أخبار عاجلة

"تفاصيل موضوعية" تُغيّب أُسراً عن "مناطق الجنوب" خلال عيد الأضحى

"تفاصيل موضوعية" تُغيّب أُسراً عن "مناطق الجنوب" خلال عيد الأضحى
"تفاصيل موضوعية" تُغيّب أُسراً عن "مناطق الجنوب" خلال عيد الأضحى

بخلاف ما كان عليه الحال خلال السنوات الماضية حالت مجموعة من المعطيات والتفاصيل الموضوعية دون سفر عدد من الأسر المستقرة بالمدن الكبرى صوب مسقط الرأس بـ”مناطق الجنوب” من أجل قضاء عيد الأضحى.

وارتأت عدد من هذه الأسر تأجيل أسفارها وعُطلتها السنوية إلى غاية شهري يوليوز وغشت المُقبليْن، نتيجة تعليق شعيرة النحر واستمرار الدراسة بعدد من المستويات غير الإشهادية، وفي وقت لم تنته فترة الامتحانات الخاصة بالسنتين الأولى والثانية بكالوريا بعدُ.

وإذا كانت “كل الطرق تؤدي إلى الجنوب” في مثل هذه الفترة خلال السنوات الماضية فإن الواقع بات مغايرا هذه السنة، إذ لم تستقبل مداشر إقليمي تارودانت وطاطا، على سبيل المثال، العدد نفسه من الوفود التي كانت معتادة على استقبالها خلال المناسبة نفسها التي كانت تحل في فصل الصيف. ورغم كل ذلك لم تتخلّف فئة أخرى من القاطنين بالمدن الكبرى عن قضاء عيد الأضحى بمسقط الرأس.

ويعرف العالم القروي خلال فصل الصيف من كل سنة انتعاشة ملحوظة وحركية دؤوبة، إذ تتميز هذه الفترة من السنة بحلول العطل الموسمية وبالبرمجة الفنية والثقافية والرياضية المكثفة التي تُعدّها جماعات محلية وجمعيات تنموية، سواء تعلّق الأمر بتنظيم أنشطة ذات صبغة ثقافية أو بتنظيم تظاهرات رياضية محلية.

وأكّد محمد الهلالي، فاعل مدني باقليم طاطا، أن “عيد الأضحى هذه السنة بدا مختلفا عن سابقيه، وذلك لاعتبارات مختلفة، إذ لم تشهد هذه المنطقة الوفود التي كانت تعرفها خلال السنوات الماضية، والمكونة من أبنائها من المشتغلين أساسا بالمدن الكبرى”.

وأوضح الهلالي، في تصريح لهسبريس، أن “تعليق شعيرة نحر الأضاحي واستمرار الدراسة بعدد من المستويات حتّما على عدد من الأسر المستقرّة خارج المنطقة إرجاء زياراتها إلى غاية منتصف فصل الصيف؛ زد على ذلك أن مدة العطلة الخاصة بهذه المناسبة، التي لا تزيد عن أربعة أيام، ساهمت هي الأخرى في هذه الوضعية”.

ولفت المتحدث ذاته إلى أن “الاختلاف بدا واضحا بأرجاء إقليم طاطا، سواء بالمركز أو الضواحي، حيث لم يتم تسجيل النسبة نفسها من الاكتظاظ على مستوى المحطات الطرقية وحافلات النقل ما بين المدن وسيارات الأجرة، كما كان الأمر عليه خلال السنوات الماضية”؛ كما أفاد بأن “عددا من الأفراد وضعوا ضمن حساباتهم تأجيل زياراتهم إلى مسقط رأسهم إلى غاية شهري يوليوز وغشت، وهي الفترة التي تعرف في الأساس إقامة أنشطة مختلفة، على رأسها الأعراس المحلية”.

من جهته أكّد عادل تنلسوت أداسكو، فاعل جمعوي بتارودانت الشمالية، أن “ظروفًا متعددة ساهمت في اتخاذ عدد من الأسر والأفراد قرارَ إلغاء زيارتهم إلى مسقط رأسهم لقضاء عيد الأضحى هذه السنة، على رأسها إلغاء شعيرة الذبح”.

وسجّل تنلوست، في تصريح لهسبريس، أن “الغالبية من هؤلاء أجّلوا أسفارهم إلى غاية شهريْ يوليوز وغشت المقبليْن، اللذيْن أصبحا ينافسان عيد الأضحى من ناحية الأنشطة الثقافية والرياضية والفنية التي تعرفها منطقة سوس على سبيل المثال”، مشيرا إلى أن “الفترة المذكورة تتميز باستفادة التلاميذ من عطلهم الصيفية، في وقت بات موعد ‘العيد الكبير’ يتزامن مع فترة الدراسة”.

ورغم كل ذلك فإن الآلاف من “أبناء سوس” قرّروا، وفق المتحدث ذاته، “قضاء هذا العيد بمسقط رأسهم، وهو ما يحول ‘تمازيرت’ إلى قبلة لأبنائها المغتربين، في إطار احتفالٍ ديني تشمل تفاصيله عادات وطقوسا غذائية وفنية وثقافية أيضا”.

وذكّر الفاعل نفسه بـ”الفارق الكبير ما بين إحياء عيد الأضحى بالمدن الكبرى وإحيائه بالبوادي التي تعرف سنويا حركية دؤوبة (رغم التراجع المسجل في الوفود هذه السنة)”، مشيرا إلى أن “المدن الكبرى تعرف الفراغ في المقابل، وذلك بعد أن يغادرها قاطنوها”؛ كما لفت إلى “أهمية الطقوس والعادات التي تعرفها منطقة سوس في مثل هذه المناسبة ذات الأبعاد الدينية والاجتماعية، التي لا تغيب عنها الروح التضامنية وحملات الالتفات إلى الأسر الفقيرة، باستحضار تام لجُلّ العادات الأمازيغية المتوارثة والمتعارف عليها”.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق عاجل.. محافظ الإسماعيلية: المنطقة الحرة لدينا واعدة وبها 163 مشروعا بـ900 مليون دولار
التالى حضرت احتفالية.. محامي نوال الدجوي يرد على تحدي الخصوم: "الدجوي في كامل قواها العقلية