فاروق حسني , روى الدكتور وزير الثقافة والآثار الأسبق، تفاصيل علاقاته الوطيدة ببعض رموز النظام السابق، وعلى رأسهم المشير محمد حسين طنطاوي، وزير الدفاع الأسبق. وأكد أن العلاقة بينهما كانت تتسم بالود والاحترام، مشيرًا إلى أن المشير طنطاوي كان دائم الدعوة له على الغداء، وكان شخصًا بسيطًا وقوي الشخصية في آن واحد. وأضاف: “كان قليل الكلام لكنه مؤثر، ويحظى باحترام واسع من الجميع”. كما أبدى إعجابه بالوزير الأسبق حبيب العادلي، موضحًا أنه كان “جدع” في تعامله مع الضباط والجنود، وأنه كان وزيرًا متواضعًا وغير متكلف.

فاروق حسني وما بعد الثورة: المحاكمات وبراءة مستحقة
تحدث ايضا إلى أصعب مرحلة مر بها بعد ثورة 25 يناير 2011، حيث واجه الكثير من الاتهامات، خاصة في قضايا الكسب غير المشروع . وأوضح أنه لم يلجأ إلى أي وساطة ولم يتواصل مع المشير طنطاوى ،وفضل أن يواجه القضاء مباشرة للحصول على حقه. وبالفعل، انتهت القضايا بصدور حكم ببراءته، مما أعاد له اعتباره. وأكد أن ما تعرض له كان ظلمًا كبيرًا، لكنه آمن بعدالة القضاء المصري وقدرته على إنصاف المظلومين.

فاروق حسني يتحدث عن نهاية عهد مبارك وغداء بعد السجن
كشف عن كواليس الأيام الأخيرة لنظام الرئيس الأسبق مبارك، مؤكدًا أنه لم تكن هناك أي مؤشرات لسقوط النظام في ذلك الوقت. وأشاد بأداء حكومة الدكتور أحمد نظيف، التي وصفها بأنها كانت حكومة قوية برؤية واضحة ومؤشرات اقتصادية جيدة. واسترجع موقفًا لافتًا حين توجه إلى القرية الذكية مع نظيف، حيث فوجئ بتجاهله للأحداث المتصاعدة في الشارع واهتمامه فقط بالمشروعات. وتحدث أيضًا عن مكالمة تلقاها من الرئيس مبارك يوم استقالة الحكومة، طلب منه فيها افتتاح معرض الكتاب، رغم الأحداث الجارية، وهو ما جعله يدرك مدى انفصال القيادة حينها عن واقع الشارع.

بعد خروجه من السجن، استضافه الرئيس الأسبق مبارك في منزله على الغداء، حيث لاحظ أن الرئيس ما زال محتفظًا بوعيه الكامل، وكان يتحدث بذهن صافٍ ووعي كبير. ووصف مبارك بأنه “كان إنسانًا بمعنى الكلمة”، وشخصًا مدركًا لما يدور حوله حتى بعد كل ما مر به من محن.
قدّم شهادات صريحة تعكس عمق العلاقات التي كانت تربط رموز الدولة قبل 2011، وما تلا الثورة من تحديات شخصية ومهنية. وبين الصداقات السياسية، والاتهامات القضائية، وذكريات الأيام الأخيرة للنظام، تتشكل صورة معقدة لمرحلة مليئة بالتحولات، عاشها رجل كان في قلب الحدث.