تتوسّع شركة يونيبر الألمانية في أوروبا خلال الآونة الحالية، وانطلقت في حزمة من الاستثمارات المتجددة جنبًا إلى جنب مع استمرار أعمالها في الغاز والكهرباء.
وبدأت الشركة أول مشروعاتها الشمسية في السويد، ووقعت اتفاقًا جديدًا مع شركة بريطانية؛ ما يُشير إلى توسع نشاطها خارج حدود الاتحاد الأوروبي.
وواجهت الشركة ضغوطًا قوية عقب اندلاع الحرب الأوكرانية عام 2022 اضطرتها لإعلان حالة القوة القاهرة ثم خضعت للتأميم، وفق قاعدة بيانات شركات الطاقة العالمية لدى منصة الطاقة المتخصصة (الصادرة من واشنطن).
ويبدو أن هذه الإجراءات لم تكن كافية لتجاوز التحديات بعد انقطاع الغاز الروسي، وحصلت الشركة بعدها على حزمة دعم من الحكومة الألمانية بإشراف المفوضية الأوروبية، بعد سلسلة من الخسائر وانهيار سهمها.
مزرعتان شمسيتان في السويد
تُطوّر شركة يونيبر الألمانية مزرعتين شمسيتين في السويد، بالتعاون مع شركة سولغريد (Solgrid) النرويجية.
وتصل قدرة مزرعتي "سيغاز" و"سيغرهولت" إلى 35 ميغاواط لكليهما، ويعدان أول المشروعات الشمسية للشركة الألمانية في السويد، بحسب ما نقلته رويترز عن الشركة، اليوم الجمعة 16 مايو/أيار 2025.
وتقع المحطتان وسط السويد، وتعتزم الشركة بدء أعمال البناء مطلع العام المقبل (2026)، في حين تُشير التوقعات إلى انتهاء هذه المرحلة خلال العام اللاحق له (2027).
ولا تقتصر أعمال الشركة الألمانية في السويد على المحطتين الشمسيتين فقط، لكنهما تأتيان في إطار تعزيز استثماراتها في الطاقة المتجددة، خاصة أنها تشغّل في الآونة الحالية ما يصل إلى 74 محطة طاقة كهرومائية في السويد.
ومن جانب آخر، تواصل الشركة التعاون مع ستوكهولم في قطاع الطاقة، عبر المشاركة في ملكية محطات الطاقة النووية السويدية، وتشغيل محطة كهرباء تعمل بالغاز وحرق النفط أيضًا.
وتتوافق خطوات الشركة الألمانية مع مساعي الحكومة السويدية لتأمين الإمدادات اللازمة لتلبية الطلب على الطاقة، في ظل توقعات ببلوغه 300 تيراواط/ساعة بحلول عام 2045، ارتفاعًا من 136 تيراواط/ساعة في الآونة الحالية.
وتتجه الحكومة السويدية الحالية لدعم الإمدادات الموثوقة (ممثلة في بناء محطات نووية جديدة)، بدلًا من المخاطرة مع إمدادات متقطعة (مثل مصادر الطاقة المتجددة).
بدوره، أكّد الرئيس التنفيذي لشركة يونيبر في السويد "يوهان سفينينغسون" أن ستوكهولم تحتاج إلى تنويع مصادر الطاقة لتتمكن من زيادة إنتاج الكهرباء وتلبية الطلب.
اتفاق مع شركة بريطانية
دخلت يونيبر في اتفاق لتوريد الكهرباء والغاز الطبيعي لشركة "أوكتوبس إنرجي" البريطانية؛ ما يتيح للأخيرة شراء منتجات الشركة الألمانية المتعلقة بالمجالين.
وتملك "أوكتوبس" أكبر حصة سوقية بين موردي الطاقة في بريطانيا، لكن رغم ذلك فإنها تطمح إلى توسعة قاعدة عملائها في ألمانيا التي تعد أكبر أسواق الكهرباء الأوروبية، ومد نشاطها إلى إيطاليا وإسبانيا أيضًا.
والتزمت الشركة -عام 2020- بالتوسع في السوق الألمانية، باستثمارات قدرتها آنذاك بنحو 80 مليون يورو (89.1 مليون دولار أميركي).
ويتيح الاتفاق الموقّع حديثًا تعزيز توجه الشركتين "الألمانية والبريطانية" حيال الطاقة المتجددة بخطوات أخرى، مثل اتفاقيات شراء الكهرباء، وفق ما نقلته رويترز.
وبصورة عامة، تركز إستراتيجية "يونيبر" على نشر مشروعات المزارع الشمسية في عدد من الأسواق الأوروبية (مثل: ألمانيا، المجر، بريطانيا)، لتلبية هدفها بتوليد 10 غيغاواط من الشمس والرياح، بحلول 2030.
وتفاقمت أزمة شركة الطاقة الألمانية عقب أيام من اندلاع الحرب الأوكرانية، وتخلى سهمها عن مكاسبه خلال 8 مارس/آذار 2022، في بداية سلسلة من النكبات التي تعرضت لها الشركة على مدار عام الحرب.
وتدخلت الحكومة الألمانية في يوليو/تموز من العام ذاته لإنقاذ الشركة من الإفلاس، وقدّمت دعمًا قدره 15 مليار يورو لها، لكن يبدو أن هذه الخطوات لم تكن كافية لوقف نزيف الخسائر الذي سجل 12.3 مليار يورو في أغسطس/آب.
ولم تتحمل الشركة كثيرًا؛ إذ أُعلن -في سبتمبر/أيلول- اتجاهها للتأميم الكامل، وخسر سهمها 20% على إثر هذا الإعلان، ورفعت الحكومة الألمانية قيمة الدعم إلى 51.5 مليار يورو بحلول نوفمبر/تشرين الثاني، لتبدأ رحلة إعادة الخصخصة بعد عامين.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
