اقرأ في هذا المقال
- أول ناقلة نفط تعمل بالديزل وطاقة الرياح تسهم بتقليل الانبعاثات الكربونية
- تزوّد الناقلة الأيقونية بأشرعة تحمل اسم ويند وينجز
- تشبة آلية عمل الأشرعة أجنحة الطائرات
- تُبنى 9 سفن إضافية مزودة بأشرعة "ويند وينجز"
تمثّل أول ناقلة نفط تعمل بالديزل وطاقة الرياح في العالم نقلةَ نوعيةً في إزالة الانبعاثات الكربونية من أنشطة الشحن المتعلقة بصناعة النفط، وفق متابعات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وتتميّز الناقلة بأشرعة فريدة تحمل اسم ويند وينجز (WindWings)، كلٌّ منها مجهّز بصاري فولاذي يمنحها مزيدًا من القوة، كما يُزوّد الشراع بأجزاء للتحكم في تدفُّق الرياح والحصول على أقصى مستوى من قوة الدفع.
وتشبه آلية عمل الأشرعة أجنحة الطائرات، ومن الممكن أن تعمل بأمان في ظل رياح تصل سرعتها إلى 50 عقدة، وفوق ذلك يجب طيّها بشكل مسطح على سطح السفينة.
*(العقدة = 1.852 كيلومترًا/الساعة).
وتسهم ناقلة نفط براندز هاتش بخفض 4.5 طنًا من الوقود يوميًا؛ ما يعادل 16% من استهلاك الوقود العادي.
عودة قوية
تفتح ناقلة نفط تراندز هاتش، البالغ طولها 120 قدمًا، الباب أمام عودة قوية لطاقة الرياح إلى صناعة الشحن العالمية.
وستنطلَق تراندز هاتش -وهي أول سفينة شحن حديثة على الإطلاق مجهزة للعمل بمحرك ديزل وطاقة الرياح- من حوض بناء سفن في شنغهاي نهاية شهر مايو/أيار الجاري.
وتُبنى ناقلة نفط براندز هاتش بوساطة شركة الشحن يونيون ماريتايم (Union Maritime) البريطانية، ويلامس حجمها 115 ألف طن، وسميت باسم حلبة سباق السيارات في كينت.
ولدى يونيون ماريتايم حجوزات تصل إلى 34 وحدة من الناقلة المذكورة، بقيمة إجمالية تصل إلى 70 مليون دولار أميركي؛ ما يمثّل رهانًا قوامه ملياري دولار، على إمكانات الإبحار، بهدف خفض تكاليف الوقود وتقليل الانبعاثات الكربونية.
وستزود السفينة الهجين بـ3 أشرعة متينة مصنوعة من الألياف الزجاجية المتطورة، وهي مادة مشابهة لتلك المستعمَلَة في توربينات الرياح، وفق معلومات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وطُوِّرت الأشرعة التي تبلغ قيمتها 5 ملايين دولار على أيدي شركة بار تكنولوجيز (Bar Technologies)، ومقرّها مدينة بورتسموث جنوب شرق إنجلترا، ومن المتوقع أن تسهم بتوفير قرابة 1.5 طنًا من الوقود يوميًا.
ومن شأن هذا أن يساعد ناقلة نفط براندز هاتش في خفض 4.5 طنًا من الوقود يوميًا؛ ما يعادل 16% من استهلاك الوقود العادي.

ثورة مرتقبة
قال رئيس شركة بار تكنولوجيز جون كوبر، إنّ طرح السفن العاملة بالرياح سيشعل ثورةً في صناعة ناقلات النفط، مضيفًا: "إن الناقلة تسهم بتوفير ضخم للوقود، والأرقام كبيرة لدرجة أنني أعتقد أنه في غضون 18 شهرًا سيكون نصف الناقلات، وكذلك ناقلات البضائع السائبة، مزودة بمحركات الدفع العاملة بقطاع الرياح".
وتأسست بار تكنولوجيز في عام 2017 لتسويق التطورات الحاصلة في تقنية الرياح التي نشأت أساسًا من مغامرات السير بن آينسلي في كأس أميركا.
