اقرأ في هذا المقال
- إنتاج الليثيوم العالمي لا يسد الطلب المتنامي على صناعة السيارات الكهربائية.
- توقعات بنمو الطلب على الليثيوم بواقع 40 ضعفًا بحلول 2040.
- يتركز إنتاج الليثيوم عالميًا في 3 دول؛ هي أستراليا وتشيلي والصين.
- يتزايد الطلب على السيارات الكهربائية في أوروبا وأميركا والصين.
- ربما تحتاج أوروبا إلى 729 ألف طن متري من مكافئ كربونات الليثيوم.
يعجز إنتاج الليثيوم العالمي عن مواكبة الطلب المتنامي على صناعة السيارات الكهربائية؛ ما يهدد بعرقلة جهود إزالة الانبعاثات من قطاع النقل العالمي، وفق دراسة حديثة طالعت نتائجها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وحذّرت الدراسة التي أجراها باحثون من الصين والسويد من المخاطر المحدقة بمساعي التحول إلى النقل النظيف جراء نقص إمدادات الليثيوم الذي يُعد مكونًا رئيسًا في بطاريات السيارات الكهربائية.
ووجدت الدراسة أنه على الرغم من تسارع أنشطة تعدين الليثيوم؛ فإن أيًا من أسواق السيارات الكهربائية الـ3 الكبرى عالميًا -الصين أو أميركا أو أوروبا- لن تستطع تلبية احتياجاتها من الليثيوم بشكل منفرد بحلول نهاية العقد الحالي.
ووفق تقديرات وكالة الطاقة الدولية، يُتوقع أن ينمو الطلب على الليثيوم عالميًا بواقع 40 ضعفًا بحلول عام 2040.
وفي عام 2010، استأثرت بطاريات السيارات بنحو 23% من استهلاك الليثيوم العالمي، قبل أن تقفز تلك النسبة إلى 74% بحلول عام 2021.
ويتركز إنتاج الليثيوم عالميًا في 3 دول؛ هي: أستراليا وتشيلي والصين، مع هيمنة الأخيرة على أنشطة معالجة المعدن وتكريره.
ناقوس خطر
حذّرت الدراسة المنشورة حديثًا في دورية سيل ريبورتس ساستينابيليتي (Cell Reports Sustainability) من أن الولايات المتحدة الأميركية والصين لن تقدرا على استخراج كمياتٍ كافيةً من الليثيوم المحلي لمواكبة الطلب المتنامي لديهما على بطاريات السيارات الكهربائية.
وقال معدو الدراسة، وهم من جامعة شرق الصين العادية (ECNU) في شنغهاي وجامعة لوند السويدية، إن معضلة استخراج الليثيوم أشبه بـ"أزمة وشيكة" من الممكن أن تؤخر تحقيق أهداف المناخ والطاقة الإستراتيجية.
وحذّر الباحثون من أن إنتاج الليثيوم المحلي من الممكن أن ينمو 10 أضعاف في بعض مناطق أوروبا والولايات المتحدة والصين بحلول نهاية عام 2030، غير أن هذا النمو لا يزال بعيدًا عن مواكبة "الطلب المرتفع" ما دام لا توجد إبداعات تقنية أو زيادة الواردات.
ويُعد الليثيوم المُستخرَج عبر التعدين عنصرًا حيويًا في معظم بطاريات السيارات الكهربائية التي يُنظَر إليها على أنها الرقم الأبرز في إزالة الكربون من قطاع النقل.
ويتزايد الطلب على السيارات الكهربائية في كل من أوروبا والولايات المتحدة الأميركية والصين، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
واستأثرت السيارات الكهربائية الجديدة العاملة بالبطاريات بحصة سوقية نسبتها 20.9% خلال الأشهر الـ5 الأولى من العام الحالي، صعودًا من 16.1% خلال المدة ذاتها من عام 2024.
وتعتزم المملكة المتحدة حظر مبيعات السيارات الجديدة العاملة بالوقود التقليدي -البنزين أو الديزل- بدءًا من عام 2030.
