تُطوِّر أميركا مشروعًا لتزويد السفن بوقود الغاز المسال، في محاكاة لمشروع "مرسى" الرائد الذي تتبنّاه سلطنة عمان بالشراكة مع توتال إنرجي الفرنسية.
وحصل مشروع "غالفستون" على الموافقات اللازمة لبدء عملية البناء، بوصفه أول مركز للتزود بالوقود في منطقة ساحل خليج أميركا (منطقة خليج المكسيك الأميركي قبل تغيير اسمها بموجب قرار من الرئيس دونالد ترمب).
وحسب قاعدة بيانات المشروعات العالمية للتزود بالوقود لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يعدّ "غالفستون" ثاني المشروعات في أميركا بالكامل، بعد مشروع "جاكس" في فلوريدا.
وتتجه حكومات عدّة لدعم دور الغاز المسال بصفته وقودًا بديلًا يسهم في خفض الانبعاثات الكربونية للسفن.
مشروع غالفستون
حصل مشروع غالفستون لتزويد السفن بوقود الغاز المسال على الموافقات النهائية؛ ما يمهّد للانطلاق في عملية البناء العام الجاري 2025.
وتستعمل شركة "غالفستون بانكر بورت" -التي تُعدّ مشروعًا مشتركًا بين "بايلوت إل إن جي" و"سي باث" الفرعية التابعة لمجمعة "ليبرا" العالمية- بارجة، لتزويد السفن في منطقة "هيوستن غالفستون" بوقود الغاز المسال.

ووقع الاختيار على قناة "تكساس سيتي شيب" موقعًا لمنشأة التزويد بالوقود، بحسب ما نقلته رويترز عن مسؤولين تنفيذيين اليوم (الإثنين 19 مايو/أيّار).
وقد تبدأ المنشأة في تسليم أولى شحنات الوقود بحلول النصف الثاني من عام 2027، في حين تصل التكلفة الإجمالية للمشروع إلى 300 مليون دولار، وفق شركة "سي باث".
وينقسم تطوير المشروع إلى مرحلتين:
1) المرحلة الأولى: تهدف إلى إنتاج 360 ألف غالونًا يوميًا، وتبدأ العمل خلال عامين.
2) المرحلة الثانية: تنتج 720 ألف غالونًا يوميًا، وتبدأ العمل عقب انطلاق المرحلة الأولى بما يتراوح بين 8 إلى 12 شهرًا.
وقود الغاز المسال في أميركا
لا يحتاج استعمال وقود الغاز المسال في أميركا إلى موافقات تصدير، ويمكن أن يتحول مستقبلًا إلى سوق منفصلة في المواني.
ويعدّ مشروع "غالفستون" ثاني المنشآت الأميركية لتزويد السفن بوقود الغاز المسال، بعد مشروع "جاكس إل إن جي JAX LNG" ومحطته المنتجة لـ360 ألف غالونًا يوميًا في فلوريدا.
ومن شأن المشروع -الأول من نوعه في منطقة خليج أميركا- تعزيز دور ميناء هيوستن بوصفه أكبر المواني البحرية لنقل البضائع.
من جانبه، قال رئيس "سي باث" جوش لوبارسكي، إن المنشأة المرتقبة تجعل الشركة المشتركة أول مورد للغاز المسال بوصفه وقودًا بحريًا في خليج أميركا.
ونجحت شركة "غالفستون بانكر بورت" في إبرام شراكة مع "إنرجي ترانسفير" الأميركية، منتصف سبتمبر/أيلول العام الماضي 2024.
وهدفت الشراكة إلى تزويد محطة في ولاية تكساس بالغاز الطبيعي، لتُعدّ مصدرًا لإمدادات مشروع "غالفستون" لتزويد السفن بوقود الغاز المسال، وفق موقع أوفشور إنرجي.
مشروع "مرسى" في سلطنة عمان
يشبه مشروع "غالفستون" الأميركي -إلى حدّ كبير- مشروع "مرسى" الذي أعلنته سلطنة عمان العام الماضي، ووُضِع حجر أساسه مطلع مايو/أيار الجاري.

وفي أبريل/نيسان 2024، أُعلِنَ احتضان السلطنة أول مركز تزويد السفن بالغاز المسال في الشرق الأوسط، وعُزِّز الإعلان باتفاقيات استثمار مشترك بين شركة أوكيو العمانية (بحصّة 20%) وتوتال إنرجي الفرنسية (80%).
ويقدّم المشروع لصناعة الشحن البحرية العالمية وقودًا بديلًا، ما يتيح خفض الانبعاثات.
ويشمل المشروع:
- الاستفادة من حصة قدرها 33.19% من مشروع مرسى في حقل المبروك الشمالي الشرقي، بمربع 10.
- إنشاء محطة تسييل بقدرة إنتاجية تصل إلى مليون طن سنويًا في ميناء صحار، مع بدء الإنتاج في الربع الأول 2028.
- تعزيز استهلاك محطة الغاز المسال بالكهرباء النظيفة، المولّدة من محطة شمسية بقدرة 300 ميغاواط، لخفض الانبعاثات.
واحتفل الشركاء بوضع حجر أساس مشروع "مرسى" وبدء التنفيذ، مطلع شهر مايو/أيّار الجاري، ما يمهّد لنقلة نوعية في اعتماد السفن على وقود أكثر نظافة، ويدعّم أهداف رؤية عمان 2040.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر: