أخبار عاجلة
تريزيجيه يفاجئ جماهير الأهلي قبل السفر لأمريكا -
عاجل.. الأهلي يبلغ زيزو بموعد الإعلان عن الصفقة -

الإفتاء تكشف حكم اعتبار الزحام الشديد سببا للتوكيل في رمي الجمرات

الإفتاء تكشف حكم اعتبار الزحام الشديد سببا للتوكيل في رمي الجمرات
الإفتاء تكشف حكم اعتبار الزحام الشديد سببا للتوكيل في رمي الجمرات

الإثنين، 02 يونيو 2025 08:59 ص 6/2/2025 8:59:23 AM

هل الازدحام الشديد يعدُّ عذرًا مرخصًا للتوكيل في رمي الجمرات؟ وفقني الله تعالى لأداء مناسك الحج، وأعلم أن هناك ازدحامًا شديدًا في رمي الجمرات؛ فهل يُعد هذا الازدحام عذرا يُبيح لي أن أنيب أحدًا في رمي الجمرات عني؟ أرجو الإفادة وجزاكم الله خيرًا، سؤال أجابت عنه دار الإفتاء بالآتى:

ذهب جمهور الفقهاء إلى أن الازدحام الذي لا يحتمل عادة ويرتب مشقة خارجة عن المعتاد يعدّ عذرًا مرخصًا للتوكيل في الرمي ولا يلزم الموكِّل دم.


المقصود برمي الجمرات وحكمه في الحج

المقصود بالرمي في باب الحج عند الفقهاء: القذف بالجمرات وهي الحصاة الصغيرة، في زمانٍ مخصوصٍ، ومكانٍ مخصوصٍ، وعددٍ مخصوصٍ، كما في "بدائع الصنائع" للإمام علاء الدين الكاساني.

وقد أجمع الفقهاء على أن رمي الجمرات واجبٌ من واجبات الحج، يلزم من تركه بدون عذر فدية؛ قال الإمام ابن عبد البر في "التمهيد": [أجمع العلماء على أن من فاته رمي ما أمر برميه من الجمار في أيام التشريق حتى غابت الشمس من آخرها وذلك اليوم الرابع من يوم النحر وهو الثالث من أيام التشريق فقد فاته وقت الرمي ولا سبيل له إلى الرمي أبدًا، ولكن يجبره بالدم أو بالطعام على حسب ما للعلماء في ذلك من الأقاويل] .


حكم النيابة في رمي الجمرات

من المقرر شرعًا أنَّ الأصل في العبادات البدنية أنه لا تجوز فيها النيابة، إلا ما استثناه الشرع الشريف، ومن ذلك الحج؛ فهو قابلٌ للنيابة عن الغير إذا كان صاحب عذر، فعن ابن عباسٍ رضي الله عنهما: "أنَّ امرأةً قالت: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ فَرِيضَةَ اللهِ عَلَى عِبَادِهِ فِي الْحَجِّ أَدْرَكَتْ أَبِي شَيْخًا كَبِيرًا لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَثْبُتَ عَلَى الرَّاحِلَةِ، أَفَأَحُجُّ عَنْهُ؟ قَالَ: «نَعَمْ»، وَذَلِكَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ" أخرجه الشيخان.
وإذا كان الحج في عمومه يقبل الإنابة فكذلك واجباته، وفي هذا المعنى يقول إمام الحرمين الجويني في "نهاية المطلب في دراية المذهب" : [ومن المقاصد أن الناسك لو عجز عن الرمي بنفسه، فله أن ينيب غيرَه مناب نفسه؛ فإن الاستنابة إذا جرت في أصل الحج، فجريانها في أبعاض المناسك غيرُ ممتنع].

والأصل أن الحاج هو الذي يباشر الرمي بنفسه ما دام قادرًا عليه بحيث لو تركه بدون عذر لزمته الفدية، إلا أنه يجوز له عند وجود عذرٍ أنْ يُنيب غيره فيه، ولا فدية عليه حينئذٍ عند جمهور الفقهاء من الحنفية والشافعية والحنابلة، خلافًا للمالكية الذين ذهبوا إلى وجوب الدم على العاجز لعدم مباشرة الرمي بنفسه، وغاية جواز الإنابة هي سقوط الإثم عن العاجز، والدم دم جبران لترك النسك وهو الرمي بالنفس، فإن عجز عنه صام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجع، فإن لم يصم الثلاثة في الحج صام العشرة إذا رجع، إن شاء وصلَ الثلاثة بسبعة أو لم يصل.


