أكد الدكتور مصطفى البرغوثي أن الولايات المتحدة قادرة على دفع الاحتلال الإسرائيلي إلى وقف العدوان على قطاع غزة.
وقال البرغوثي في مداخلة مع قناة "العربي": "الحديث يدور الآن عن أمرين مترابطين الأمر الأول اتفاق جزئي يؤدي إلى وقف إطلاق النار لمدة ستين يومًا يتم خلالها تبادل الأسرى، ومن ضمنهم ما لا يقل عن مائة وأربعين أسيرًا فلسطينيًا من ذوي الأحكام العالية وأكثر من ألف من الأسرى الآخرين من قطاع غزة".
وأضاف: "الأمر الآخر في الوقت نفسه، خلال مدة الستين يومًا، هناك مقترح بضمانات أمريكية بعدم استئناف الحرب، بل استمرار المفاوضات خلال هذه الفترة حول الصفقة النهائية وإنهاء الحرب بشكل كامل هذا هو جوهر المقترح المطروح".
وتابع: "إذا أرادت الولايات المتحدة ولديها القدرة، فالسؤال هل لديها الإرادة؟ هذا ما سيتم اختباره إذا ضغطت الولايات المتحدة على إسرائيل ستمر هذه الصفقة، لكن أخطر ما يمكن أن يحدث هو تكرار ما جرى في المرة الماضية، حين لم يكن مجرد تقاعس أمريكي بل كان تواطؤًا أمريكيًا مع إسرائيل".
وأوضح: "الولايات المتحدة اليوم أمام حقائق جديدة؛ أولها أن تكلفة الحرب واستمرارها هائلة جدًا إسرائيل خسرت حتى الآن ما يقارب تسعين مليار دولار، والولايات المتحدة عوضت منها نحو خمسة وأربعين مليارًا استمرار الحرب يعني المزيد من الخسائر المادية التي ستتحمل الولايات المتحدة جزءًا كبيرًا منها كما جرت العادة".
وأكمل: "ثانيًا، هناك تمرد داخلي في إسرائيل، حيث شهدنا مظاهرات ضخمة يوم الأحد شارك فيها مئات الآلاف، وربما نصف مليون أو أكثر كما يُقال، وهذا يعني أن إسرائيل على حافة الانتقال إلى عصيان مدني".
وواصل: "المظاهرات الأخيرة في إسرائيل كانت الأضخم من أي وقت مضى، وقطاعات واسعة من المجتمع الإسرائيلي المتضرر اقتصاديًا انضمت إليها هناك شبح انهيار اقتصادي تحاول حكومة نتنياهو إخفاءه، إذ إن معظم شركات تكنولوجيا المعلومات، وهي القطاع الرئيسي في الاقتصاد الإسرائيلي وتشكل نحو 30% من صادراته، على وشك الانهيار، ومعظم الاستثمارات غادرت إلى بلدان أخرى".
وذكر: "هذا الشبح الاقتصادي يهدد إسرائيل بشكل خطير لذلك، هناك مجموعات كبيرة من المجتمع الإسرائيلي، بما في ذلك شركات وأجزاء من نقابات العمال، انضمت للاحتجاج والإضراب، وأصبح حجم الاحتجاج أكبر من أي وقت مضى".
واختتم: "العنصر الآخر أن هذا الاحتجاج لم يعد موجهًا فقط ضد حكومة إسرائيل، بل أيضًا ضد الولايات المتحدة والرئيس الأمريكي ترامب لذلك، قد يحاول نتنياهو تجاهل هذه الاحتجاجات مرة أخرى، لكن الرئيس الأمريكي لا يستطيع تجاهلها وبرأيي، فإن توجيه هذه الاحتجاجات نحو ترامب للضغط عليه من أجل وقف الحرب الإجرامية هو الاتجاه الصحيح".
