أكد رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي، أن اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة كشفت عن تشكل رأي عام عالمي غير مسبوق يرفض الاعتداءات الإسرائيلية في قطاع غزة.
وأوضح مدبولي، أنه لمس هذا التوجه من خلال كلمات رؤساء الوفود المُشاركة والمناقشات الجانبية مع المسؤولين الدوليين، مشيرًا إلى أنه شاهد غضبًا شديدًا من مختلف المسؤولين إزاء الانتهاكات الإنسانية الجارية في غزة.
جاء ذلك خلال ترأس مدبولي، اليوم، اجتماع الحكومة المصرية، الذي استهله باستعراض أبرز الأنشطة الرئاسية التي قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسي، ومن بينها زيارة ملك إسبانيا فيليبي السادس وقرينته الملكة ليتيزيا، في أول زيارة دولة يجريها إلى مصر.
كما استعرض "مدبولي" خلال الاجتماع نتائج زيارته إلى نيويورك، التي ترأس خلالها وفد مصر المُشارك في مؤتمر حل الدولتين، وافتتاح أعمال الشق رفيع المستوى للدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، نيابة عن الرئيس السيسي، إذ شهدت أجندته المشاركة في عدة فعاليات أممية ضمن أعمال الشق رفيع المستوى، مع عقد لقاءات ثنائية جمعته بعددٍ من قادة الدول الشقيقة والصديقة، ومُمثلي الشركات العالمية.
كما أشار "مدبولي" إلى كلمة مصر التي ألقاها نيابة عن الرئيس السيسي، في المؤتمر الدولي رفيع المستوى، التي تضمنت التأكيد أن حل الدولتين ليس مجرد خيار سياسي، أو التزام أخلاقي فحسب، بل ضرورة أمنية، والتشديد على رفض مصر بصورة حاسمة أي محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني وتصفية قضيته، الذي يرقى إلى جريمة التطهير العرقي.
مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة
أوضح أنه تمت الإشارة أيضًا إلى أن مصر ستقوم بمجرد التوصل لوقف إطلاق النار، باستضافة المؤتمر الدولي لإعادة الإعمار في قطاع غزة لحشد التمويل اللازم للخطة العربية الإسلامية لإعادة الإعمار بالتنسيق مع الحكومة الفلسطينية، بما يضمن بقاء الشعب الفلسطيني على أرضه، وتجاوز الخسائر الجسيمة التي سببها العدوان.
واتصالًا بذلك، سلط "مدبولي" الضوء على مُجريات القمة متعددة الأطراف التي جمعت قادة الولايات المتحدة الأمريكية و8 دول عربية ودول أعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، بمقر الأمم المتحدة على هامش الأسبوع رفيع المستوى للدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، وأسفرت عن بيان مشترك، عبّر خلاله قادة الدول العربية ودول منظمة التعاون الإسلامي عن شكرهم للرئيس ترامب لدعوته إلى هذا الاجتماع المهم، كما أبرزوا الوضع المأساوي غير المُحتمل في قطاع غزة، وعواقبه الخطيرة على المنطقة وتأثيره على العالم الإسلامي ككل.
وأضاف رئيس الوزراء المصري، أن الزعماء العرب والإسلاميين جددوا تأكيد الموقف المشترك الرافض للتهجير القسري وضرورة السماح بعودة الذين غادروا، وكذلك ضرورة إنهاء الحرب وتحقيق وقف فوري لإطلاق النار بما يكفل إطلاق سراح المحتجزين والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية الكافية بوصفه الخطوة الأولى نحو سلام عادل ودائم.
أنشطة الرئاسة المصرية
واتصالًا بالأنشطة الرئاسية، لفت "مدبولي" إلى استقبال الرئيس عبدالفتاح السيسي ملك إسبانيا، كأول زيارة دولة يُجريها إلى مصر، ولأول مسؤول إسباني رفيع المستوى منذ التوقيع على إعلان ترفيع العلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، خلال زيارة الرئيس السيسي إلى إسبانيا، فبراير 2025.
وفي السياق ذاته، تناول رئيس وزراء مصر مُجريات اللقاء الذي جمعه بملك إسبانيا فيليبي السادس، الذي شهد الإشارة إلى أهمية العلاقات التجارية مع إسبانيا، باعتبارها أحد الشركاء التجاريين المُهمين لمصر داخل الاتحاد الأوروبي، والعزم على العمل من أجل مضاعفة حجم التبادل التجاري بين مصر وإسبانيا، خلال الفترة المقبلة، خاصة في ضوء ما يربط البلدين من قرب جغرافي نسبي وخطوط ملاحية مُباشرة، فضلًا عن دعم العلاقات مع إسبانيا في العديد من المجالات ذات الاهتمام المشترك، لافتًا إلى النتائج المُثمرة لمُنتدى الأعمال المصري الإسباني، الذي استضافته القاهرة؛ بحضور ملك إسبانيا، ورئيس الوزراء، إذ يمثل محطة جديدة في مسار الشراكة الاقتصادية بين البلدين، وفرصة التقاء لرجال الأعمال والمستثمرين من الجانبين، لدعم مسار الشراكة الاقتصادية بين مصر وإسبانيا وتحقق المنفعة المتبادلة للشعبين.
كما لفت مدبولي إلى استقبال الرئيس السيسي، بقصر الاتحادية، للرئيس السنغافوري ثارمان شانموجار أتنام، في إطار زيارته الرسمية إلى مصر، وتعدُ أول زيارة يقوم بها إلى منطقة الشرق الأوسط، منذ توليه مهام منصبه، سبتمبر 2023.
وتأتي زيارة رئيس سنغافورة إلى مصر بهدف تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، كما لفت "مدبولي" إلى أنه التقى أيضًا الرئيس السنغافوري، بمقر إقامته، والترحيب بما شهدته الاستثمارات السنغافورية في مصر من زيادة واضحة خلال السنوات الأخيرة، وتأكيد الرغبة في الاستمرار في جذب مزيد من الاستثمارات السنغافورية، خلال الفترة المقبلة، إلى جانب التطلع لتعظيم الاستفادة من موقع كل من مصر وسنغافورة، وما يتمتع به البلدان من إمكانات وقدرات كبيرة وواعدة.
أنشطة الحكومة المصرية
وعلى صعيد النشاط الحكومي، لفت مدبولي، إلى نتائج زيارته لافتتاح عدد من المشروعات التنموية والصناعية الجديدة بمنطقة القنطرة غرب الصناعية التابعة للهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، مُعتبرًا أن المنطقة الصناعية تمثل دليلًا جديدًا على إرادة القيادة السياسية لتحقيق تغيير ملموس في خارطة التنمية على أرض مصر، وكانت تلك المنطقة مُخططة ضمن مناطق تنمية إقليم قناة السويس، من قبل عام 2011، وتم إجراء دراسات عليها، ووضع حجر أساس لها، إلا أن البدء الحقيقي في عملية التنفيذ لم يتم سوى خلال السنوات الثلاث الأخيرة، مع توافر الإرادة السياسية بضرورة إسراع الخطى في تنمية منطقة قناة السويس.
وأشاد رئيس الوزراء المصري بحجم المشروعات الصناعية الكبرى والاستثمارات الضخمة، التي يتم ضخها لزيادة نسب التشغيل وتوليد فرص العمل ودعم تنافسية الصادرات المصرية، مُشيرًا إلى أن العنصر الأهم في جذب تلك الاستثمارات هو الشبكة العملاقة من أعمال البنية التحتية، التي شهدتها منطقة القنطرة غرب الصناعية وغيرها من مواقع جذب التنمية على أرض مصر.
