وجه كبار النجوم رسائل إشادة بالمؤسس المشارك لـ”ذي بيتش بويز” براين ويلسن، الذي قدّم مساهمة رئيسية في الشعبية الواسعة للفرقة الأميركية الشهيرة، إثر إعلان عائلته وفاته الأربعاء عن 82 عاما.
وكتب بوب ديلان عبر منصة “إكس” الأربعاء: “تذكرت كل السنوات التي استمعت فيها إليه وأُعجبت بعبقريته. ارقد في سلام يا عزيزي براين”.
وساهم ويلسن وفرقته “ذي بيتش بويز” في أوائل ستينيات القرن العشرين في نشر موسيقى السيرف التي تطغى عليها إيقاعات الغيتار الكهربائي، مع صدى صوتي وتناغم موسيقي غني وألحان جذابة.
وعلّقت نانسي سيناترا على “إنستغرام” قائلةً: “ستبقى موسيقاه خالدة”، مشيرة إلى أن إحدى “أعظم لحظات حياتي” كانت تأدية أغنية “كاليفورنيا غيرلز” معه.
وكتب رينغو ستار، العازف في البيتلز، إحدى الفرق القليلة التي تجاوزت بشعبيتها “بيتش بويز” أوائل الستينيات: “رحم الله براين ويلسن، والسلام والمحبة لعائلته”. وكان جون لينون يعتبر ألبوم “بيت ساوندز” (1966) من أعظم الألبومات على الإطلاق.
كذلك، كتب عضو فرقة “رولينغ ستونز” روني وود على “إنستغرام”: “يا إلهي، براين ويلسن وسلاي ستون في الأسبوع نفسه. عالمي في حالة حداد. يا له من حزن!”، في إشارة إلى رائد موسيقى الفانك الأميركي الذي توفي قبل أيام عن 82 عاما.
“عبقري موسيقي”
وأشاد شون أونو لينون، نجل المغني والمؤلف جون لينون، عبر “إكس” بمن اعتبره “موزار الأميركي والعبقري الفريد الآتي من عالم آخر”، وأضاف: “قلّة هم من أثّروا بي بقدر تأثيره عليّ. أشعر بأنني محظوظ جدا لأنني تمكنت من مقابلته وتمضية الوقت معه. لقد كان دائما لطيفا وبمنتهى السخاء”.
أما جون كايل، المؤسس المشارك لفرقة “ذي فيلفيت أندرغراوند” للموسيقى البديلة، فكتب عبر “إكس” أن “براين ويلسن لم يكن مجرد موسيقيّ شهير، بل كان عبقريا موسيقيا حقيقيا، نجح في تحويل موسيقى البوب إلى شيء متطور بشكل مذهل”.
وأعلنت عائلة براين ويلسن الأربعاء في رسالة قصيرة وفاته، من دون تحديد سببها. وكان الموسيقي الذي عانى الخرف وُضع تحت الوصاية في مايو 2024، وقالت عائلته في بيان مقتضب: “نعلن ببالغ الحزن والأسى وفاة والدنا الحبيب براين ويلسن. لا نجد كلمات للتعبير عن مشاعرنا الآن”.
وغالبا ما يُشار إلى ويلسن بعبقري جيله، إذ ساهم عازف غيتار الباص والمغني والمنتج وكاتب الأغاني، صاحب الرؤية الثاقبة، في دفع فرقة “بيتش بويز” إلى الشهرة بأغان شهيرة مثل “غود فايبريشنز” و”آي غت اراوند” و”هلب مي روندا”، احتلت كلها صدارة التصنيفات في قوائم “بيلبورد”.
وحظيت أعمال الراحل بإشادة كبيرة من أقرانه، حتى إن بوب ديلان صرّح ذات مرة لمجلة نيوزويك: “تلك الأذن، أعني، يا إلهي، عليه أن يأخذها إلى متحف سميثسونيان!”، في إشارة إلى أحد أهم متاحف الفن في العالم، الواقع في واشنطن العاصمة.
طفولة معذبة
بعد خمس سنوات من الإبداع الغزير أنتج خلالها 200 أغنية عن الشمس والأمواج والفتيات الجميلات، غرق براين ويلسن في اكتئاب عميق غذّاه تعاطي المخدرات أواخر الستينيات ولعقود بعدها؛ وبعد 35 عاما عاد ليكمل ألبوم “سمايل” غير المكتمل لفرقة “بيتش بويز”، الذي يُعتبر على نطاق واسع تحفته الفنية.
ومازال لفرقة “بيتش بويز” جمهور كبير حول العالم، ويستمع إلى أعمالها ما معدله 12 مليون شخص شهريا على “سبوتيفاي”، وفقا لمنصة البث الموسيقي.
ووُلد براين ويلسن في كاليفورنيا في 20 يونيو 1942، وهو والد كارني وويندي ويلسن اللتين كانتا عضوين في فرقة “ويلسن فيليبس” الثلاثية التي ذاع صيتها أوائل التسعينيات.
تُلمّح ألحانه الحزينة إلى طفولة براين ويلسن الصعبة التي طبعها سلوك والده الاستبدادي والعنيف أحيانا.. كان يعاني الصمم في أذنه اليمنى، وكان فمه يتدلّى أثناء الغناء نتيجة الضرب المُتكرر الذي تلقّاه.
ووجد براين ويلسن ملاذا في الموسيقى بعد معاناته قسوة والده الذي أصبح مديرا فنيا للفرقة لفترة.
وكانت “بيتش بويز” ذات طابع عائلي، فقد شكّل ويلسن الفرقة مع شقيقيه الراحلين دينيس وكارل، وابن عمه مايك لوف، وجاره آل جارداين.