أخبار عاجلة

أزمة الكهرباء العالمية.. دور مهم للذكاء الاصطناعي ومنافسة مصادر الطاقة (تقرير)

أزمة الكهرباء العالمية.. دور مهم للذكاء الاصطناعي ومنافسة مصادر الطاقة (تقرير)
أزمة الكهرباء العالمية.. دور مهم للذكاء الاصطناعي ومنافسة مصادر الطاقة (تقرير)

تتفاقم أزمة الكهرباء في العديد من الدول العربية، لدرجة أن تشغيل الضوء أو الحصول على الإنترنت لمدة ربع ساعة -مثلًا- ببعض الدول يُعدّ أمرًا صعبًا، بينما دول أخرى ترسل الأدوية إلى المنازل بطائرات مسيّرة، أي هناك فرق هائل.

ويوضح مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، أنه مع تطور مراكز البيانات والذكاء الاصطناعي، ستتّسع الفجوة بين الدول الفقيرة والدول الغنية بشكل كبير.

ولذلك، فإن من أكبر مشكلات الذكاء الاصطناعي -اليوم- أنه قد يزيد هذه الفجوة بين الدول المتقدمة والدول المتأخرة، ويعمّق أزمة الكهرباء في الدول الفقيرة.

ولفت إلى أن الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات يستهلكان كميات هائلة جدًا من الكهرباء، وذلك لأسباب متعددة، فلكي تمتلك برنامج ذكاء اصطناعي، عليك أولًا أن تدرّبه، وهذا التدريب يتطلب طاقة هائلة، ثم تأتي مرحلة تشغيل النموذج والبحث، وهذه أيضًا تستهلك كمية طاقة كبيرة.

جاء ذلك في حلقة من برنامج "أنسيات الطاقة"، قدّمها الحجي عبر مساحات منصة "إكس" (تويتر سابقًا) تحت عنوان: "أزمة الكهرباء وآثار أجهزة التكييف في أسواق الطاقة العالمية".

إشكال الذكاء الاصطناعي

قال أنس الحجي، إن إشكال الذكاء الاصطناعي أنه يتداخل في كل مجال وتخصص، وليس حكرًا على صناعة معينة، مثل البنوك أو المستشفيات أو صناعة النفط، بل يدخل في كل جانب من الحياة.

ومن ثم من المتوقع أن يرتفع استهلاك الطاقة بشكل كبير، وهذا يتطلب إنشاء مراكز بيانات ضخمة، تحتوي على عشرات أو مئات الآلاف من الحواسيب، وربما الملايين منها، التي تحتاج غالبًا إلى تبريد.

أحد مراكز البيانات قيد الإنشاء بمدينة فونيكس بولاية أريزونا الأميركية
أحد مراكز البيانات قيد الإنشاء بمدينة فونيكس بولاية أريزونا الأميركية – الصورة من بلومبرغ

وأوضح مستشار تحرير منصة الطاقة أن مسألة تبريد الأجهزة تفتح أزمة الكهرباء التي تخلقها أجهزة التكييف، إذ إنها ليست للبشر فقط، بل مع انتشار الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات، أصبحت هذه الأجهزة ضرورية لتبريد الخوادم.

ولفت إلى أن هذه النقطة عمّقت أزمة الكهرباء، لوجود زيادة إضافية في الطلب، خاصة مع وجود أمور أخرى مثل السيارات ذاتية القيادة، التي تتطلب طاقة هائلة ليس فقط لتشغيلها، بل لأنها تحتاج إلى التواصل مع كل ما حولها، كالأقمار الصناعية، والإشارات، والأجهزة الأخرى في المنطقة.

وأضاف: "كل جزء في السيارة مراقَب بشريحة حاسوب مربوطة بمركز بيانات، ويُسجّل كل جزء من الثانية، فعلى سبيل المثال، عندما أركب سيارة "تيسلا" ذاتية القيادة في نيويورك، فإن كل حركة للسيارة تُسجّل وتُخزّن".