ويملك أينسلي -وهو الفائز بالميدالية الذهبية الأولمبية- حصةً في الشركة، وهو ما ينطبق كذلك على الشريك المؤسس ومدير فريق مكلارين للفورمولا 1 السابق مارتن ويتمارش، إلى جانب الملياردير والرئيس السابق لشركة كارفون ويرهاوس السير تشارلز دانستون.
وأتاحت الاستثمارات للشركة استئجار 50 مصممًا وفنيًا، بما في ذلك المهندسون البحريون وخبراء ديناميكيات السوائل، ومتخصصو المركبات، ومهندسو البيانات والمحاكاة.
وتحسِب بار تكنولوجيز وفورات عملائها من أشرعتها باستعمال تقنية "التنبؤ بأثر رجعي" لمحاكاة ظروف الرياح والأمواج السابقة لمدة 10 سنوات، وتزعم الشركة أن تلك التقنية لديها القدرة على التنبؤ بالأداء المستقبلي بدقّة.
وأكملت أشرعة "ويند وينجز" -التي يزيد طول كل منها على مبنى مكون من 10 طوابق- عامين من التجارب باستعمال سفينتين، بما في ذلك سفينة البضائع السائبة بيكسيس أوشن (Pyxis Ocean) التي تزن 81 ألف طن، والتي أُطلِقت في شهر أغسطس/آب (2023).
وعبرت بيكسيس أوشن المحيطات الهندي والأطلسي والهادئ، كما طافت حول طريق رأس الرجاء الصالح في أثناء الشهور الـ6 الأولى من عملها.
ثم برزت سفينة بيرج أوليمبوس (Berge Olympus)، وهي ناقلة خام الحديد البالغ وزنها 211 طنًا، وتمتد بطول ألف قدم، وتدعم 4 أشرعة؛ ما يجعلها أقوى سفينة شحن شراعية في العالم.
*(القدم = 0.3048 مترًا).
تصويت على الثقة
تمتلك سفينتا يونيون ماريتايم وبيرج أوليمبوس حصصًا من الأسهم نسبتها 20% في شركة بار تكنولوجيز، وهو ما يصفه كوبر أنه بمثابة تصويت بالثقة في تقنيتها، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وتُصنّف السفن التي طلبتها شركة يونيون ماريتايم ضمن فئة إل آر 2(2 LR2)، وهي الناقلات الأكثر شيوعًا لنقل المنتجات المكررة والنفط الخام.
وفي هذا الصدد قال كوبر، إن ناقلة نفط "براندز هاتش" تشهد حاليًا تركيب الأنظمة الكهربائية والهيدروليكية الأخيرة قبل إبحارها المقرر خلال أسابيع.

9 سفن إضافية
تُبنى 9 سفن إضافية مزودة بأشرعة "ويند وينجز" في 4 أحواض بناء سفن صينية أخرى، بينما ما تزال هناك سفينتان قيد البناء في حوض بناء سفن هيونداي الكائن في فيتنام.
وتُصنّع الأشرعة في قسم تابع لشركة تشاينا ميرشانتس (China Merchants) المملوكة للدولة، وذلك على خط إنتاج يوجد على بُعْد 40 ميلًا شمال شنغهاي على نهر اليانغتسي.
وقال رئيس بار تكنولوجيز جون كوبر، إن جميع السفن ستُسمّى على اسم حلبات سباق الفورمولا 1 الحالية أو السابقة، بوساطة مؤسس شركة يونيون ماريتايم لوران كادجي.
وتضم قائمة الأسماء المذكورة حلبة سيلفرستون، وهي موطن جائزة بريطانيا الكبرى، وحلبة إنترلاغوس في ساو باولو بالبرازيل، وحلبة سوزوكا في اليابان، وحلبة سيبانغ في ماليزيا، وحلبة ألبرت بارك في ملبورن بأستراليا، وحلبة لونغ بيتش في كاليفورنيا.
وإلى جانب تعهداته بأن تحقق ناقلة نفط براندز هاتش وفوراتٍ كبيرةٍ في الوقود، يزعم كوبر أن كل شراع من أشرعة و"يند وينجز" سوف يقضي على 14 طنًا من انبعاثات الكربون يوميًا من السفن.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر: