عمرو أديب , تناول الإعلامي ، خلال تقديمه برنامج “الحكاية” المذاع على قناة “MBC مصر”، واقعة مثيرة أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط الإيرانية والدولية، وهي قصة جاسوسة تمكّنت من التعرف والتواصل مع نحو 100 مسؤول إيراني رفيع المستوى.، بأسلوبه الساخر المعتاد، علّق على الحادثة قائلاً: “أنا ما أعرفش 100 راجل، هي عرفت 100 مسؤول؟”.
وأشار إلى أن هذه الجاسوسة لم تكن فقط شخصية عابرة، بل كانت قريبة للغاية من دوائر صنع القرار، وعلى اتصال مباشر بمواقع حساسة داخل النظام الإيراني، ما يجعل الواقعة ذات دلالات أمنية خطيرة حول حجم الاختراقات المحتملة التي تواجهها إيران من الداخل.

عمرو أديب يكشف بداية القبض على شبكات تجسس
تابع الإعلامي أن السلطات الإيرانية بدأت مؤخرًا في القبض على عدد من الأفراد المتهمين بالتجسس لصالح إسرائيل، وهو تطور يشير إلى اختراق أمني كبير في الداخل الإيراني. وأوضح أن الأجهزة الأمنية الإيرانية أصبحت الآن أكثر يقظة بعد تراكم حوادث التجسس، مشيرًا إلى أن هذه الاعتقالات قد تكون بداية مرحلة جديدة من المواجهة الاستخباراتية بين إسرائيل وإيران.
وقال إن الوضع الأمني في إيران بات هشًا، وأن القبض على جواسيس يعملون لحساب أجهزة استخبارات أجنبية يمثل مؤشرًا على تراجع السيطرة الأمنية وازدياد حجم التحديات التي يواجهها النظام الإيراني في الحفاظ على أمنه الداخلي.

عمرو أديب الجواسيس في صدارة المواجهة قبل الصواريخ والطائرات
وفي تحليله لطبيعة الحروب الحديثة، شدد الإعلامي على أن الجواسيس يمثلون خط الدفاع والهجوم الأول في أي معركة غير تقليدية، قائلًا: “البطل الأول في هذه الحرب هم الجواسيس، ثم تأتي الطائرات المسيّرة، وبعدها الصواريخ”. وأضاف أن الحروب المعاصرة لم تعد فقط ضربات عسكرية أو مواجهات مباشرة، بل أصبحت معارك خفية تديرها أجهزة استخبارات، تعتمد على معلومات دقيقة تُجمع من خلال عناصر بشرية داخل عمق العدو.
وأوضح أن ما يحدث الآن بين إيران وإسرائيل ليس مجرد صراع سياسي أو عسكري، بل هو صراع استخباراتي شديد التعقيد، يلعب فيه العملاء السريون والجواسيس دورًا محوريًا في تحديد مسار الأحداث على الأرض.

تسلّط تصريحات الإعلامي الضوء على التحوّلات العميقة في طبيعة الصراعات الحديثة، حيث لم تعد الحروب تُخاض فقط بالصواريخ أو الأسلحة التقليدية، بل أصبح للجواسيس والعملاء السريين الدور الأبرز في توجيه الضربات الاستراتيجية. وفي الوقت الذي تكشف فيه إيران عن شبكات تجسس اخترقت مفاصل نظامها، يتضح أن الحرب بين طهران وتل أبيب تجاوزت حدود المعارك المباشرة إلى معارك الظل، حيث تُكتب نتائج المواجهة من خلف الكواليس، على يد من لا يُرى.