
خالد محمد علي
خالد محمد علي
أثار التقرير الذى بثته قناة الحدث، الخميس الماضي، عن حياة الرئيس السوداني السابق عمر البشير بعد الحرب موجة متابعة إعلامية سياسية غير مسبوقة في تاريخ السودان وبينما طالب عدد كبير من الإعلاميين والنشطاء بسحب ترخيص المراسلة لينا يعقوب اعتبره البعض الآخر دليلا على حرية الصحافة في البلاد وإن كانت وزارة الثقافة والإعلام قد أوقفت، الجمعة، لينا يعقوب عن العمل وسحب ترخيصها إلا أن موجة التعليقات على تحقيقها الاستقصائي لا تزال قائمة وتطرح العديد من التساؤلات ربما كان أهمها: لماذا كشفت قناة الحدث عن موقع البشير في مجمع سكني داخل منطقة مروي الطبية الآن؟
وتناول التقرير تفاصيل حياته اليومية وحراسته وتحركاته مع عدد من أنصاره واستخدامه لهاتف محمول ومتابعته للأحداث اليومية وكل ذلك يمكن تفسيره بأمرين:
الأول- أن هناك من تعمد نشر كل ذلك لتحديد مكان الرئيس السابق وإلحاق الضرر به من قوات الدعم السريع أو بواسطة عدوان خارجي إسرائيلي - أمريكي أو حتى إقليمي من دول الجوار.
الثاني- هو استكمال تأليب الشعب السوداني ضد نظام البشير بزعم أن الرجل يستمتع في مقر مدني بخدمات فندقية ولا يقبع داخل زنزانة في سجن كوبر كما توفر له الكهرباء والاتصالات على مدار الساعة بينما يحرم منها الشعب السوداني
وهناك احتمال آخر هو نجاح الدعم السريع و أنصاره في اختراق مجموعة البشير ونقل كل حياته بالكاميرا واستثمار ذلك في الخارج لتأكيد المزاعم التي يروج لها الدعم بان النظام الحالي هو استمرار لنظام البشير بدليل توفير كل هذه الخدمات له والحفاظ عليه وعدم إيداعه المعتقل.
وزعم التقرير أن البشير قام بالاتصال بمحمد حمدان دقلو الشهير بحميدتي وطلب منه وقف التمرد على الجيش السوداني. كما حاول الوسطاء عقد لقاء معه لكن حميدتي رفض وقف الحرب أو اللقاء مع البشر وإن كان ذلك يتناقض مع ما جاء بنفس التقرير بأن البشير قد وضع ملاحظاته وخبراته ومعرفته بالدعم السريع وتحركاته أمام قادة الجيش السوداني. وذهب فريق من المراقبين إلى أن مجلس السيادة والجيش السوداني يقف وراء اظهار البشير باعتباره يملك القدرة و الحيوية بإدارة البلاد مرة أخرى وهي رسالة أراد بها مجلس السيادة تهديد القوى الإقليمية والدولية باعادة البشير حيث تصر هذه القوى على حصار السودان سياسيا وعسكريا واقتصاديا وترفض المساهمة في وقف الحرب وتستمر في دعم التمرد بالأسلحة الحديثة والاموال وهو ما يعني اعادة الاوضاع الى ما قبل السادس من ابريل 2019 وعودة التيار الاسلامي لحكم البلاد مرة اخرى ويستند هذا الفريق الى ان مجلس السيادة الذي يحكم البلاد الآن قد استنفد كل الحيل الدبلوماسية و القانونية لإقناع الفاعلين في المجتمع الدولي بوقف العدوان على السودان ولكن تدفق الأسلحة على المتمردين واستخدام سلاح التجويع يؤكد أن هذه الحرب لن تنتهي في القريب العاجل وربما يكون التلويح بإعادة النظام السابق هو المفتاح السحري لتراجع أعداء الداخل والخارج ويبقى أن قناة الحدث أجرت آخر اتصال بوالي ولاية غرب دارفور خميس ابكر وبعد التعرف على مكانه من خلال القناة تم قتله بطريقة بشعة على يد قوات الدعم السريع وبعدها ارتكبت أكبر جريمة إبادة في حق قبيلة المساليت التي كان ينتمي إليها الرجل.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.