أستاذ اقتصاد: سياسات ترامب غير المدروسة تُضعف الدولار أمام اليورو

قال الدكتور محسن السلمونى، أستاذ الاقتصاد بجامعة لندن، إن السياسات الاقتصادية التى ينتهجها الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، تسببت فى حالة من القلق داخل الأسواق العالمية، موضحًا أن هذه السياسات لا تهدد الاقتصاد الأمريكى فحسب، بل تؤثر على النظام المالى الدولى بأسره.

وقال «السلمونى»، فى مداخلة مع «القاهرة الإخبارية»، إن ترامب يتعامل مع الاقتصاد الأمريكى وكأنه يمتلك السيطرة المطلقة، ويتعمد فرض إملاءاته على الشركاء التجاريين، خاصة فى الصين وأوروبا، ما خلق حالة من عدم اليقين لدى المستثمرين، وأدى إلى توتر مع رجال الأعمال، مثل الخلاف الأخير مع إيلون ماسك، الذى أظهر حجم التناقض بين السياسات الرئاسية ومصالح رجال الاقتصاد.

وأشار إلى أن هذه الأوضاع دفعت الصناديق الاستثمارية العالمية إلى إعادة تقييم خياراتها، لافتًا إلى أن صناديق سيادية تملك أكثر من 8.3 تريليون دولار من سندات الخزانة الأمريكية بدأت بالتفكير فى تنويع استثماراتها خارج الولايات المتحدة تدريجيًا.

وأضاف أن أوروبا بدأت بالفعل فى تعديل استراتيجياتها الاقتصادية، لا سيما بعد التأثيرات السلبية للحرب فى أوكرانيا، واتجهت إلى تكوين تحالفات تجارية جديدة مع بريطانيا، وتهيئة منصات تكنولوجية مستقلة تنافس أمريكا والصين، فى وقت أعلنت فيه بريطانيا، لأول مرة، عن تأسيس صندوق استثمارى للتكنولوجيا بقيمة تصل إلى 4 مليارات جنيه إسترلينى.

وأوضح أن السياسات التوسعية غير المدروسة التى تبناها ترامب أسهمت فى إضعاف الدولار أمام اليورو، وهو ما استشعرته رئيسة البنك المركزى الأوروبى، كريستين لاجارد، التى ألمحت مرارًا إلى استعداد أوروبا للاستفادة من تلك الحالة من الارتباك المالى الأمريكى.