أعلن مركز طب الطوارئ والدعم في ليبيا، صباح الثلاثاء، انتشال ست جثث من مناطق شهدت اشتباكات مسلحة عنيفة بمحيط منطقة أبوسليم في العاصمة طرابلس، وذلك عقب مواجهات اندلعت إثر مقتل قائد أمني بارز مساء الإثنين.
وأكدت مصادر طبية وأمنية أن المركز أعلن حالة الطوارئ ورفع درجة النفير، فيما وجهت وزارة الصحة الليبية كافة المستشفيات والمراكز الطبية برفع جاهزيتها القصوى تحسبًا لأي تصعيد محتمل.
وساد الهدوء الحذر شوارع طرابلس في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، بعد ليلة دامية شهدت مواجهات متفرقة، تخللتها أصوات إطلاق نار كثيف، عقب هجوم شنته قوات تابعة لحكومة الوحدة الوطنية على مقرات جهاز دعم الاستقرار، في خطوة مفاجئة لبسط السيطرة عليها.
وأعلنت وزارة الدفاع الليبية في بيان، "نجاح العملية العسكرية" في طرابلس، مؤكدة استمرار تنفيذ خطة أمنية شاملة لضمان استقرار العاصمة وتعزيز سلطة الدولة.
وفي أول تعليق رسمي، أشاد رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، بأداء وزارتي الداخلية والدفاع، ووجّه التحية لقوات الجيش والشرطة، معتبرًا أن ما جرى يمثل "إنجازًا مهمًا في فرض هيبة الدولة وإنهاء نفوذ الجماعات غير النظامية".
وقال الدبيبة في منشور عبر صفحته الرسمية على فيسبوك: "ما تحقق اليوم يؤكد أن المؤسسات الأمنية النظامية قادرة على حماية الوطن وحفظ كرامة المواطنين، ويؤسس لمرحلة جديدة يكون فيها القانون هو المرجع الوحيد للسلطة".
وكانت شرارة الاشتباكات قد انطلقت مساء الإثنين، عقب مقتل عبد الغني الككلي، المعروف بلقب "غنيوة"، آمر جهاز دعم الاستقرار، داخل مقر اللواء 444 في معسكر التكبالي جنوب طرابلس، خلال ما وُصف بأنه اجتماع تفاوضي بين قادة أمنيين، انتهى بتبادل إطلاق نار.
وسرعان ما تحركت قوات حكومية باتجاه مقرات الجهاز المنتشرة في أنحاء متفرقة من المدينة، وسط تحذيرات للسكان من الاقتراب من مناطق التوتر.
ويأتي هذا التطور في سياق تصاعد الصراع بين الأجهزة الأمنية في طرابلس، في ظل محاولات حكومة الوحدة بسط سيطرتها الكاملة على العاصمة، وإنهاء وجود الكيانات المسلحة الموازية.
