ارتفعت أسعار في أوروبا، خلال تعاملات اليوم الجمعة 13 يونيو/حزيران 2025، مع تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط والمخاوف من انقطاع الإمدادات.
جاء ذلك بعد أن نفّذت إسرائيل موجة من الضربات ضد إيران؛ ما أثار المخاوف من اندلاع حرب أوسع نطاقًا في منطقة تُشكِّل مفتاح إمدادات الطاقة العالمية.
وارتفعت أسعار الغاز في أوروبا نحو 3%، وفق متابعات لحظية من منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، بعد أن قفزت في مستهل التعاملات الصباحية بنسبة 5.7%، وهي أعلى نسبة صعود لها في أكثر من 5 أسابيع.
شنّت إسرائيل غارات جوية على البرنامج النووي الإيراني ومواقع للصواريخ الباليستية، صباح اليوم الجمعة، وسُمع دويّ انفجارات في طهران ومدن أخرى، وتُمثّل العملية تصعيدًا كبيرًا في المواجهة بين الخصمين؛ إذ توعّدت إيران إسرائيل بـ"دفع ثمن باهظ".
أسعار الغاز الأوروبية
بحلول الساعة 07:36 مساءً بتوقيت غرينتش (10:36 مساءً بتوقيت مكة المكرمة)، ارتفعت أسعار الغاز الأوروبية في مؤشر "تي تي إف" الهولندي (مقياس أسعار الغاز في أوروبا) لعقود يوليو/تموز، بنسبة 3.035%، إلى 37.275 يورو (43.03 دولارًا) لكل ميغاواط/ساعة.
* اليورو = 1.15 دولارًا أميركيًا
كما صعدت أسعار الغاز في أوروبا، تسليم أغسطس/آب، بنسبة 3.08%، إلى 37.58 يورو لكل ميغاواط/ساعة، في حين زادت أسعار عقود سبتمبر/أيلول بنسبة 3.058%، إلى 37.945 يورو لكل ميغاواط/ساعة.
وعادةً ما تستعمل شركات الغاز في أوروبا وحدات القياس "غيغاواط" و"تيراواط" في تعاملاتها الأوروبية (غيغاواط/ساعة = 3.2 مليون قدم مكعبة من الغاز)، و(تيراواط/ساعة = 3.2 مليار قدم مكعبة من الغاز).
جاء ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا بالتزامن مع تصاعد التوترات في أسواق الطاقة، وارتفاع أسعار النفط.
من أهم المخاوف أن تُعطّل الأعمال العدائية حركة الشحن عبر مضيق هرمز، وهو ممر مائي مهم للغاز الطبيعي المسال والنفط.
ورغم أن طهران هددت مرارًا بإغلاق المضيق خلال أوقات الصراعات الجيوسياسية؛ فإنها لم تفعل، ولا يبدو أن عمليات التسليم الفعلي للغاز المسال قد تأثرت حاليًا، ولكنها قد تواجه تأخيرات إذا بدأت السفن في تجنب المضيق.
تحليل أسعار الغاز
قالت خبيرة الطاقة في رابوبانك، فلورنس شميت، حول تحليل أسعار الغاز: "يكمن الخطر على أسواق الطاقة في تصعيد إقليمي أوسع يشمل كبار موردي النفط الخام والغاز الطبيعي".
وأضافت أن قطر وسلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة تُصدر ما يقارب 98 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال، أي ما يعادل 18% من الإمدادات العالمية.
وارتفع الطلب الأوروبي على الغاز المسال منذ فقدان القارة الجزء الأكبر من إمداداتها الروسية عبر الأنابيب، وستكون التدفقات الوفيرة حاسمة في الأشهر المقبلة؛ إذ تعمل دول الاتحاد الأوروبي على إعادة ملء مرافق التخزين المستنفدة قبل حلول فصل الشتاء.
وتُعدّ قطر من بين أكبر 3 موردي الغاز الطبيعي المسال، وأي انقطاع في صادراتها قد يدفع سعر الغاز إلى ما يزيد على 100 يورو للميغاواط/ساعة في أسوأ الأحوال، وفقًا لشميت.
وأضافت أنه في حين تحصل أوروبا على معظم وقودها المسال من الولايات المتحدة؛ فإن "فقدان ولو كمية ضئيلة من الإمدادات يُعدّ دافعًا رئيسًا لارتفاع أسعار الغاز في أوروبا".
وعلى صعيدٍ أقرب، يترقّب التجار أيضًا أي انقطاعات أخرى في النرويج، أكبر مورد للغاز عبر الأنابيب في أوروبا؛ إذ تشهد محطة معالجة كبيرة حاليًا انقطاعًا غير مخطط له؛ ما يُقلص التدفقات التي كانت مُقيدة بالفعل بسبب أعمال الصيانة الموسمية.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر..