اقرأ في هذا المقال
- • سكان مدينة ريفرسايد ليست لديهم بدائل لسيارات التأجير باهظة الثمن عندما يرغبون في القيادة.
- • سوق تأجير السيارات تشهد ازدحامًا كبيرًا والأنظمة الحالية مزودة بسيارات كهربائية.
- • البنية التحتية الكاملة للتزود بوقود الهيدروجين في ريفرسايد تتكون من محطة واحدة فقط.
- • على الرغم من الوعود المُستمرة بإنتاج هيدروجين "نظيف"؛ فإن الواقع يبقى غامضًا.
تلقّى برنامج للتنقل التشاركي بسيارات الهيدروجين، أطلقته جامعة كاليفورنيا ريفرسايد في ولاية كاليفورنيا، دعمًا ماليًا سخيًا.
ويضم برنامج ريفرسايد كلين إير كار شير Riverside Clean Air Carshare (RCAC) أسطولًا من 13 سيارة تويوتا (Toyota) طراز ميراي سيدان تعمل بخلايا الوقود الهيدروجيني، وفق معلومات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
في إشارة إلى عدم جدوى هذه المبادرة، يرى محللون أن 13 مركبة من سيارات الهيدروجين لا تُمثل طفرة ثورية في مجال التنقل المحايد كربونيًا.
وحتى بين مشروعات التنقل النظيف المشكوك فيها، يبرز هذا المشروع على أنه سيئ التخطيط إلى حد كبير.
تكلفة تشغيل سيارات الهيدروجين
سدد دافعو الضرائب في كاليفورنيا، بسخائهم المعهود، مبلغًا هائلًا قدره 3.5 مليون دولار تقريبًا لتشغيل سيارات الهيدروجين الضخمة في الشوارع.
وأسهم مجلس موارد الهواء في كاليفورنيا "كارب" (CARB) وحده بمبلغ 1.5 مليون دولار، بالإضافة إلى مليون دولار آخر من البرنامج التجريبي لقسائم خيارات التنقل النظيف.
وتدفقت أموال إضافية غير محددة من لجنة الطاقة في كاليفورنيا، ولمجرد ضمان سير الإجراءات البيروقراطية، جاء مليون دولار آخر بشكل غير مباشر من خلال منحة من وزارة الطاقة تهدف إلى حل مشكلات التراخيص المعتادة المرتبطة بسيارات الهيدروجين.
في المجموع، يصل هذا إلى ما يقرب من 269 ألف دولار لكل سيارة، وهو رقم من شأنه أن يترك حتى صائدي الدعم المخضرمين في حالة من الذهول.
وتبلغ تكلفة استئجار سيارة تويوتا ميراي نحو 44 ألف دولار لمدة 4 سنوات في كاليفورنيا، وهذا يعني أن هناك 226 ألف دولار لكل سيارة غير محسوبة.

بدائل سيارات التأجير باهظة الثمن
من الواضح أن سكان مدينة ريفرسايد ليست لديهم بدائل لسيارات التأجير باهظة الثمن إذا كانوا يرغبون في القيادة بدلًا من المشي أو ركوب الدراجات أو السكوتر أو قيادة سيارة أوبر.
وتتوافر، حاليًا، العديد من بدائل التنقل التشاركي بالسيارات في مدينة ريفرسايد، بحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة لتحديثات القطاع.
وتعمل شركة زيبكار (Zipcar) في جامعة كاليفورنيا ريفرسايد، وتوفر مجموعة متنوعة من المركبات، عادةً سيارات السيدان وسيارات الدفع الرباعي، وأحيانًا السيارات الهجينة أو الكهربائية.
بدورها، تقدم شركة غت أراوند (Getaround) خدمة تأجير السيارات التبادلية؛ حيث يمكن للسكان الاختيار من بين أنواع مختلفة من السيارات، بما في ذلك السيارات الكهربائية حسب التوافر المحلي.
وتخدم شركة تورو (Turo) منطقة ريفرسايد؛ حيث يستأجر المضيفون المحليون بشكل متكرر طرازات كهربائية شهيرة مثل تيسلا (Tesla) طراز 3 وتيسلا طراز واي وبي إم دبليو (BMW) طراز آي 4 وريفيان (Rivian) طراز آر 1 تي.
بالإضافة إلى ذلك، تُقدم شركة إنفوي (Envoy) خدمة التنقل التشاركي بالسيارات الكهربائية كميزة إضافية في مشروعات سكنية مختارة؛ حيث تضم سيارات مثل هيونداي أيونيك 5، وفورد موستانغ ماك-إي، وتيسلا.
ذا، فإن سوق تأجير السيارات تشهد ازدحامًا كبيرًا، والأنظمة الحالية مزودة بسيارات كهربائية، وهو أمر منطقي، ولا تتلقى مئات الآلاف من الدولارات لكل سيارة من الأموال الحكومية.
البنية التحتية الكاملة للتزود بوقود الهيدروجين
تتكون البنية التحتية الكاملة للتزود بوقود الهيدروجين في مدينة ريفرسايد من محطة واحدة فقط.
وتعمل هذه المحطة الوحيدة بنظام الحجز فقط، وهي قادرة على خدمة سيارة واحدة كل نصف ساعة.
في المقابل، فإن أي شخص قادر على الحساب البسيط سيدرك سريعًا أن هذه المحطة لا يمكن أن تتسع حتى لأحجام أساطيل أكبر دون التسبب في مشكلات كبيرة، وصعوبات لوجستية، وإحباط كبير للسائقين.
