بلغت الإيرادات الجمركية الأمريكية نحو 23 مليار دولار شهريًا، أي ما يقارب ثلاثة أضعاف ما تم تحصيله في مايو 2024، بحسب مجلة نيوز ويك، وتشير بيانات وزارة الخزانة الأمريكية، التي حللها نموذج ميزانية جامعة بنسلفانيا "وارتون"، إلى أن إجمالي الإيرادات منذ بداية 2025 وصل إلى 68.23 مليار دولار، بزيادة قدرها 78% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
أضاف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في هذه السياسة فرصة لإحياء الصناعة الأمريكية، وبديلًا مستقبليًا عن ضرائب الدخل الفيدرالية، رغم أن البيت الأبيض لم يقدّم تفاصيل واضحة حول كيفية تحقيق ذلك أو كيفية التفاوض مع الشركاء التجاريين.
تعتمد هذه الإيرادات بشكل كبير على الرسوم الجمركية الباهظة، خصوصًا المفروضة على الواردات من الصين، والتي بلغت في بعض الحالات 145%.
وبحسب التحليل الاقتصادي، فإن الشركات الأمريكية هي التي تدفع هذه الرسوم عند الحدود، لكنها تمرر الكلفة للمستهلكين عبر رفع الأسعار.
يتوقع "مختبر الموازنة" بجامعة ييل أن تولّد هذه الرسوم نحو 2.7 تريليون دولار خلال العقد المقبل، لكنها في المقابل قد تؤدي إلى انخفاض في إيرادات الضرائب الأخرى بحوالي 394 مليار دولار نتيجة الأثر السلبي على النمو الاقتصادي.
تأثيرات غير متوازنة على الأسر الأمريكية
تحذر الدراسات من أن السياسة الجمركية الحالية ذات طبيعة تراجعية، حيث يتأثر الفقراء أكثر من غيرهم. وتشير التقديرات إلى أن الأسرة الأمريكية في الشريحة الثانية من الدخول ستخسر 1300 دولار سنويًا، مقابل 6100 دولار للأسر في أعلى شريحة، بينما سترتفع تكاليف الاستهلاك الإجمالية بنسبة 1.7%، أي نحو 2800 دولار لكل أسرة.
القطاعات الأكثر تضررًا تشمل الملابس والأحذية، حيث ارتفعت أسعار الأحذية بنسبة 15%، والملابس بنسبة 14% على المدى القصير، مع توقعات بزيادات إضافية على المدى الطويل.
شكوك حول جدوى الاعتماد على الرسوم
وفقًا لمؤسسة "تاكس فاونديشن" في واشنطن، فإن اعتماد الحكومة على الرسوم الجمركية كمصدر تمويلي رئيسي يبدو محفوفًا بالمخاطر، خاصة في ظل خطة ترامب المعروفة باسم "مشروع القانون الكبير الجميل"، والتي توسّع التخفيضات الضريبية وتُكلف الدولة نحو 4.5 تريليون دولار حتى 2034، أي أكثر من ضعف الإيرادات الجمركية المتوقعة حتى في أفضل السيناريوهات.
كما تتوقع المؤسسة انخفاض الناتج الاقتصادي الأمريكي بنسبة 0.8% وفقدان ما يصل إلى 685 ألف وظيفة بدوام كامل نتيجة هذه السياسات.