وتابع: "الشركة تحتفظ بهذه البيانات لحماية نفسها في حال وقوع حادث، وكذلك شركة التأمين والمستهلك، وقد تحتفظ بها الولاية أو الحكومة أيضًا. فكل حركات السيارة مسجلة، وستبقى محفوظة، وكلّما زاد استعمالنا للسيارات ذاتية القيادة، زاد إنتاج البيانات".

وأوضح أن هناك 300 مليون سيارة من هذا النوع، ومن ثم فإن كمية البيانات الناتجة عنها هائلة، مضيفًا: "الأمر مثل حفل زفاف مختلط يمشي فيه العريس والعروس في الممر، وحولهم 400 ضيف، كل واحد منهم يصور المشهد نفسه بهاتفه، فنحصل على 400 فيديو للّحظة نفسها، وكلّها ستُخزَّن".

السيارات الكهربائية

المنافسة بين مصادر الطاقة

أشار أنس الحجي إلى مشكلة لم تكن موجودة في السابق، وهي زيادة المنافسة بين مصادر الطاقة بشكل غير مسبوق، ولكن المشكلة الأخرى أن كثيرًا من المحللين لم يدركوا هذه الفكرة بعد.

وأضاف: "عندما قُدِّمت سياسات التغير المناخي، جاءت معها سياسات دعم الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، والإعانات الحكومية بمليارات الدولارات، ولم تكن الإعانات مادية فقط، بل أيضًا تنظيمية".

على سبيل المثال، في بعض الولايات، يُعطى لطاقة الرياح أولوية على مصادر الطاقة الأخرى، فإذا كنت تملك شركة تنتج الكهرباء من الغاز، وبدأت الرياح تهب، فأنت مطالَب بإيقاف المحطة، لأن طاقة الرياح ستحلّ محلّها في الساعتين القادمتين، دون أيّ تعويض إضافي.

سعة طاقة الرياح المضافة عالميًا في 2024

لكن الإشكال هنا هي: ماذا يحصل عندما تتوقف الرياح؟ أو إذا تعرضت البلاد لجو سيئ أو إعصار لمدة 4 أيام دون شمس؟ فجأة، كل شيء يتوقف، وتكون هناك حاجة إلى بديل.

وأوضح أن البديل هنا هو العودة إلى محطات الغاز وتشغيلها بسرعة، لكن هذا مكلف جدًا، لأن الغاز يُشترى من الأسواق الحرة، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع كبير في أسعار الكهرباء، ما يفاقم أزمة الكهرباء.

وتابع: "مع هذا الارتفاع، تقول بعض الشركات، إنها من الأفضل أن تعود للفحم، لكن الفحم عالي الجودة ارتفعت أسعاره أيضًا، فتلجأ إلى الفحم منخفض الجودة، مما يزيد من الانبعاثات بشكل كبير".

ولفت إلى أن هذه الأمور لم تكن موجودة بهذه الحدّة من قبل، فالمنافسة العالمية في مصادر الطاقة أصبحت واقعية، وعندما ينخفض منسوب الأمطار -مثلًا- يقلّ إنتاج الطاقة الكهرومائية، فيحدث الانتقال إلى الغاز، ثم -ربما- إلى الفحم، وهذه المنافسة لم تكن موجودة من قبل.

الذكاء الاصطناعي

لذلك، عند الحديث عن أزمة الكهرباء، يكون الملاحَظ أن هناك زيادة ضخمة في الاستهلاك من جهة، ومن الجهة الأخرى هناك تعقيدًا متزايدًا في هيكلة هذه الأسواق، نتيجة تنوع مصادر الطاقة.

ولهذا، تحدث أزمة الكهرباء حتى في الدول المتقدمة، كما حدث في إسبانيا، التي افتخرت يومًا ما بأن كل إنتاج الكهرباء لديها جاء من الطاقة الشمسية، وبعد 5 أيام فقط، أصبح الإنتاج صفرًا.

وأردف: "هذه التغيرات تُظهر لنا الحاجة إلى توازن حقيقي في إدارة مصادر الطاقة لتجنُّب أزمة الكهرباء".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق عبدالسند يمامة يرفع دعوى قضائية مطالبا الحكومة برد 658 مليون جنيه لصالح الوفد
التالى تامر أمين يعلق على ضبط عمليات تنقيب عن الآثار في قصر ثقافة الأقصر