الدعاء للأب المتوفى... لغة الوفاء التي لا تنتهي
يمضي الوقت، ويمر العمر، لكن بعض الوجوه تبقى محفورة في القلب... وأول تلك الوجوه: الأب.
فحين يفقد الإنسان والده، لا يفقده فقط كربّ أسرة، بل يفقد جزءًا من نفسه، وركنًا من أمانه، وسقفًا كان يحميه من صدمات الحياة.
ورغم أن الموت يقطع الوصل بالجسد، إلا أن الدعاء يُبقي الصلة حية، وينسج من الرحمة جسورًا تصل بين الأرض والسماء.
لماذا نُكثر من الدعاء للوالد المتوفى؟
لأن الأب تعب وسهر وربّى، وكان سببًا في وجودنا، وراحته في قبره اليوم قد تكون على أيدينا، بدعوة صادقة، ودمعة خاشعة، وعمل يُهدى له بنيّة الوفاء.
قال رسول الله ﷺ:
"إن الرجل لتُرفع درجته في الجنة، فيقول: أنى لي هذا؟ فيُقال: باستغفار ولدك لك."
[رواه ابن ماجه]
أفضل ما يُقال في الدعاء للأب المتوفى
"اللهم اجعل أبي من أهل الجنة، ولا تحرمه لذّة النظر إلى وجهك الكريم."
"اللهم إن أبي أكرمنا حيًا، فأكرمه ميتًا، وبلّغه منازل الشهداء والصالحين."
"اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة، وأبدله دارًا خيرًا من داره، وأهلًا خيرًا من أهله."
"اللهم اجعل كتابه في عليين، واغفر له ما تقدم من ذنبه، وما تأخر."
كيف نبرّ والدنا بعد وفاته؟
- بالدعاء له في السرّ والعلَن.
- بالصدقة الجارية على روحه.
- بزيارة قبره والدعاء عنده.
- ببرّ من كان يُحبّهم ويصلهم في حياته.
- بذكره بالخير، وعدم نسيانه في المناسبات والدعوات.
الآباء لا يُنسَون، بل يُخلّدون في دعوات أبنائهم، وسيرتهم العطرة، ودموع الفقد الصامتة.
فلنجعل من كل دعاء، رسالة شكر، واعتراف بالجميل، وعربون محبة لا تنتهي.
اللهم اجعل آباءنا من أهل الفردوس الأعلى، وبلّغهم منّا السلام كلما اشتقنا إليهم ورفعنا أيدينا بالدعاء.
