتوجة بها بعنوان “قفطان، شاحنات، أفرشة: أنثروبولوجيا تسويق المغرب في الشتات”، وأعدّت تحت إشراف ميشيل بيرالدي، وبوريس بيثريك، وقامت ريم أفاية فيها بـ”إنجاز عمل إثنوغرافي يتعلق بأشكال النقل التجارية، والمادية، والرمزية بين المغرب وأوروبا، من خلال الممارسات التسويقية لِما يشكل المقومات الثقافية للمغرب في أوساط مغاربة العالم”.
استغرق هذا البحث “ست سنوات بين المغرب ومدن أوروبية: مارسيليا، أفينيون، لييج، بروكسيل، باريس وضواحيها، الدار البيضاء، الرباط، طنجة؛ حيث قامت الباحثة باستكشاف طرق تبادل وتسويق جملة مستندات ذات عمق ثقافي من قبيل: القفطان، الصالون المغربي، عناصر الديكور المتنوعة، منتوجات الصناعة التقليدية، عمَّارِيات…إلخ، باعتبارها تشكل رأسمالا رمزيا لمُتخيل يجمع بين آليات التبادل التجاري، والعمق الوجداني، والدلالة الثقافية العابرة للحدود”.
كما يحلل هذا البحث “مسارات وممارسات المقاولين والمقاولات على صعد صناعة هذه المواد، ونقلها بشتى الطرق (من هنا أهمية العناية بوسائل اللوجستيك والنقل المختلفة)، ثم كيف يعملون على تأثيثها، وإخراجها، وتسويقها بوصفها دعامات حاملة لذاكرة جمعية، وذوق، وهوية”.
ومن منطلق الكشف عن مسارات الفاعلين في هذه الحركية، عمل البحث على “تشبيك مكونات هذا الرأسمال الرمزي، وعلى طرق استثمار “مغربيتها”، بوصفها مصدرا جماليا، ورمزيا، ورافعة اقتصادية”.
تندرج أطروحة “قفطان، شاحنات، أفرشة: أنثروبولوجيا تسويق المغرب في الشتات” ضمن “مقاربة نقدية لنمط المقاولة العابرة للحدود الوطنية، تنتبه لأشكال التشابك التي تحصل بين النوع، والأسلوب، والطبقة الاجتماعية، ومجالات تنقل مكونات هذا الرأسمال الرمزي المغربي. كما تبين الطرق المتنوعة التي يسلكها أفراد من الهوامش المهاجرة لإنتاج المعنى، والروابط الاجتماعية، والقيم الاقتصادية، والرمزية بواسطة إعادة صياغة الأطر الهوياتية وما يتعلق فيها بالتراث الثقافي المغربي”.
يذكر أن ريم أفاية باحثة في الأنثروبولوجيا، خريجة المدرسة العليا للدراسات في العلوم الاجتماعية، وعضو في مركز نوربير إلياس في مارسيليا. حاصلة على ماستر الدراسات المقارنة في التاريخ، علم الاجتماع، والأنثروبولوجيا، وعلى دكتوراه دولة في الأنثروبولوجيا. كما سبق لها أن حصلت على باشلور في الدراسات الدولية من جامعة الأخوين.