عن دار النشر سليكي أخوين صدر، حديثا، كتاب “تطور الفكر السّياسي”، للدكتور عكاشة بن المصطفى، أستاذ التعليم العالي بجامعة محمد الأول بوجدة، ورئيس شعبة القانون بالكلية متعددة التخصصات بالناظور.
ويقع الكتاب في أكثر من 280 صفحة من الحجم الكبير، وهو مؤلف يغوص في أعماق الفلسفة السياسية من خلال دراسة العديد من المفكرين والفلاسفة الغربيين ما قبل اليونان إلى الفكر السياسي الحديث، إلى الفلاسفة المعاصرين من أمثال جون راولز و يورغان هابرماس.
كما يدرس المؤلف بعض مفكري الإسلام، أمثال الماوردي وابن خلدون، والمفكرين المسيحيين الأرثودوكس والبروتستانت. ويحلل الكاتب عبر هذه المحطات، وبأسلوب منهجي سلس وعميق في آن واحد، تطور الفكر السياسي الغربي وتطور الفكر السياسي الإسلامي.
وفي تصريح لهسبرس قال عكاشة بن المصطفى: “إن هذا الكتاب ثمرة عدة سنين من العمل والبحث، وهو مؤلف فكري يهم كلا من الباحثين في هذا المجال والطلبة المهتمين بتاريخ الفكر السياسي وعلم السياسة، لفهم وتتبع تطورات وتحولات الأفكار السياسية في المجالين الغربي والعربي الإسلامي”.
وأضاف الكاتب ذاته: “حاولت، خلال هذه الدراسة، الابتعاد عن المقاربات السابقة، وخاصة الغربية منها التي تناولت الفكر السياسي من زاوية إثنو-مركزية غربية استعلائية، نافية ما أنتجه الشرق بصورة عامة والعرب المسلمون خاصة. والإضافة الأخرى للكتاب تتمثل في تبيان أن الفكر السياسي لم يبدأ مع الفلسفة اليونانية فقط، وإنما وجد جذوره مع مفكرين في الحضارات القديمة، مثل الصين مع كونفوشيوس وغيره”.
الإضافة الأخرى، يتابع مؤلِّف الكتاب، تتمثل في أن “الفكر السياسي عرف تطورات كبيرة، لكن أيضا تذبذبات؛ ففي المجال الغربي نشهد تطورا في أفكار بعض الفلاسفة تعكس الواقع السياسي لمجتمعاتهم، من سلطة الشعب إلى سلطة النخب (الأوليغارشيات)، وإن كنا حاليا نلحظ عودة سلطة الشعب من خلال ظهور نظريات فكرية سياسية تنظر للديمقراطية التوافقية والديمقراطية التداولية”.
وبخصوص الفكر السياسي الديني، وهو الجزء الثاني من المؤلَّف، قال عكاشة: “إنّنا نشهد تطورا في هذا المجال، لكن أيضا تذبذبا بين مناصري الدولة الدينية ومناصري الدولة المدنية”، قبل أن يختم تصريحه بالتأكيد على أن “الكتاب بصورة عامة إضافة للمكتبة الوطنية التي تقل فيها مثل هذه الإنتاجات، خاصة حول تاريخ الفلسفة السياسية”.
