أكد الدكتور عمار قناة، أستاذ العلوم السياسية أن العقوبات الأوروبية الجديدة على روسيا لن يكون لها تأثير ملموس في الوقت الحالي.
وقال قناة في مداخلة مع قناة "إكسترا نيوز": "عندما نتحدث عن العقوبات الاقتصادية فنحن نتحدث عن مسار اقتصادي يحتاج لسنوات حتى تظهر آثاره بشكل ملموس، وبالتالي لا يمكن لهذه العقوبات أن تضغط على روسيا لتغيير أي من مواقفها".
وأضاف: "برأيي، فإن التوجه اليوم نحو تعزيز العقوبات يمكن تفسيره فقط في إطار حالة الإفلاس السياسي التي تعيشها المنظومة الأوروبية، إذ ترى نفسها وقد خسرت هذا الصراع الجيوسياسي وانهزمت استراتيجيًا أمام روسيا، لاسيما بعد الانعطافة الأمريكية في عهد إدارة ترامب".
وتابع: "إن التوجه الواقعي والمنطقي للحلول السياسية يكمن في تقديم التنازلات، وأبرزها قضية تبادل الأراضي واليوم لا يتعلق الأمر فقط بمسألة تعزيز العقوبات، بل هناك توجه قانوني يتعلق بسرقة الأموال الروسية وتحويلها إلى أوكرانيا، وهي خطوة من شأنها أن تقلل من مصداقية الاتحاد الأوروبي على مستوى العالم ونلاحظ أن هذه المنطقة الأوروبية باتت تبدو وكأنها طاردة حتى للاستثمارات الدولية، حيث نرى حالة ركود واضحة في اقتصاداتها".
وواصل: "لو استمعنا إلى التصريح المباشر للمستشار الألماني الموجه للمجتمع الألماني، لوجدنا أنه قال بوضوح إنهم سيتخلون عن الرفاهية التي عاشوا فيها خلال العقود الماضية كما نرى مستوى الدين الخارجي لفرنسا وما يعكسه من أزمات اقتصادية عميقة تعيشها أوروبا حاليًا في داخلها".
وأوضح: "لذلك فإن تمسك الأوروبيين اليوم بدعم أوكرانيا وعدم توجههم نحو أي حل سياسي يعود إلى غياب البدائل الحقيقية أمامهم إنهم يلعبون فقط على عامل الوقت، على أمل أن تستميل هذه التطورات إدارة ترامب المقبلة، بحيث تعيد إحياء ما قامت به إدارة بايدن من تسليح ودعم مادي لأوكرانيا".
واختتم: "من هنا، أرى أن ما نشهده هو أزمة غربية ـ أوروبية في جوهرها، تتعلق بكيفية التعاطي مع هذه الحرب وتبعاتها الاقتصادية، حيث انعكست السلبيات بشكل شبه كامل على الاتحاد الأوروبي".
