ترامب يريد استعادة "باغرام" هل يخطط ترامب لغزو جديد لأفغانستان؟

عادت أفغانستان إلى صدارة المشهد العالمي، حيث أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن نيته استعادة قاعدة باغرام الجوية، التي تُعد الأكبر والأكثر أهمية في البلاد، يأتي هذا الإعلان بعد سنوات من انسحاب القوات الأمريكية منها، ما يفتح الباب أمام تساؤلات حول الأسباب الحقيقية لهذه الرغبة، والتداعيات المحتملة على المنطقة.

أسباب تركيز ترامب علي باغرام

يُرجع ترامب رغبته هذه إلى أسباب استراتيجية فقط، فهو يرى أن موقع القاعدة، الذي يبعد ساعة واحدة فقط عن منشآت صينية، يوفر لواشنطن قدرة على مراقبة التطورات العسكرية في الصين، خاصة ما يتعلق بالأسلحة النووية، كما يعتبر أن استعادة القاعدة ضرورية لتصحيح ما وصفه بالخطأ الكبير الذي ارتكبته إدارة بايدن عند الانسحاب.

تكتسب قاعدة باغرام أهميتها ليس فقط لقربها من الصين، بل أيضًا لموقعها الاستراتيجي في قلب آسيا الوسطى، حيث تجاور دولًا هامة مثل باكستان وإيران وطاجيكستان، كما أنها تقع بالقرب من حزام الموارد الأفغاني، الذي يضم ثروات طبيعية هائلة مثل النحاس والذهب والليثيوم، ما يجعلها مطمعًا استراتيجيًا لأي قوة تسعى لفرض نفوذها.

خطة ترامب لاستعادة القاعدة  تعني عودة فعلية لغزو أفغانستان، وهو ما قد يتطلب إرسال آلاف الجنود ونشر أنظمة دفاع جوي متقدمة، هذا الأمر يثير مخاوف من اندلاع صراع جديد في المنطقة، خاصة بعدما سارعت حركة طالبان إلى رفض طلب ترامب بشكل قاطع، ووصفته بـ "المستحيل"، في إشارة إلى أن أي محاولة عسكرية لاستعادة القاعدة ستواجه مقاومة عنيفة.

ترامب يمارس ضغوطًا على فريقه الأمني منذ أشهر لإيجاد سبيل لاستعادة القاعدة، وفي المقابل، ترفض حركة طالبان أي عودة عسكرية للقوات الأمريكية، مؤكدة على ضرورة التعامل معها من منطلق سياسي واقتصادي لا عسكري.