شيماء أحمد متولي
الأحد، 28 سبتمبر 2025 12:45 م 9/28/2025 12:45:50 PMفي ذكرى رحيل الزعيم جمال عبد الناصر، تبقى شخصيته حاضرة بقوة في الوجدان المصري والعربي كأحد أبرز القادة الذين تركوا بصمة عميقة في التاريخ الحديث.
وبينما تُروى باستفاضة محطات مسيرته السياسية والعسكرية الكبرى، تغيب عن كثيرين تفاصيل دقيقة تحمل دلالات مهمة عن طبيعة الأدوار التي اضطلع بها في بواكير تأسيس الجمهورية.
من بين هذه التفاصيل القليلة التوثيق، أن الزعيم الراحل شغل منصب وزير الداخلية لفترة وجيزة في العام 1953.
جاء ذلك مباشرة عقب إعلان الجمهورية، حيث تولى المنصب رسميًا من 18 يونيو حتى 6 أكتوبر من العام نفسه.
وتحمل هذه الفترة القصيرة، التي لم تتجاوز أربعة أشهر، دلالة واضحة على طبيعة المرحلة الانتقالية الحساسة التي أعقبت إنهاء الملكية. فقد جاء تولي عبد الناصر لهذا المنصب - إلى جانب دوره القيادي في مجلس قيادة الثورة وكونه نائبًا لرئيس مجلس الوزراء آنذاك - في سياق الحاجة لإحكام السيطرة على مفاصل السلطة وترتيب مؤسسات الدولة الجديدة وإعادة بناء أجهزتها الأمنية.
ورغم أن هذه الواقعة لم تنل حقها من النقاش العام أو التوثيق الإعلامي، مقارنة بالمحطات الأكثر شهرة في مسيرة الزعيم (كتأميم قناة السويس أو تأسيس حركة عدم الانحياز)، فإنها تُلقي ضوءًا على الدور المركزي الذي لعبه عبد الناصر في بناء وتثبيت أركان الدولة المصرية الحديثة في توقيتات فارقة.
رحل جمال عبد الناصر في 28 سبتمبر 1970، لكن مسيرته تظل مادة ثرية للبحث، ليس فقط بصفته قائدًا سياسيًا، بل أيضًا كصاحب مسؤوليات تنفيذية حاسمة في لحظات مفصلية من تاريخ الوطن.