أكد الدكتور بشير عبد الفتاح الباحث بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية أن موافقة حركة حماس على مقترح الهدنة في غزة يعكس إدراكًا لمدى كثافة وقوة الجهود المصرية من أجل وضع نهاية للمأساة الفلسطينية، كما يعكس أيضًا استعدادًا من قبل الحركة لإبداء المرونة من أجل تفويت الفرصة على المحاولات الإسرائيلية الرامية إلى تقويض عملية السلام وإفشال الجهود المصرية.
وقال عبد الفتاح في مداخلة مع قناة "القاهرة الإخبارية": "الحركة تدرك أن نتنياهو ماضٍ قدمًا في جهود تصفية القضية الفلسطينية من خلال مواصلة عمليات القتل والتهجير القسري الجماعي تمهيدًا لإعادة احتلال قطاع غزة والضفة الغربية أيضًا، والقضاء على فكرة الدولة الفلسطينية".
وأضاف: "الحركة تريد أن تبدو مرنة حتى لا تعطل الجهود المصرية الرامية لإنقاذ القضية الفلسطينية من التصفية، وكذلك إيجاد مخرج للمأساة الإنسانية المروعة التي يشهدها قطاع غزة فتلك بادرة إيجابية من الحركة إن اكتملت، تحتاج إلى تجاوب إسرائيلي وضغط أمريكي على نتنياهو من أجل بلورة رؤية يمكن الانطلاق منها لوقف إطلاق النار".
وتابع: "رغم نزاهة الموقف المصري وجهود القاهرة الحثيثة بالتعاون مع قطر من أجل وقف نزيف الدماء وإنهاء المجاعة والمأساة الإنسانية المروعة في قطاع غزة، تبقى الكرة في الملعب الإسرائيلي. فالقاهرة تستطيع أن تقنع حركة حماس بإبداء مرونة، لكن تبقى المشكلة في الجانب الإسرائيلي المتشدد والمتعنت، والذي يستند إلى دعم أمريكي منقطع النظير".
وأوضح: "للأسف الشديد، الموقف الأمريكي متماهٍ تمامًا مع الموقف الإسرائيلي، ولم نشهد إدارة أمريكية منبطحة ومتواطئة مع حكومة إسرائيلية يمينية متطرفة كما هو الحال بالنسبة لدونالد ترامب فهو يركز جهوده الآن على تسوية المسألة الأوكرانية غير مكترث بما يدور في الشرق الأوسط".
وأكمل: "من قبل قمة ألاسكا، تحدث ترامب عن ضوء أخضر لنتنياهو ليفعل ما يشاء من إعادة احتلال قطاع غزة أو تهجير الفلسطينيين قسرًا إلى دول إفريقية أو مناطق أخرى. لذلك، جهود القاهرة – رغم أنها مخلصة وصادقة وجادة – تحتاج إلى حراك أمريكي وإسرائيلي وتجاوب من قبل حكومة نتنياهو، ومساعٍ أمريكية للضغط عليه لإبداء المرونة".
واختتم: "جهود القاهرة وتجاوب حماس وحدهما لن يكفيا لتحقيق اختراق على الأرض، وإنما لا بد من تجاوب إسرائيلي من خلال ضغوط أمريكية".
