كشفت بيانات عن نقل شحنات النفط الفنزويلي الثقيل التي كان من المفترض وصولها لأميركا قبل أشهر قليلة من خلال شركة شيفرون، إلى الصين بدلًا من ذلك.
وأشارت بيانات من وثائق الشحن البحري إلى أن شركة "بدفسا" الفنزويلية المملوكة للدولة PDVSA، بدأت تصدير الخام الثقيل الذي كانت تشحنه الشركة الأميركية إلى الولايات المتحدة منذ عام 2022، بعد قرار الرئيس دونالد ترمب بتوقف هذه الشحنات، عقابًا لفنزويلا.
وفي 11 مارس/آذار 2025، أمرت وزارة الخزانة الأميركية بتقليص أنشطة شيفرون في فنزويلا خلال 30 يومًا، بعد أن اتهم ترمب نظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو بعدم إحراز تقدُّم في الإصلاحات الانتخابية وعودة المهاجرين.
ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، كانت شيفرون تشحن معظم هذه الإمدادات إلى ساحل الخليج الأميركي، حيث تُعدّ المصافي مُجهزةً لإنتاج النفط الخام الثقيل.
تحويل مسار النفط الفنزويلي
رغم عدم انتهاء المدة التي منحتها إدارة البيت الأبيض بقيادة دونالد ترمب لشركة شيفرون بالتوقف عن نقل النفط الفنزويلي إلى أميركا، فإن شركة بدفسا بدأت تحويل مسار شحنات النفط نحو ماليزيا، التي ستنتقل بدورها بعد ذلك إلى الصين.
وزعمت الشركة الفنزويلية أن شيفرون لن تستطيع سداد مستحقاتها بالكامل. وحولت بدفسا مسار شحنتَيْن من النفط الفنزويلي كانت في طريقها إلى موانٍ أميركية.

واتخذت بدفسا عدة خطوات لإعادة تنظيم إنتاج النفط وتحسين درجة الخام منذ ذلك الوقت (قرار ترمب)، ما زاد من إمدادات الخام إلى مصافي تكرير النفط المحلية.
ورغم ذلك تسبّب القرار الأميركي في تراكم مخزونات النفط خلال الأسابيع الأخيرة، ما أدى إلى ملء مساحات التخزين المتاحة للشركة المملوكة للدولة في حقولها النفطية غرب البلاد، وخلق حاجة إلى تخزين عائم، وفقًا لوثائق الشركة.
وتراجعت صادرات فنزويلا من النفط بنسبة 10% خلال أبريل/نيسان الماضي على مستوى شهري، وبلغت 780 ألف برميل يوميًا، ويرجع ذلك بصورة رئيسة إلى المشكلة مع شركة شيفرون.
شحنات في طريقها إلى ماليزيا
كشفت وثائق شحن بحري عن أن 920 ألف برميل من النفط الفنزويلي الثقيل خام "بوسكان"، تنتجه الشركة المشتركة المملوكة لبدفسا الوطنية مع شيفرون الأميركية "بتروبوسكان" Petroboscan، بدأ نقلها مطلع شهر مايو/أيار الجاري إلى مركز الشحن الماليزي الذي ينقل الشحنات إلى الصين.
وعلى سبيل المثال، غادرت الناقلة الفنزويلية "سوزماكس" منطقة الشحن البحري في الدولة (أمواي)، ومن المقرر أن تصل إلى ماليزيا في 20 يونيو/حزيران المقبل، وفق بيانات "إل إس إي جي"، وخدمات تتبع الشحن البحري "تانكر تراكرز.كوم".
وقبل إلغاء الشحنات من قِبل أميركا، كان النفط الفنزويلي "بوسكان" يُنقل إلى مصافي النفط في الولايات المتحدة حصريًا، ويُعاد تصديره وقودًا من خلال شيفرون.
وهذا الأمر لا يضر بمُنتج النفط الفنزويلي فحسب، وإنما بشركة شيفرون أيضًا، إذ من المتوقع أن تشعر مصافي النفط الثقيل الأميركية بضربة سحب الترخيص، الذي يحدث في الوقت نفسه الذي يفرض فيه ترمب رسومًا جمركية على كندا والمكسيك، أكبر مصدّري النفط للولايات المتحدة.

وقال رئيس شيفرون لعمليات التكرير والنقل والتخزين والكيماويات، آندي والز، إن شركته تستعمل النفط الثقيل الفنزويلي في مصفاة باسكاغولا التابعة لها في ولاية ميسيسيبي غالبًا، وستبحث عن مواد خام بديلة بمجرد انتهاء مدة تصفية الأعمال.
وأضاف والز، في مقابلة خلال مؤتمر "سيرا ويك" CERAWeek: "نبحث أساسًا عن بديل ثقيل.. قد يكون من أميركا اللاتينية، أو الشرق الأوسط، ربما المكسيك، وذلك بناءً على ما ستؤول إليه الأمور بشأن الرسوم الجمركية".
من جهتها رفضت حكومة الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، الاشتراكية العقوبات الأميركية، واصفة إياها بأنها بمثابة "حرب اقتصادية".
وفرضت واشنطن قيودًا على تراخيص شركات النفط الأجنبية للعمل في فنزويلا عام 2020، لذلك تراكمت لدى شركة النفط الوطنية الفنزويلية مليارات الدولارات من العائدات والأرباح المستحقة لشركائها في المشروعات المشتركة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر: