يتساءل الكثير من المسلمين عن حكم صلاة الجمعة إذا صادف واجتمعت يوم العيد، خاصة ولم يفصلنا سوي أيام قليلة ونستقبل عيد الأضحى المبارك، الذي حددت دار الإفتاء موعد أول أيامه الجمعة القادمة الموافق 6 يونيو الجاري.
وأشارت دار الإفتاء المصرية، إلى أن يوم الأربعاء الماضي الموافق 28 من شهر مايو المنصرم، هو أول أيام شهر ذي الحجة لعام 1446 هــ، مؤكدة أن يوم الخميس 5 يونيو الجاري، سيكون يوم عرفة.
ووفقًا لدار الإفتاء المصرية، فإن أولى ليالي العشر الأوائل من ذي الحجة 1446 هـ، بدأت اعتبارًا من يوم الأربعاء 28 مايو 2025، وتستمر حتى يوم الجمعة 6 يونيو المقبل، الموافق أول أيام عيد الأضحى المبارك.
وكان اختلف عدد من جمهور العلماء والفقهاء من الحنفية والمالكية والشافعية، حول "هل يجوز ترك فرض الجمعة بعد أداء صلاة عيد الأضحى المبارك"، الأمر الذي حسمته دار الإفتاء المصرية.
وحسمت دار الإفتاء حكم صلاة الجمعة يوم العيد، قائلة: "إذا جاء العيد يوم جمعة، فالأصل صلاة العيد في وقتها ثم صلاة الجمعة في وقتها إلا في حقِّ أصحاب الأعذار، وأما مَن لم يكن كذلك وقد حضر صلاة العيد، فالأصل في حقِّه أن يُصَلِّيهما: خروجًا من خلاف الجمهور القائلين بعدم سقوط الجمعة بصلاة العيد، فالخروج من الخلاف مستحب، ومن أراد أن يترخص بترك الجمعة إذا صلى العيد في جماعة، فإنه يُصلِّي الجمعة ظهرًا، تقليدًا لمذهب الحنابلة".
وأضافت الإفتاء، أن من أقوال الفقهاء ما يُجيز للمقيمين خارج المدن والقرى، ممن شق عليهم الحضور مرتين إلى صلاة العيد والجمعة، أن يتركوا الجمعة ويصلوا الظهر بدلًا منها، مستشهدةً بما فعله الصحابي الجليل عثمان بن عفان رضي الله عنه، عندما أذن لأهل العوالي بعدم الرجوع لصلاة الجمعة إن هم صلوا العيد.
وأوضحت أن المذهب الحنبلي ذهب إلى أن من صلى العيد تُسقط عنه الجمعة، ويصلي الظهر بدلًا عنها، وهو مذهب له اعتباره الفقهي، ويمكن للمسلم الأخذ به عند الحاجة أو المشقة، ما دام سيلتزم بصلاة الظهر في وقتها.
وشددت دار الإفتاء، بأن القول بسقوط صلاة الجمعة والظهر معًا بصلاة العيد قول باطل لا يُعتمد عليه شرعًا، لأنه مخالف لثوابت الشريعة، حيث أن الصلاة المفروضة لا تسقط بأداء صلاة غير مفروضة على الأعيان، كالجمعة التي لا يمكن أن تسقط بصلاة العيد التي هي سنة مؤكدة أو فرض كفاية.
وأكدت على أن الأصل في فرضية الصلوات الخمس لا يتغير حتى في أشد الظروف، مستشهدة بقول النبي ﷺ: «خَمْسُ صَلَوَاتٍ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ»، وقوله ﷺ لمعاذ: «أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ»، ما يدل على أن إسقاط فرض الجمعة يحتاج إلى عذر معتبر، وليس مجرد توافقها مع صلاة العيد.