أخبار عاجلة

د. باهر عبد العظيم يكتب: اللاءات الأربع والعطايا التريليونية

د. باهر عبد العظيم يكتب: اللاءات الأربع والعطايا التريليونية
د. باهر عبد العظيم يكتب: اللاءات الأربع والعطايا التريليونية

بالحسابات ومقايس المنطق زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للخليج لم تعد بفائدة إلا على تاجر العقارات.

قدرة غريبة على جمع التريليونات من بلاد النفط والغاز.

يأمر فيُطِعون. يرغب فيُلبون. يحلُم فيحققون.

كيف لرجل أن يجمعُ في ثلاثة أيام أربع تريليونات من الدولارات على هيئة استثمارات حتى وإن كانت طويلة الأجل؟ بخلاف هدايا عينية، (مجوهرات وطائرة فخمة بـ٤٠٠ مليون دولار، ونمر سعودي نادر. وبيزنيس تحت الغطاء ومن فوقه بمليارات الدولارات لترامب وعائلته، بإسناد مباشر لتنفيذ مشاريع عقارية).

قالها بملء فمه، حينما سُئل عن حالته النفسية من مآلات التباحث حول الملف الأوكراني: "كيف أُحبط وأنا عائد من زيارتي هذه (يقصد من الخليج) بأربع تريليونات من الدولارات".

على أي شيء يعول رعاة الحدث؟

وتحت أي ذريعة تم تبرير كل هذه العطايا أمام الرعية.

عطايا تترك جرحا غائرا في الكبرياء الوطني. خاصة وأن المُعطى له لا يستنكف أن يتفاخر بإرغامه للآخرين، وإجبارهم على الانصياع لأوامره.

إذا ما نحينا جانبا كلمات الإطراء فبضاعة كاسدة بثمن غالٍ

ففي مقابل كل هذه الأرقام الفلكية، ترامب لم يُعلن إيقاف الحرب الهمجية على غزة. ولم يَعد حتى بالضغط على إسرائيل لوقفها، ولم يعلن أن في جعبته خطة لإطعام الجوعى في القطاع.

فقط أنين على أسرى الاحتلال ووعد بإطلاقهم. 

حتى خطة ترامب للاستيلاء على غزة وتهجير سكانها؛ وإقامة ريفيرا عليها، عاد ليطرحها من جديد، لكن هذه المرة من قلب قطر إحدى دول الوساطة!.

قال: "أريد أن يتحويل القطاع إلى منطقة حرة تحت السيطرة الأمريكية".

وغريب أن ألا يعقب على كلامه أحد في حينها. 

في أعقاب الزيارة بدت إرهاصات التهجير؛ تم الكشف عن نية الإدراة الأمريكية نقل الغزاويين إلى ليبيا، في مقابل الإفراج عن مليارات الدولارات الليبية المُجدمة عند أمريكا.

كان من المفترض وفق ما كان مُتداولًا أن يعلن ترامب عن مبادرة جديدة لوقف القتال في غزة من قلب الخليج، لم يحدث هذا.

العكس هو الصحيح تمسك بأفكار التهجير، وبحق إسرائيل في الدفاع عن أمنها.

اليوم أعلن الاحتلال إطلاق (عربات جدعون). اجتياح كامل للقطاع. وزحزحة للفلسطينيين إلى الجنوب لإجبارهم على الهجرة على وقع المجازر والتجويع.

لماذا لم يتم التفاوض مع تاجر العقارات على وقف الحرب في مقابل كل هذه العطايا المجانية؟

من يعتقد أن لوبيًا خليجيًا جديدًا سيتشكل خلال فترة رئاسة ترامب؛ للتأثير على قراراته وتوجيهها في مسارات محددة، واهم مُستغرق في أحلامه.

النفوذ الإسرائيلي في أمريكا باق، ولا يمكن استبداله.

آلة جهنمية روجت لخلاف مزعوم بين ترامب وبيبي نتنياهو. 

لا أراها إلا خدعة لحين إتمام زيارة الخليج. وترك انطباعا بأن حلفاء جددًا في طريقهم لملء الفراغ الإسرائيلي عند أمريكا.

حتى مع سوريا الجولاني كان الحديث عن رفع العقوبات في مقابل انتظار قرار انضمام دمشق لقائمة اتفاقات التطبيع (إبراهام) مع إسرائيل التي باتت تحتل كامل أراضي الجولان وشريطها الحدودي.

مكاسب مجانية تعظم من صورة ترامب بالداخل.

واستثمارات بأرقام فلكية، تعالج انكماش الاقتصاد الأمريكي، بسبب قرارات الانعزال الترامبية والتي كان أخرها الرسوم الجمركية.

المروجون بأن تجاهلا متعمدا للقاهرة بعدم دعوة الرئيس السيسي لحضور زيارة ترامب في السعودية، مخطئون ومدلسون للحقائق.

عدم الحضور نتيجة طبيعية لمواقف سيُخلدها التاريخ للقاهرة.

فقد كنا دائما في الوقت المناسب حينما كان الجميع يتوارى.

"لاءات أربع قالتها القاهرة في وجه جموح ترامب".

(لا للتهجير - لا لزيارة أمريكا في الوقت الحالي رغم دعوة ترامب المفتوحة للرئيس السيسي لزيارة أمريكا - لا للمرور المجاني من القنال - لا للمشاركة في الحرب على اليمن).

لعبة المال مهمة في موازين السياسة. لكن إن وُجهت في محلها الصحيح، فلو أن ثلث هذا الرقم  تم استثماره في الوطن العربي لتوقفت حروب في منطقتنا، ولنمت اقتصاديات عززت من الحضور العربي في الساحات الدولية.

إنها وحدة المصير، لكن هيهات لقوم متفرقون.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق وزراء دفاع أوروبيون يبحثون وقف إطلاق النار المحتمل في أوكرانيا
التالى طقس أول مايو 2025.. أجواء دافئة نهارًا وبرودة ليلًا وأمطار محتملة على السواحل