احتفلت أسرة الأمن الوطني بولاية أمن بني ملال، أمس الجمعة، بالذكرى التاسعة والستين لتأسيس المديرية العامة للأمن الوطني، في حفل رسمي بولاية الجهة، حضره والي جهة بني ملال خنيفرة، ورئيس الجهة، ومسؤولون قضائيون وعسكريون، إلى جانب منتخبين وممثلي المجتمع المدني.
وفي كلمة بالمناسبة أكد والي أمن بني ملال، الطيب واعلي، أن “هذا الاحتفال يعد لحظة رمزية تستحضر فيها أسرة الأمن الوطني تاريخ هذه المؤسسة العريقة، التي وضع لبناتها الأولى بطل التحرير المغفور له محمد الخامس، وعزز أسسها الملك الراحل الحسن الثاني، وواصلت مسارها الإصلاحي تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، نصره الله”.
وأوضح واعلي أن “العقد الأخير شهد طفرة نوعية في أداء المديرية العامة للأمن الوطني، عبر ورش عميق لتحديث البنيات وتطوير مناهج العمل، وتبني نموذج الحكامة الأمنية الجيدة والشرطة المواطنة، منبثقة عن رؤية ملكية متبصرة تهدف إلى تعزيز الأمن والاستقرار”.
وتميزت ولاية أمن بني ملال سنة 2024، بحسب المسؤول الأمني ذاته، بتحقيق إنجازات مهمة في مكافحة الجريمة، إذ سجلت المصالح الأمنية 39,733 قضية زجرية، أُحيل على إثرها 42,921 شخصًا إلى العدالة، منهم عدد كبير من المبحوث عنهم والمتورطين في قضايا خطيرة. وشهد معدل الجريمة المقرونة بالعنف تراجعًا ملموسًا بنسبة 14%، ما يعكس نجاح التدخلات الأمنية في تعزيز شعور المواطنين بالأمان.
وفي عمليات التحقق من الهوية تم التعامل مع 876,046 شخصًا، بزيادة 10% عن العام السابق، ما أسفر عن توقيف 38,237 مشتبهًا فيه، منهم 6,950 مبحوثًا عنهم على الصعيد الوطني. كما تم ضبط 31,287 شخصًا في حالة تلبس بارتكاب أفعال جرمية.
أما في ما يتعلق بالتدخلات الفورية فاستقبلت قاعة المواصلات بولاية أمن بني ملال أزيد من مليون و445 ألف مكالمة هاتفية، مسجلة ارتفاعًا بنسبة 14.53%. وأسفرت هذه النداءات عن تنفيذ 35.382 تدخلًا ميدانيًا فعليًا بمختلف أحياء ومناطق الجهة.
وفي مجال مكافحة المخدرات سجلت ولاية أمن بني ملال معالجة 9,755 قضية، أدت إلى توقيف 9,694 شخصًا متورطًا في الاتجار غير المشروع بالمخدرات؛ مع حجز كميات ضخمة من المواد المحظورة، من بينها 6 أطنان و652 كلغ من الشيرا، و2 كلغ و933 غرامًا من الكوكايين، إلى جانب 7,865 قرصًا مهلوسًا، و9,703 لترات من مسكر ماء الحياة.
وشملت العمليات النوعية إحباط محاولة تهريب 245 كلغ من الشيرا، وتوقيف أربعة مشتبه فيهم مرتبطين بشبكة دولية للاتجار بالمخدرات بمنطقة واد زم، فضلاً عن ضبط 3 أطنان و960 كلغ من المخدرات داخل ضيعة فلاحية، وتوقيف مجموعة من المتورطين، وحجز سيارتين تستعملان في نقل البضائع المحظورة.
كما تم تفكيك شبكة متخصصة في تزوير واستعمال صفائح تقنية مزورة للسيارات، وحجز أكثر من 6 مركبات، وتوقيف 5 أشخاص في قضايا تهريب مواد صيدلانية خطيرة، مع مصادرة أكثر من 4,000 وحدة مهربة.
وعلى صعيد السلامة الطرقية تم تحرير 119,576 محضر مخالفة، بزيادة 11.15%، وجُمعت 99,929 غرامة تصالحية. كما حُجزت 99 مركبة متورطة في سياقة استعراضية، بينها 82 دراجة نارية، وأُحيلت 69 منها على المحجز البلدي، فيما أُحيل 46 شخصًا على العدالة، بزيادة تجاوزت 170%.
وفي إطار الحملات الأمنية حول المؤسسات التعليمية سجل انخفاض بنسبة 14% في القضايا (134 قضية)، وتم توقيف 177 شخصًا، منهم 28 قاصرًا. كما شهدت الحملات التحسيسية توسعًا لافتًا بتنظيم لقاءات في 308 مؤسسات تعليمية، استفاد منها 76,385 تلميذًا، بزيادة 35% مقارنة بالعام السابق.
وواصلت ولاية أمن بني ملال التزامها بتعزيز حقوق الإنسان عبر تكوين عناصرها في احترام حقوق الإنسان، وتحسين مساطر البحث الجنائي، وتكريس التفاعل مع النيابة العامة ضمن الآجال القانونية. وتم اعتماد منظومة الأسلحة البديلة التي أثبتت فعاليتها في الحد من مظاهر العنف دون اللجوء إلى السلاح الناري.
وفي مجال الخدمات الإدارية أطلقت ولاية الأمن ست حملات متنقلة في المجال القروي لإصدار البطاقة الوطنية للتعريف، مكنت من إصدار أزيد من 11.000 بطاقة، من بينها ثلاث حملات استثنائية لفائدة التلاميذ المقبلين على اجتياز امتحانات الباكالوريا في بني ملال وخنيفرة وأزيلال، استفاد منها أكثر من 1.400 تلميذ وتلميذة.
وعلى مستوى تحديث وتأهيل المنشآت الأمنية بالجهة، بما يضمن تحسين ظروف استقبال المرتفقين وبيئة عمل رجال الأمن، تم تدشين المقر الجديد للدائرة الأولى للشرطة بمدينة خريبكة، في سياق تنزيل رؤية المديرية العامة للأمن الوطني الرامية إلى تجويد خدمات المرفق الشرطي وتعزيز القرب من المواطنين. وفي الإطار نفسه سيتم تأهيل وإخراج مجموعة من المشاريع الأمنية إلى حيز الوجود بكل من بني ملال وأزيلال ودمنات خلال الفترة المقبلة.
واختتم والي الأمن كلمته بالتأكيد على التعامل الحازم مع الأخبار الزائفة تحت إشراف النيابة العامة، والتواصل الشفاف مع الرأي العام حسب كل حالة؛ كما نوه بأرواح الشهداء الذين ضحوا بحياتهم من أجل أمن الوطن، وعلى رأسهم الشهيد عبد الغني رضوان، الذي استشهد أثناء أداء مهامه ضمن فرقة مكافحة العصابات ببني ملال.
وفي الختام جدّد الطيب واعلي، باسم أسرة الأمن الوطني بولاية بني ملال، التعبير عن “تجندها الدائم وراء جلالة الملك محمد السادس، وتشبثها بأهداب العرش العلوي المجيد، دفاعًا عن أمن الوطن واستقراره، وصونًا لحقوق المواطن وكرامته”.