فولكسفاغن الألمانية تغازل "ترمب" بسبب الرسوم الجمركية

أعلنت شركة فولكسفاغن الألمانية موقفها من الرسوم الجمركية التي يهدد بفرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب على واردات الولايات المتحدة من السيارات من الخارج.

وبحسب المعلومات لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يسعى قطب العقارات السابق إلى إصلاح العجز في الميزان التجاري بين الولايات المتحدة ودول العالم عبر فرض رسوم جمركية بسبب زيادة الواردات على الصادرات، وتحديدًا بنسبة 35% على واردات السيارات.

ولتجنب تلك الرسوم "المدمرة" وللحفاظ على مكانتها بسوق الولايات المتحدة، أعلن مسؤول كبير في فولكسفاغن أن أكبر شركات السيارات الأوروبية تعتزم ضخ استثمارات كبرى داخل الأراضي الأميركية.

يأتي ذلك على الرغم من إغلاق مصنع تابع للشركة في ألمانيا خلال العام الماضي (2024)، كما كانت تدرس إغلاق مصنع آخر في الصين بسبب الخسائر والتحديات التشغيلية والمالية التي تضرب الصناعة بسبب المنافسة وارتفاع التكاليف.

شركة فولكسفاغن الألمانية

في إطار ما وصفه بـ"إستراتيجية نمو"، كشف الرئيس التنفيذي شركة فولكسفاغن أوليفر بلوم، عن أن المجموعة الصناعية الأكبر في أوروبا ستضخ استثمارات ضخمة في الولايات المتحدة.

وتفصيليًا، قال إن ثمة خطة لإنتاج بعض طرازات علامة أودي (Audi) التابعة لمجموعة فولكسفاغن على الأراضي الأميركية، رغم عدم وجود خطوط إنتاج لها هناك.

وزار رئيس الشركة برأسمال سوقي قدره 44 مليار يورو (50 مليار دولار تقريبًا) الولايات المتحدة؛ حيث أجرى محادثات مباشرة مع إدارة الرئيس دونالد ترمب ممثلة في وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك.

وإذ أبدى رغبته في إبقاء تفاصيل المباحثات سرًا، وصفها بالعادلة والبناءة، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة نقلًا عن صحيفة الغارديان البريطانية.

وفي تصريحات لصحيفة "زود دويتشه تسايتونج" اليومية، قال: "حتى الآن، أجرينا مباحثات عادلة وبناءة للغاية.. بالطبع هناك الكثير من الأمور المعقدة.. زرت واشنطن ومنذ ذلك الحين انخرطنا في حوار منتظم".

وبحسب بلوم، توفر المجموعة في أميركا أكثر من 20 ألف فرصة عمل مباشرة وأكثر من 55 ألف فرصة عمل غير مباشرة، كما تستثمر 5.8 مليار دولار في شركة السيارات الكهربائية الأميركية "ريفيان" (Rivian).

ورطة فولكسفاغن بسبب الرسوم الجمركية

أعرب رئيس شركة فولكسفاغن أوليفر بلوم عن أمله في أن تساعد "الاستثمارات الضخمة" المقرر ضخها في السوق الأميركية في تشكيل ملامح قرار الرئيس ترمب النهائي بشأن فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على واردات السيارات.

وبغض النظر عن نتائج المحادثات، ثمة توقعات بأن تتكبد الشركة من بين أخرى رسوم جمركية أساسية قدرها 10% تقريبًا بعد انتهاء مهلة الـ90 يومًا التي وضعها ترمب.

وبحسب بلوم؛ فإن المحادثات في واشنطن كانت تركز على إيجاد حلول يمكن تطبيقها عالميًا، مؤكدًا العزم على مواصلة الاستثمارات والبناء على الشراكة مع "ريفيان" وضخ استثمارات إضافية ضخمة.

وفي التصريحات التي تابعتها منصة الطاقة المتخصصة، قال بلوم إن "كل ذلك يجب أن يؤدي دورًا في القرارات"، لكنه لم يحدد موعدًا لإبرام اتفاق مع الولايات المتحدة.

وإذ أبدى رغبته في التوصل لذلك الاتفاق في أسرع وقت ممكن، قال إنه يعتمد على عوامل كثيرة.

وعلى نحو خاص، من المتوقع أن تكون شركة بورشه الأكثر تضررًا من الرسوم الجمركية بالمقارنة بطرازات فولكسفاغن والشركات الألمانية الأخرى مثل "بي إم دبليو" و"مرسيدس بنز"؛ إذ إن سيارات بورشه تُصنّع حصريًا تقريبًا في الولايات المتحدة.

رسوم ترمب الجمركية

تأمل الشركات الألمانية وعلى رأسها فولكسفاغن في أن تساعد المحادثات بتخفيف أي ضربة محتملة من الرسوم الجمركية الأميركية؛ إذ تهدد الحرب التجارية بتكبيد الشركات أكثر من 34 مليار دولار هي قيمة خسائر المبيعات وارتفاع التكاليف.

ورغم أن محكمة تجارية أميركية ألغت معظم الرسوم الجمركية التي فرضها ترمب بسبب ما سمّته بتجاوز الصلاحيات، استأنفت الحكومة الفيدرالية على الحكم.

وحتى تاريخه، لم تتأثر الرسوم الجمركية بنسبة 25% على واردات أميركا من السيارات بالحكمين القضائيين.

وتشير نتائج استطلاع أجراه اتحاد مصنعي الآلات والمعدات في ألمانيا (VDMA) إلى أن ثلاثة أرباع المشاركين يؤمنون بالتأثير القوي لسياسة أميركا التجارية في تنافسية الشركات.

وقال مستشار السياسات التجارية في أميركا الشمالية لدى الرابطة أندرو أدير، إن حالة عدم اليقين المحيطة بالرسوم الجمركية الأميركية تتسبّب في الكثير من المشكلات بأكثر من الرسوم نفسها؛ إذ ينتج عنها تأجيل قرارات الشراء بما في ذلك الشركات الأميركية المحلية التي ترغب في شراء المعدات لزيادة الإنتاج.

وإذ وصف قرار خفض 35 ألف فرصة عمل بحلول عام 2030 بالمؤلم، قال بلوم إن شيئًا ما يجب أن يحدث لتنجو الشركة على المدى الطويل وسط منافسة شرسة مع السيارات الكهربائية الصينية.

كما انخفض صافي أرباح الشركة خلال الربع الأول من 2025 الشركة بنسبة 30% على أساس سنوي بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج وانخفاض المبيعات في الصين (أكبر سوق سيارات في العالم).

وبسؤاله عن أكبر الأخطاء التي ارتكبتها الشركة، قال بلوم إنه الاعتماد على أمجاد الماضي مدة طويلة ثم الإدراك مؤخرًا أن العالم يتغير بسرعة وديناميكية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

1. فولكسفاغن تضخ استثمارات ضخمة لتجنب الرسوم الجمركية من الغارديان البريطانية
2. معلومات إضافية من وكالة رويترز للأنباء