قدّمت شركة كهرباء ساوثرن كاليفورنيا إديسون، خطة عمل إلى حكومة الولاية الأميركية، تستهدف تدشين أنظمة تأمين ضد الحرائق بتكلفة مليارية، بعد مواجهة العديد من القضايا بسبب اتهامات لها بالتسبب في حرائق لوس أنجلوس الأعلى تكلفةً للكوارث الطبيعية في تاريخ الولايات المتحدة.
وقالت الشركة إن الخطة تستهدف أنظمة تعالج مخاطر الحرائق على مستوى الطوارئ والمدى الطويل، في استجابة لاحتياجات العملاء، ولمواجهة كوارث الطقس القاسي، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وفي 7 يناير/كانون الثاني الماضي، أي قبل تولي الرئيس دونالد ترمب، منصبه لولاية ثانية بأقل من أسبوعين (في 20 من الشهر)، اشتعلت لوس أنجلوس بكاليفورنيا وتوسعت النيران بسرعة كبيرة؛ ما أدى إلى التهام مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، وآلاف المنازل وتشريد الآلاف من سكان المنطقة التي تحتضن مركز المشاهير من الفنانين، بسبب وجود هوليوود بها، كما أنها تضم مساكن كبار رجال أعمال أميركا.
لذلك أثارت النيران زوابع سياسية وجدلًا عنيفًا بين ترمب، وحاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم؛ حيث اتهم الأول الثاني بتعريض الولاية للخطر تحت مزاعم حماية البيئة. وزاد الأمر سوءًا جفاف صنابير المياه الخاصة بإطفاء الحرائق وسط الأزمة؛ ما حدّ من قدرة قوات الإطفاء على السيطرة على الحرائق.
خطة مليارية
قالت شركة كهرباء ساوثرن كاليفورنيا إديسون، إن خطتها التي قدمتها لحكومة الولاية لعلاج مخاطر الحرائق في الأحداث الطارئة وعلى المدى الطويل، تستغرق 3 سنوات في التنفيذ من 2026 إلى 2028، وتحتاج إلى استثمارات تبلغ 6.2 مليار دولار.
وأوضحت أن تنفيذ الخطة يشمل تركيب ما لا يقل عن 440 ميلًا إضافيًا من خطوط التوصيل المغطاة، وما يقرب من 260 ميلًا من خطوط التوزيع تحت الأرض.
وقالت شركة كهرباء ساوثرن كاليفورنيا إديسون، قبل أكثر من شهر، إنها تعتزم إعادة بناء شبكة توزيع الكهرباء في منطقتي ألتادنا وماليبو، المتضررتين من حرائق لوس أنجلوس، بتكلفة استثمارية تقارب مليار دولار؛ حيث تصل إلى 860-925 مليون دولار، وفق خطة قدمتها لحكومة الولاية.

وتمتد خطوط الكهرباء التي ستضعها الشركة تحت الأرض إلى 153 ميلًا دائريًا، إضافة إلى 130 ميلًا في المناطق عالية المخاطر للحرائق، و23 ميلًا بالمناطق غير عالية المخاطر في ألتادنا. وتُقَيَّم حاليًا إضافة 19 ميلًا دائريًا في ألتادنا.
من جهته قال رئيس قسم الإطفاء في هيئة إطفاء مقاطعة أورانج بريان فنسي: "في ظل ظروف الجفاف في جميع أنحاء الولاية؛ فإننا نستعد لعام آخر مزدحم".
كهرباء ساوثرن كاليفورنيا
واجهت شركة كهرباء ساوثرن كاليفورنيا إديسون العديد من القضايا، التي اتهمتها بأن معداتها قد تكون سببًا في اشتعال أكبر حرائق منطقة لوس أنجلوس وهي حريق إيتون.
وأقرّت الشركة باحتمال تسبّب معداتها في حريق إيتون، مع استمرار التحقيقات بهذا الشأن خلال شهر أبريل/نيسان الماضي، وهو الاعتراف الذي قد يقف عقبة في سبيل تدبير التمويل اللازم؛ إذ إنه قد يثير قلق المسثمرين الراغبين في الإسهام بالتمويل من تحمل الشركة للمسؤولية القانونية.
ووفق بعض التقديرات؛ فقد بلغت قيمة الخسائر الناجمة عن حرائق لوس أنجلوس نحو 250 مليار دولار، إضافة إلى تدمير مئات الآلاف من الأفدنة الزراعية والمنازل، وإجلاء عشرات الآلاف من السكان. ورغم ذلك؛ فقد عبّر مسؤولو الشركة عن أهمية تلك الخطوة، واهتمام إديسون بالمتضررين.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة كهرباء ساوثرن كاليفورنيا إديسون ستيفن باول: "في حين أن خطر حرائق الغابات لا يمكن القضاء عليه تمامًا؛ فإننا نواصل تعزيز شبكة الكهرباء والاستثمار في أساليب مبتكرة للوصول بتلك المخاطر إلى أقرب نقطة ممكنة من الصفر".
وأفادت الشركة بأن الخطة التي قدمتها إلى حكومة الولاية للتخفيف من مخاطر الحريق، تشمل أدوات ومنهجيات السلامة، مثل الكشف عن طريق الذكاء الاصطناعي، والكشف المبكر عن الأعطال، وأساليب بديلة لتمديدات المياه تحت الأرض.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر: