كشف الإعلامي أحمد موسى بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواجه خطر المحاكمة الفورية إذا توقفت الحرب الجارية في المنطقة، موضحا أن نتنياهو، الذي يواجه منذ سنوات اتهامات بالفساد، يستخدم التصعيد العسكري كوسيلة للهروب من المحاسبة، مشيراً إلى أن بقاء الحرب مشتعلة يمثل بالنسبة له طوق النجاة السياسي.
وأشار خلال برنامجه “على مسؤوليتي”، والمذاع عبر قناة صدى البلد،هذا التصريح يفتح الباب أمام تساؤلات جوهرية حول مستقبل المشهد الإسرائيلي، والتوازنات الداخلية التي تهدد بقاء نتنياهو في السلطة، فضلاً عن الانعكاسات الإقليمية التي قد تنتج عن توقف العمليات العسكرية.
الأزمة الداخلية
وأضاف:"منذ عودته إلى رئاسة الوزراء، يعيش نتنياهو حالة صراع داخلي متواصل مع مؤسسات الدولة والقضاء، فالقضايا التي تلاحقه تتعلق بتلقي رشاوى، استغلال النفوذ، وخيانة الأمانة، وهي اتهامات خطيرة كفيلة بإسقاط أي زعيم سياسي، لكن الحرب الأخيرة منحت نتنياهو فرصة لتأجيل المحاكمة وكسب تعاطف داخلي، باعتباره يقود إسرائيل في "معركة وجودية" كما يصفها.
الفساد والعدالة
تشير تقارير إسرائيلية إلى أن محامي نتنياهو يسعون باستمرار لتأجيل جلسات المحاكمة، لكن في حال توقفت الحرب، ستعود القضايا إلى الواجهة بقوة. ويرى مراقبون أن القضاء الإسرائيلي سيجد نفسه مضطراً لاستئناف المحاكمة، مما قد يضع نتنياهو أمام خطر السجن أو على الأقل الإطاحة السياسية.
حسابات الحرب
أحمد موسى شدد في تحليله على أن استمرار العدوان العسكري ليس سوى وسيلة بقاء سياسي بالنسبة لنتنياهو، إذ أن إنهاء الحرب قد يسحب البساط من تحته. وأضاف أن الرأي العام الإسرائيلي بدأ يُظهر علامات التذمر من طول أمد المعارك، خاصة مع الخسائر البشرية والاقتصادية المتصاعدة.
المعارضة الداخلية
المعارضة الإسرائيلية ترى في لحظة توقف الحرب فرصة ذهبية للإطاحة بنتنياهو. فالأحزاب المنافسة تعتبر أن بقاؤه في السلطة يضر بسمعة إسرائيل ويؤجج التوترات الدولية. كما أن بعض وزراء حكومته باتوا يشعرون بالحرج من ممارساته، الأمر الذي قد يؤدي إلى انشقاقات داخل الائتلاف الحاكم.
التداعيات الإقليمية
التصعيد الإسرائيلي لم يعد مجرد قضية داخلية، بل أصبح عاملاً مؤثراً على علاقات تل أبيب بدول المنطقة والعالم. فإذا توقفت الحرب وبدأت المحاكمات، فإن المشهد السياسي في إسرائيل قد يتغير بالكامل، مما يفتح الباب أمام حكومة جديدة ربما تتبنى سياسات مختلفة تجاه الملف الفلسطيني والدول العربية.
وسائل الإعلام الإسرائيلية والدولية تتناول يومياً ملفات فساد نتنياهو بالتوازي مع أخبار الحرب. ويرى خبراء أن الإعلام يلعب دوراً مزدوجاً: فمن جهة يكرس صورة نتنياهو كـ"قائد في زمن الحرب"، ومن جهة أخرى لا يتوقف عن تذكير الرأي العام بملفاته القضائية. وهنا تكمن معضلة نتنياهو الكبرى، حيث لا يستطيع الانتصار على كلا الجبهتين في وقت واحد.
كما أضاف الإعلامي أحمد موسى ختم تحليله بالتأكيد على أن مصير نتنياهو مرتبط بشكل مباشر بمصير الحرب. فإذا استمرت العمليات العسكرية، قد ينجو سياسياً لبعض الوقت. لكن إذا توقفت فجأة، فإن الطريق سيكون ممهداً لمحاكمته وربما سقوطه النهائي من المشهد السياسي الإسرائيلي. وفي ظل الضغوط الدولية والإقليمية لوقف إطلاق النار، يبقى السؤال: هل ينجح نتنياهو في تمديد الحرب، أم أن نهايته السياسية باتت أقرب مما يظن؟