حكم اعتبار الزحام الشديد سببا للتوكيل في رمي الجمرات
من الأعذار المعتبرة في ترك واجب من واجبات الحج الزحام الشديد الذي لا يتحمل، فقد اعتبره جمهور الفقهاء عذرًا في ترك المبيت بمزدلفة، وتأخير الرمي، وهو عذر يشمل الرجال والنساء.

قال العلَّامة الحصكفي الحنفي في "الدر المختار" : [(ثم وقف) بمزدلفة، ووقته من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، ولو مارًّا كما في عرفة؛ لكن لو تركه بعذرٍ كزحمة بمزدلفة لا شيء عليه] .

وقال العلَّامة ابن عابدين الحنفي مُحشِّيًا عليه: [قوله: (كزحمة) عبارة "اللباب" إلا إذا كان لعلة أو ضعف أو يكون امرأة تخاف الزحام فلا شيء عليه. اهـ. لكن قال في "البحر": ولم يقيد في "المحيط" خوف الزحام بالمرأة، بل أطلقه فشمل الرجل. اهـ، قلت: وهو شامل لخوف الزحمة عند الرمي، فمقتضاه أنه لو دفع ليلًا ليرمي قبل دفع الناس وزحمتهم لا شيء عليه؛ لكن لا شك أنَّ الزحمة عند الرمي وفي الطريق قبل الوصول إليه أمرٌ محققٌ في زماننا، فيلزم منه سقوط واجب الوقوف بمزدلفة] .

وقال الشيخ عليش المالكي في "منح الجليل" : [ويرخص لهم في التأخر بمزدلفة إن باتوا بها إلى ذهاب زحمة الناس، فلو قال: وتقديم الضعفة أو تأخيرهم من المزدلفة لمنى لكان أحسن] .

وقال العلَّامة البكري الشافعي في "إعانة الطالبين" : [(قوله: بعد انتصاف ليلة النحر) متعلق برمي أيضا، وهو بيان لوقت جواز رمي جمرة العقبة، أما وقت الفضيلة فبعد ارتفاع الشمس قدر رمح، وهذا الرمي تحية منى، فالأولى أن يبدأ به فيها قبل كل شيءٍ، إلا لضرورة، أو عذرٍ، كزحمة، أو انتظار وقت فضيلة لمن تقدم دخوله إليها قبل ارتفاع الشمس] .

ومن المقرر شرعًا أنَّ "المشقة تجلب التيسير"، ولَمّا كان الحج من العبادات البدنية التي تشتمل على مشقة كبيرة فقد جعل الشرع مبنى أمره على التخفيف والتيسير، وهو ما دلَّ عليه فعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقف في حجة الوداع بمنى للناس يسألونه، فجاءه رجل فقال: لم أشعر فحلقت قبل أن أذبح، فقال: «اذْبَحْ وَلا حَرَجَ»، فجاء آخر فقال: لم أشعر فنحرت قبل أن أرمي، قال: «ارْمِ وَلا حَرَجَ»، فما سُئِلَ النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم عن شيء قُدِّمَ وَلا أُخِّرَ إلا قال: «افْعَلْ وَلا حَرَجٍ» أخرجه الشيخان.

فإن كان الازدحام الذي لا يتحمل عذرًا معتبرًا في ترك واجبات الحج فهو أيضًا عذرٌ معتبر يبيح الإنابة فيه، ولا يعترض على هذا بأن أعمال الحج عادةً لا تخلو من المشقة والزحام؛ فإنه يجب التفرقة بين المشقة المعتادة والزحام المحتمل من ناحية والمشقة الشديدة والزحام غير المعتاد الذي قد يترتب عليه مشقةٌ لا تحتملُ أو ضررٌ أو هلاكٌ من ناحية أخرى، فالأول لا يبيح الإنابة بخلاف الثاني.

قال العلَّامة الشرواني في حاشيته على "تحفة المحتاج" : [قال "سم" -أي: ابن قاسم العبادي-: سئلت عن مريضٍ يمكنه ركوب دابةٍ إلى المرمى والرمي عليها أو أن يحمله أحد ويرمي بنفسه أو يستنيب، والذي يظهر أنَّ عليه الرمي بنفسه وتمتنع عليه الاستنابة إن لم تلحقه بذلك مشقة لا تحتمل عادة ولاق به حمل الآدمي بحيث لا يخل بحشمته، وظاهر كلامهم أنَّه لا يلزم حضور المستنيب الرمي مطلقًا] .

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق إيقاف وتغريم ثنائي بيراميدز.. رابطة الأندية تعلن عقوبات الجولة التاسعة من الدوري المصري
التالى حضرت احتفالية.. محامي نوال الدجوي يرد على تحدي الخصوم: "الدجوي في كامل قواها العقلية