ليو الرابع عشر , شهد يوم الأربعاء حدثًا دبلوماسيًا لافتًا تمثل في إجراء اتصال هاتفي بين بابا الفاتيكان رأس الكنيسة الكاثوليكية الجديد، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ويُعد هذا الاتصال الأول من نوعه منذ تولي البابا الحالي منصبه، حيث أكد الفاتيكان في بيان رسمي أن الاتصال تناول الوضع المتأزم في أوكرانيا، وتركّز على السبل الممكنة لوقف النزاع عبر المبادرات السلمية.

جاء الاتصال بمبادرة من الفاتيكان، بحسب مصادر مطلعة، وهو ما يعكس رغبة البابا ليون في الانخراط المباشر في القضايا الدولية، وخاصة تلك التي تمس السلم العالمي. وقد وُصف الاتصال بأنه جرى في جو من الاحترام المتبادل والتركيز على إيجاد مساحات للحوار.

دعوة مباشرة من البابا ليو الرابع عشر لروسيا لاتخاذ «خطوة نحو السلام
في تفاصيل الاتصال، وجه البابا نداءً واضحًا للرئيس الروسي يدعوه فيه إلى “تقديم بادرة سلام”، معتبرًا أن اتخاذ مثل هذه الخطوة من جانب موسكو قد يمهد الطريق أمام مفاوضات بنّاءة تضع حدًا للقتال الدائر منذ أكثر من عامين في أوكرانيا.
وأفاد بيان الفاتيكان بأن البابا شدّد خلال المحادثة على أهمية الحوار بين الأطراف المتنازعة، وأكد أن “السلام لا يتحقق بالقوة، بل من خلال التواصل الإيجابي والرغبة الحقيقية في إنهاء المعاناة الإنسانية”.
كما أعرب البابا عن أمله في أن تُسهم الكنيسة الكاثوليكية بدور فعال في تقريب وجهات النظر، والضغط على المجتمع الدولي للبحث عن حلول واقعية تنهي معاناة ملايين المدنيين المتضررين من النزاع.

الكرملين: المحادثة بين البابا ليو الرابع عشر وبوتين كانت «بناءة» ومفعمة بالاحترام
من جانبها، أصدرت الخدمة الصحفية للكرملين بيانًا مقتضبًا أكدت فيه حصول المحادثة بين بوتين والبابا، ووصفتها بأنها “بناءة”. وأشار البيان إلى أن الرئيس الروسي رحّب بالاتصال وأبدى احترامًا لموقف البابا الداعي للسلام، دون الكشف عن تفاصيل إضافية أو ما إذا كانت روسيا تعتزم الاستجابة للدعوة في القريب العاجل.
المراقبون اعتبروا أن وصف المحادثة بـ”البناءة” يُشير إلى انفتاح محتمل لدى موسكو لمناقشة سبل خفض التصعيد، إلا أن غياب أي التزامات أو خطوات عملية في البيان الروسي ترك الباب مفتوحًا أمام مزيد من التحركات الدبلوماسية مستقبلاً.