لهذا السبب، تُعدّ مؤسسة "عمليات تطوير التنقل"، التي تُدير الأسطول، بما في ذلك تزويد السيارات بالوقود، من بين الجهات التي تتلقى سخاءً حكوميًا كبيرًا.
وتتميز هذه المؤسسة بأنها منظمة وطنية غير ربحية متخصصة في برامج مشاركة السيارات المجتمعية، مع التركيز على القدرة على تحمل التكاليف، والعدالة البيئية، والاستدامة طويلة الأمد.
ويبدو أن المؤسسة لا تُدرك أن الهيدروجين لا يُلبي أيًا من هذه المعايير الـ3.

حقائق بشأن الهيدروجين
على الرغم من الوعود المُستمرة بإنتاج هيدروجين "نظيف"؛ فإن الواقع يبقى غامضًا.
تصل إمدادات الهيدروجين إلى مدينة ريفرسايد بالشاحنات، وتُسلّم في مقطورات أنابيب مليئة بالهيدروجين المُشتق من الغاز الطبيعي، على الأرجح؛ ما يجعل أي ادعاءات بالنقاء البيئي الحقيقي مُضحكة.
وعلى الرغم من أن سيارات تويوتا ميراي لا تُصدر سوى بخار الماء من عوادمها؛ فإن الانبعاثات الناتجة عن عمليات الاستكشاف والإنتاج لا تزال كبيرة.
إزاء ذلك، تتلاشى الفوائد البيئية المزعومة بسرعة حتى مع إلقاء نظرة خاطفة على سلسلة الإنتاج.
تجدر الإشارة إلى أن الهيدروجين يتسرب ويسبب الاحتباس الحراري.
وتبلغ احتمالية تسببه في الاحتباس الحراري على مدار 20 عامًا 37 ضعفًا مقارنةً بثاني أكسيد الكربون، نظرًا إلى تداخله مع تحلل الميثان في الغلاف الجوي.
وبعد البدء بدراسة قابلية أصغر جزيء ثنائي الذرة في العالم للتسرب، يتضح أن نسبة التسرب تزيد على 1% لكل نقطة اتصال.
وفي الوقت نفسه، فإن إنتاج الهيدروجين الرمادي، ونقله بالشاحنات، وضخه في خزانات التخزين، وضخه في السيارات، ثم قيادتها، يعني تسربًا للهيدروجين يتراوح بين 5% و10% على طول سلسلة القيمة.
ومن المرجح جدًا ألا تكون هذه السيارات متاحة في كثير من الأحيان؛ ومن ثم سيتعلم سائقو ريفرسايد بسرعة تجاهلها، واختيار بدائل موثوقة بدلًا منها.
ويعتمد هذا الاستنتاج على تجارب أساطيل السيارات العالمية مع مركبات الهيدروجين والتزود بالوقود.
مشكلات التزود بالوقود الهيدروجيني في كاليفورنيا
على الرغم من أن سيارات تويوتا ميراي موثوقة بما يكفي، وأفضل بكثير من المتوسط بالنسبة لمركبات الهيدروجين، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أنها لا تُستعمل كثيرًا؛ فإن التزود بالوقود الهيدروجيني في كاليفورنيا وحول العالم يواجه المشكلات نفسها مرارًا وتكرارًا.
ويعود ذلك إلى أن مضخات وقود الهيدروجين تتعطل وإمدادات الهيدروجين تنضب.
وتُعد احتمالات حدوث كلا الأمرين لحل التزود بالوقود في ريفرسايد عالية جدًا، وسيتعلم العملاء عدم الاهتمام بسرعة كبيرة.
المستفيدون والخاسرون
تُعد شركة تويوتا من أبرز المستفيدين؛ حيث تقيم بعض العلاقات العامة الإيجابية لرهانها المتعثر على الهيدروجين.
بدورهم، يستفيد السياسيون، حيث يستمتعون بفرصة التقاط صور عابرة وعناوين بارزة لمنشورات حملاتهم الانتخابية.
وتحصل مؤسسة "عمليات تطوير التنقل" على الكثير من المال مقابل سيارات نادرًا ما تُستعمل.
أما بالنسبة للجمهور ودافعي الضرائب والبيئة فإنهم يخسرون، حيث تمثل كل سيارة ميراي مدعومة فرصة ضائعة لتخصيص الأموال لجهود حقيقية وقابلة للتطوير لإزالة الكربون.
ولو كان صانعو السياسات في مدينة ريفرسايد أو ولاية كاليفورنيا جادين بشأن النقل النظيف، لكان توجيه ولو جزء ضئيل من هذا الدعم السخيف نحو توسيع البنية التحتية للسيارات الكهربائية أو زيادة تحفيز المركبات الكهربائية في أساطيل خدمات النقل التشاركي الحالية من شأنه أن يُحقق نتائج بيئية ملموسة وفعّالة.
بدلًا من ذلك، استأجر دافعو الضرائب في ريفرسايد أسطولًا صغيرًا من سيارات السيدان الهيدروجينية، التي تجعلها فائدتها العملية المحدودة، وفوائدها البيئية السلبية، وانعدام قابلية التوسع، مرشحةً مثاليةً للحصول على لقب "أكثر مبادرة مناخية عديمة الجدوى لهذا العام".
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر..