أشار تقرير حديث إلى أن أعطال محطات توليد الكهرباء بالفحم في أستراليا تفوق التوقعات، وتقوّض موثوقية الشبكة الرئيسة.
وسلَّط تقرير الضوء على الوضع الكارثي لهذه المحطات، وفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وأفاد بوقوع أعطال مفاجئة بوحدات توليد الكهرباء بالفحم في أستراليا خلال الصيف 128 مرة، أي أكثر بـ8 مرات مما توقّعته هيئة تشغيل سوق الطاقة الأسترالية (Australian Energy Market Operator).
ووجد التقرير الصادر عن مؤسسة "ريلابيليتي ووتش" (Reliability Watch) –التي تضم 3 مجموعات بيئية رئيسة- أن قدرة توليد الكهرباء بالفحم، التي بلغت 5.1 غيغاواط، كانت معطلة في وقت واحد في ولايات نيو ساوث ويلز وكوينزلاند وفيكتوريا من أكتوبر/تشرين الأول إلى مارس/آذار الماضيين.
العلاقة بين الأعطال وارتفاع أسعار الجملة
وجد التقرير الصادر عن مؤسسة "ريلابيليتي ووتش" علاقة قوية بين أعطال محطات توليد الكهرباء بالفحم وارتفاع أسعار الجملة.
وسبق أن سلّطت هيئة تشغيل سوق الطاقة الأسترالية الضوء على أن الأعطال الناجمة عن المولدات القديمة العاملة بالفحم كانت أكبر خطر على موثوقية الكهرباء في شبكة أستراليا الرئيسة.
وترى الهيئة، ومعها معظم مالكي محطات الفحم الرئيسة، أن على أستراليا أن تتجاوز عصر مفاهيم "الحمل الأساس" التي تهيمن على النقاش السياسي الأسترالي، وأن تتحول إلى طاقة الرياح والطاقة الشمسية وطاقة التخزين وغيرها من القدرات القابلة للتوزيع.

تجدر الإشارة إلى أن إنتاج طاقة الرياح والطاقة الشمسية متغير، ولكنه قابل للتنبؤ.
وما لا يُعجب هيئة تشغيل السوق وتجد صعوبة في إدارته هو توقُّف المولدات الكبيرة فجأة دون سابق إنذار، وغالبًا ما يكون ذلك بسبب عطل تقني.
وتُعدّ القدرة على التنبؤ أمرًا بالغ الأهمية، حيث يُمثّل التعطل المفاجئ في وحدات توليد الكهرباء بالفحم المشكلة الرئيسة.
في المقابل، أثبت تخزين البطاريات -الذي توسَّع بشكل كبير مع نمو طاقة الرياح والطاقة الشمسية- قدرته على أن يكون رافدًا موثوقًا به للشبكة، كما أن مرونة الأحمال تُقدِّم خدمة مماثلة.
معاناة أسطول محطات الكهرباء العاملة بالفحم
قال مدير مجلس الحفاظ على البيئة في ولاية كوينزلاند، إحدى المجموعات الـ3 التي تدعم مبادرة مراقبة الموثوقية (ريلابيليتي ووتش)، ديف كوبمان: "يُظهر هذا التقرير بوضوح مدى معاناة أسطول محطات توليد الكهرباء بالفحم في أستراليا من أعطال متكررة".
وذكر أن "الأسطول يفشل باستمرار في توفير الكهرباء التي يحتاج إليها المجتمع خلال وقت الذروة الصيفية".
وأشار إلى تنامي مشكلة هيمنة السوق، وحقيقة أن أسعار الجملة عادةً ما ترتفع عند تعطُّل محطات توليد الكهرباء بالفحم، لأن اللاعبين الكبار قادرون على استغلال ندرة الإمدادات.

وقد وُثِّقت هذه الممارسة في تقارير عن الأسعار المرتفعة أصدرتها هيئة تنظيم الطاقة الأسترالية، التي تُشير إلى أنه على الرغم من قانونيتها، فإن لها تأثيرًا كبيرًا في المستهلكين.
وقال كوبمان: "عندما تتعطل محطات توليد الكهرباء بالفحم فجأةً، فإنها ترفع تكلفة الكهرباء بالجملة، وقد يُعرّض إمداداتنا من الطاقة للخطر".
وأضاف أن "محطات توليد الكهرباء العاملة بالفحم في أستراليا، التي عفا عليها الزمن، تتعطل يوميًا تقريبًا"، وأكد أن "أيّ حكومة مسؤولة تدرك ضرورة الإسراع في بناء المزيد من الطاقة المتجددة المدعومة بالتخزين لضمان استمرار الكهرباء والتحكم في أسعارها".
الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة
تلتزم حكومة حزب العمال الفيدرالية بتحقيق هدف يتمثل في الاعتماد على 82% من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2030.
ويعتمد ذلك، إلى حدّ كبير، على نماذج من خطة النظام المتكامل لدى هيئة تشغيل السوق الأسترالية، التي تتوقع أن معظم -إن لم يكن جميع- مولدات الكهرباء العاملة بالفحم في أستراليا ستُغلق أبوابها بحلول عام 2035 تقريبًا.
وفي الوقت نفسه، واجهت هذه الخطة معارضة من ائتلاف المعارضة والقوى المحافظة.

على سبيل المثال، تنفق حكومة الحزب الوطني الليبرالي المنتخبة حديثًا في ولاية كوينزلاند مليارات الدولارات على إطالة عمر مولدات الفحم المملوكة للدولة، وفرضت قوانين جديدة تُصعّب ترخيص مشروعات الرياح والطاقة الشمسية.
هذا الأسبوع، أصرّت زعيمة المعارضة الفيدرالية الجديدة، سوزان لي، برفقة نائبها في كوينزلاند، مهندس خطة الطاقة النووية لدى الائتلاف، تيد أوبراين، على ضرورة تركيز أستراليا على مصادر كهرباء الحمل الأساس لتوفير أسعار منخفضة وموثوقية الشبكة.
وتشير مؤسسة "ريلابيليتي ووتش" إلى أن مولدات الفحم في كوينزلاند كانت الأقل موثوقية، حيث تعطلت 78 مرة خلال الصيف، بما في ذلك "انفجار" جديد في محطة كالايد العاملة بالفحم المتعثرة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر..