المجمع المقدس , تستعد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لاستضافة المؤتمر الدولي الذي سيُعقد في أكتوبر 2025 بمناسبة مرور 17 قرنًا على انعقاد مجمع نيقية المسكوني الأول في عام 325م. هذا المؤتمر يعد حدثًا هامًا في تاريخ الكنيسة، ويأتي في إطار دورها الفعّال في الحركة المسكونية العالمية. ويعتبر المؤتمر بمثابة تكريم للأبطال الذين حافظوا على الإيمان المسيحي المستقيم، وعلى رأسهم الآباء القديسين مثل البابا ألكسندروس، البطريرك التاسع عشر، والبابا أثناسيوس الرسولي، البطريرك العشرون، بالإضافة إلى العديد من الشخصيات الأخرى التي ساهمت في إرساء أسس الإيمان المسيحي الذي نعيشه اليوم.

المجمع المقدس يعلن أهداف المؤتمر وطبيعته الأكاديمية
المؤتمر، الذي يُعد المرة الأولى التي يُنظم فيها على أرض كنيسة أرثوذكسية شرقية، يشكل أهمية أكاديمية كبيرة. على الرغم من أن هذا المؤتمر يحمل الطابع المسكوني، إلا أنه لا يعد حوارًا لاهوتيًا بين الطوائف المسيحية المختلفة حول العقائد المسيحية. بل هو فرصة لتقديم أطروحات بحثية تتعلق بمجمع نيقية، الذي يعتبر نقطة تاريخية محورية في تاريخ الكنيسة المسيحية. يتناول المؤتمر مجمع نيقية كنموذج في مواجهة الهرطقات التي حاولت النيل من الإيمان المستقيم، مع التركيز على فترة كانت فيها الكنيسة المسيحية موحدة في إيمانها.
كما يوضح أن المؤتمر لن يصدر عنه أي قرارات أو اتفاقيات، بل سيقتصر على تقديم الأوراق البحثية التي تعكس آراء العلماء والباحثين في هذا المجال. وبذلك، فإن المؤتمر سيكون منصة أكاديمية بحتة ولن يتطرق إلى إصدار توصيات أو قرارات رسمية.

المجمع المقدس يكشف عن دور الكنيسة القبطية في الحركة المسكونية العالمية
تعد استضافة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لهذا الحدث العالمي تتويجًا لدورها الكبير في الحركة المسكونية المسيحية التي تسعى إلى توحيد الكنائس المسيحية في العالم. منذ انضمام الكنيسة القبطية إلى مجلس الكنائس العالمي في عام 1954، أصبحت جزءًا أساسيًا من الحوار المسكوني الذي يهدف إلى تعزيز التعاون والاتحاد بين الكنائس المختلفة.

هذا الدور الفعّال يتجسد في مشاركتها المستمرة في الحوارات اللاهوتية والتبادل الروحي مع الكنائس حول العالم. كما تؤكد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية من خلال هذا المؤتمر على التزامها العميق بالعمل من أجل اتحاد " target="_blank">الإيمان المسيحي، والتمسك بالمبادئ الروحية التي تقوم عليها. الكنيسة القبطية ليس لها وجود محلي فقط، بل تمتد علاقاتها إلى أكثر من 60 دولة في العالم من خلال كنائس وأديرة قبطية، مما يعزز من قدرتها على التأثير في الحوار العالمي المسيحي.