السبت 24 مايو 2025 | 01:37 صباحاً
في تطور لافت يعكس تحولًا استراتيجيًا في سياسة الطاقة الأمريكية، وقع الرئيس دونالد ترامب أربعة أوامر تنفيذية جديدة تهدف إلى إعادة إحياء قطاع الطاقة النووية في البلاد.
جاءت تلك الخطوة التي أعلن عنها مساء أمس الجمعة 23 مايو 2025، في سياق التحديات المتنامية لتلبية احتياجات الكهرباء المتزايدة نتيجة التوسع الكبير في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية الرقمية.
إصلاحات تنظيمية لتسريع التطوير
أبرز ما تضمنته هذه الأوامر هو إصلاح منظومة الرقابة والتنظيم النووي، حيث جرى تحديد إطار زمني لا يتجاوز 18 شهرًا لإصدار تراخيص المفاعلات الجديدة، مقارنة بالإجراءات المعقدة السابقة التي كانت تستغرق سنوات. كما نُقلت بعض الصلاحيات من هيئة التنظيم النووي إلى وزارة الطاقة، في مسعى لتسهيل وتيرة التطوير، خصوصًا للمفاعلات الصغيرة والمتقدمة الموجهة للاستخدامات العسكرية ومراكز البيانات.
تعزيز الاستقلالية في التوريد
وفي ضوء التوترات الجيوسياسية والاعتماد الكبير على واردات الوقود النووي، لا سيما من روسيا، دعا ترمب إلى تعزيز سلسلة التوريد المحلية، بما في ذلك تحويل وتخصيب اليورانيوم داخل الولايات المتحدة. وقد وجهت وزارة الطاقة للعمل على توفير نحو 20 طنًا من الوقود النووي المتقدم (HALEU) لدعم الشركات المحلية في هذا المجال الحيوي.
مشاريع ميدانية ودعم دولي
تشمل الخطة إنشاء ثلاثة مفاعلات صغيرة تجريبية بحلول منتصف عام 2026، وتحديد مواقع فيدرالية لبدء العمل فيها بسرعة.
إضافة إلى ذلك، تركز الحكومة على توسيع الشراكات الدولية لترويج التقنية النووية الأمريكية، مدعومة بجهود دبلوماسية لتيسير الاتفاقيات وتوفير الدعم المالي والفني للدول المهتمة.
تباين في المواقف وتداعيات اقتصادية
القرارات قوبلت بترحيب من الأوساط الاقتصادية والتقنية، التي رأت فيها خطوة نحو تأمين احتياجات الطاقة ودفع عجلة الابتكار. بالمقابل، حذر مراقبون من تأثير التعديلات على استقلالية الهيئات الرقابية والمخاطر المحتملة على البيئة في حال ضعف الرقابة.
سريعًا، انعكست تلك التطورات على الأسواق، حيث قفزت أسهم شركات نووية مثل Oklo وConstellation Energy، مدفوعة بتفاؤل المستثمرين حيال مستقبل القطاع.
ملامح مرحلة جديدة
تُشكل الأوامر التنفيذية التي وقعها ترمب بداية لمرحلة جديدة في ملف الطاقة الأمريكي، تعطي الأولوية للطاقة النووية كمحور استراتيجي للأمن القومي والتطور التكنولوجي. غير أن التحدي الأكبر يبقى في تحقيق التوازن بين تسريع مشاريع الطاقة وضمان معايير السلامة والاستدامة البيئية.
اقرأ ايضا
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.