إنتاج الليثيوم.. معضلة مزمنة
وجدت الدراسة أن معظم السيناريوهات التي تختص بمستويات إنتاج الليثيوم في المستقبل والكمية المطلوبة من هذا المعدن في أوروبا وأميركا والصين لا يمكنها أن تلبي الطلب بتلك الأسواق التي تُباع فيها 80% من السيارات الكهربائية عالميًا.
ومن شأن معضلة إنتاج الليثيوم في تلك المناطق أن تضغط على حكوماتها من أجل سد تلك الفجوة.
ووفق تقديرات الباحثين، ربما تحتاج أوروبا إلى 729 ألف طن متري من كربونات الليثيوم المكافئ (LCE) –مقياس لمحتوى الليثيوم- بحلول عام 2030، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وعلى أساس مشروعات تعدين الليثيوم الحالية والمقترحة، من الممكن أن يصل إنتاج الليثيوم إلى 235 ألف طن متري خلال المدة المذكورة.
واقترح مؤلفو الدراسة حزمة من التدابير لمواجهة الشُح الإنتاجي لهذا المعدن الملقب بـ"الذهب الأبيض"؛ بما في ذلك تحويل التركيز من إنتاج السيارات الكهربائية المستعمَلة شخصيًا إلى تعزيز استعمال وسائل النقل العام، وتبنّي تقنيات البطاريات التي تستعمِل كمياتٍ أقل من الليثيوم أو حتى لا تستعمله على الإطلاق.
وتستورد معظم أوروبا الليثيوم الذي تستعمله حاليًا من بلدان مثل الصين والولايات المتحدة، على الرغم من أن بعض البلدان تستحدِث خططًا لاستخراج احتياطيات من هذا المعدن في إنجلترا.
وتبرز البرتغال البلد الوحيد العضو في الاتحاد الأوروبي، الذي يمارس أنشطة تعدين ومعالجة الليثيوم.

الليثيوم والبنزين
قال الباحث من جامعة شرق الصين العادية، ومؤلف الدراسة كيفان شيا: "الليثيوم اليوم بنفس أهمية البنزين في الثورة الصناعية، وعلى الرغم من وفرة احتياطيات الليثيوم حول العالم؛ فإنها موزعة بشكل غير متكافئ بين مختلف البلدان".
وأضاف شيا: "خلصت دراساتنا إلى أنه دون إجراءات فورية لتوسيع أنشطة تعدين وإنتاج الليثيوم، وتنويع مصادر الموردين وإعادة التفكير في كيفية إدارتنا للطلب، يواجه العالم مخاطر تأخيرات في تحقيق أهداف الطاقة والمناخ الإستراتيجية".
وقال مؤسس شركة نيو أوتوموتيف (New AutoMotive) لتجارة السيارات بين نيلميز: "الليثيوم سيكون جزءًا رئيسًا من الاقتصاد، بدءًا من أنشطة التعدين والتكرير ومرورًا بتصنيع خلايا البطاريات وإعادة التدوير".
وأضاف نيلميز: "بناءً عليه؛ فإن الليثيوم معدن حيوي لدرجة أن صانعي السياسات الأوروبيين يرسلون علامات إيجابية إلى المستثمرين عبر المحافظة على الأهداف الطموحة بالنسبة للسيارات الكهربائية إلى جانب إتاحة بيئة داعمة لمشروعات تعدين العنصر".
وتظهِر تقديرات تحليلية منفصلة أجرتها شركة "نيو أوتوموتيف" إمكان توفير ما يصل إلى 250 ألف وظيفة في أوروبا خلال السنوات الـ5 المقبلة عبر إنتاج بطاريات السيارات الكهربائية وسلسلة الإمدادات.
وتتركز تلك الوظائف في مصانع متخصصة في أنشطة التعدين وتصنيع وإعادة تدوير بطاريات السيارات الكهربائية.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
- نقص إنتاج الليثيوم من دراسة منشورة في دورية "سيل ريبورتس ساستينابيليتي".
- بطاريات السيارات الكهربائية تستهلك نصيب الأسد من إنتاج الليثيوم من صحيفة "إيبوتش تايمز".
- بيانات الطلب على الليثيوم وتوقعاته من وكالة الطاقة الدولية.