أخبار عاجلة

استراتيجيات استباقية وعلاجية تتصدى للعنف في نهاية السنة الدراسية

استراتيجيات استباقية وعلاجية تتصدى للعنف في نهاية السنة الدراسية
استراتيجيات استباقية وعلاجية تتصدى للعنف في نهاية السنة الدراسية

يسجّل رجال ونساء التعليم بالمؤسسات التعليمية الابتدائية، مع نهاية كل موسم دراسي، ارتفاعًا ملحوظًا في حالات العنف المدرسي مقارنة بباقي أشهر السنة الدراسية، تتصدرها النزاعات بين التلاميذ، تليها حالات التوتر والصدام بين بعض الأسر والأطر التربوية، إلى جانب حالات محدودة من العنف بين الأستاذ(ة) والتلميذ(ة).

انطلاقًا من هذا الواقع، تُطرح تساؤلات حول العوامل الكامنة وراء تصاعد مظاهر العنف المدرسي في هذه المرحلة من السنة الدراسية، حيث يعرض فاعلون تربويون ونفسيون جملة من المقترحات والإستراتيجيات للحد من هذا النزيف التربوي المتكرر عبر مقاربات وقائية وأخرى علاجية.

محفّزات العنف المدرسي

جبير مجاهد، أستاذ وباحث في الشأن التربوي، قال إن “نهاية الموسم الدراسي تشهد تصاعدًا في مظاهر العنف المدرسي نتيجة تراكُم الضغوط النفسية والاجتماعية على التلاميذ”، مؤكدا أن “العنف يتخذ أشكالًا متعددة، من بينها العنف الجسدي كالمشاجرات بين التلاميذ، التي غالبًا ما تُغذّيها التوترات المرتبطة بالتحصيل الدراسي أو التنافس على النتائج، وقد تصل أحيانًا إلى محاولات الانتقام من المعلمين أو الزملاء بعد انتهاء الامتحانات، إلى جانب تخريب الممتلكات المدرسية”.

وأشار مجاهد، في تصريح لهسبريس، إلى أن “العنف لا يقتصر على الجانب الجسدي فقط، بل يمتد ليشمل العنف اللفظي، المتمثل في السخرية من التلاميذ المتفوقين أو أولئك الذين يعانون من صعوبات دراسية، فضلًا عن إطلاق الشائعات بين الزملاء أو في حق الأساتذة. كما يتجلى العنف النفسي والمعنوي في التنمر المرتبط بنتائج التلاميذ وأدائهم الدراسي، وهو شكل من العنف يؤثر بعمق على الصحة النفسية للمتمدرسين”.

وأوضح أن “هناك عدة عوامل تُغذي هذا التصعيد في العنف خلال نهاية السنة، أبرزها ضغط الامتحانات والخوف من الرسوب، إلى جانب القلق من ردة فعل الأسرة في حال تدني النتائج”، مضيفا أن “غياب الدعم النفسي داخل المؤسسة التعليمية وندرة برامج الإرشاد النفسي والاجتماعي يساهمان في تفاقم الوضع، فضلًا عن ضعف الثقة بالنفس لدى العديد من التلاميذ، وتقليد بعضهم سلوكيات سلبية متداولة في المحيط المدرسي”.

واقترح الباحث في الشأن التربوي مجموعة من التدابير للتخفيف من هذا الواقع، من بينها “تنظيم جلسات للدعم النفسي لفائدة التلاميذ قبل وأثناء فترة الامتحانات، وتكليف مستشارين تربويين بمتابعة الحالات التي تُظهر مؤشرات الضغط المرتفع، إلى جانب برمجة أنشطة ترفيهية ورياضية بعد نهاية الامتحانات، لما لها من دور في التخفيف من حدة التوتر واستعادة التوازن النفسي”.

أنواع مدرسية

عن تصاعد مظاهر العنف داخل الوسط المدرسي في نهاية الموسم الدراسي، قالت ندى الفضل، أخصائية ومعالجة نفسية إكلينيكية، إن “هذا العنف يتخذ أشكالًا متعددة، سواء بين التلاميذ أنفسهم أو بينهم وبين الطاقم التربوي، بل يمتد أحيانًا ليشمل علاقة الأسر بالمدرسين”.

وأوضحت الفضل أن “العنف بين التلاميذ يظهر في صور جسدية كالشجارات والضرب والدفع، إلى جانب عنف لفظي يتمثل في الشتم والسخرية والتنابز بالألقاب، فضلًا عن عنف نفسي واجتماعي مثل الإقصاء والتهميش وترويج الشائعات”، مشيرة إلى أن “هذه السلوكيات تتكاثف مع اقتراب فترة الامتحانات ونهاية السنة”.

وأبرزت الأخصائية ذاتها، في تصريح لهسبريس، أن “العلاقة بين التلاميذ والمدرسين لا تخلو بدورها من التوتر، حيث قد يُبدي بعض التلاميذ سلوكيات عدوانية مثل رفض الانضباط والاحتجاج المستمر، بينما يُقابل ذلك أحيانًا من طرف بعض المدرّسين بتعبيرات لفظية أو جسدية تعكس التوتر والإرهاق، وهو ما يفاقم جو التوتر داخل الأقسام”.

وأضافت أن “العنف قد يظهر أيضًا في العلاقة بين بعض الأسر والمدرسين، خاصة خلال فترة تسليم النتائج أو مناقشة معدلات التلاميذ، حيث تُسجل صدامات واتهامات متبادلة بالإهمال أو الظلم، مما يعكس هشاشة التواصل بين الطرفين في مثل هذه المحطات الحساسة”.

مقترحات علاجية

بخصوص العوامل التي تؤدي إلى تفاقم هذا العنف، أشارت الفضل إلى “وجود أسباب نفسية وتربوية، على رأسها الضغط المرتبط بالتقييم والخوف من الرسوب أو رد فعل الأسرة، إضافة إلى عوامل تنظيمية تتجلى في الإرهاق المهني للمدرّسين، وضعف التأطير النفسي داخل المؤسسات، علاوة على قلة الأنشطة الموازية التي يمكن أن تخفف من حدة التوتر”.

وشددت على ضرورة “إدماج حصص للدعم النفسي والأنشطة التعبيرية داخل الزمن المدرسي كالرسم والمسرح والألعاب، إلى جانب تكثيف الأنشطة اللاصفية في نهاية السنة لخلق جو إيجابي”، داعية في الوقت ذاته إلى “اعتماد التقييم التكويني المستمر بدل الضغط المفاجئ للتقييم النهائي، والعمل على تحسين قنوات التواصل بين المدرسة والأسرة بما يضمن شراكة قائمة على التفاهم”.

واقترحت المعالجة النفسية “تنظيم لقاءات توعوية لأولياء الأمور بخصوص كيفية التعامل الهادئ مع نتائج أبنائهم، مع تنظيم ورشات مهنية ونفسية لفائدة المدرّسين لتخفيف الضغط، مع ضرورة تقاسم المسؤوليات الإدارية داخل المؤسسات، وتعيين مستشار نفسي دائم بالمؤسسة، وتخصيص الأسبوع الأخير من السنة للأنشطة الثقافية والرياضية والترفيهية”.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق تفتيش طلاب الشهادة الاعدادية على أبواب اللجان في الدقهلية
التالى "مدرسة المناخ" تواصل رفع القدرات