أعلنت وزارة التجارة الصينية أن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين بكين ودول الشمال الأوروبي واصلت نموها القوي خلال العام الجاري، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين الجانبين نحو 38 مليار دولار خلال الأشهر الثمانية الأولى من عام 2025، ما يعكس الزخم المستقر والفرص المتزايدة التي يشهدها التعاون الاقتصادي.
وأوضحت الوزارة – في بيان صدر اليوم الثلاثاء – أن العلاقات التجارية مع دول الشمال الأوروبي (السويد، النرويج، الدنمارك، فنلندا، آيسلندا) تتميز بالنمو المستقر والتوازن في حركة الصادرات والواردات، مدفوعة بزيادة الطلب على المنتجات التكنولوجية المتقدمة، والطاقة النظيفة، والتقنيات الرقمية.
وأضاف البيان أن الاستثمارات الثنائية شهدت تطورًا ملحوظًا خلال الفترة ذاتها، حيث عززت الشركات الصينية وجودها في قطاعات البنية التحتية واللوجستيات في دول الشمال الأوروبي، في حين وسّعت شركات أوروبية استثماراتها داخل السوق الصينية في مجالات الأدوية، والسيارات الكهربائية، والذكاء الاصطناعي، والحلول الخضراء.
وأكدت وزارة التجارة أن التعاون بين الصين ودول الشمال الأوروبي لم يقتصر على التجارة السلعية فحسب، بل شمل كذلك مجالات حيوية مثل الاقتصاد الأخضر والتحول الطاقوي، حيث أطلقت عدة مشروعات مشتركة في مجالات طاقة الرياح البحرية، والهيدروجين الأخضر، وإدارة النفايات، وهو ما يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وخفض الانبعاثات الكربونية.
كما أشارت إلى أن الشراكة بين الجانبين تمثل نموذجًا للتكامل الاقتصادي، حيث تجمع بين التكنولوجيا المتقدمة التي تشتهر بها دول الشمال الأوروبي، والإمكانات التصنيعية واللوجستية الواسعة التي تتميز بها الصين. وأكدت أن هذه التكاملية تفتح آفاقًا واسعة أمام الشركات في كلا الجانبين، لاسيما في ظل التحديات العالمية الراهنة المرتبطة بالتغير المناخي، وأمن الطاقة، واستقرار سلاسل التوريد.
وفي السياق ذاته، أشاد خبراء اقتصاديون بقدرة الشراكة الصينية – الشمالية الأوروبية على تعزيز مرونة الاقتصاد العالمي، معتبرين أن ارتفاع حجم التجارة إلى هذا المستوى خلال فترة قصيرة يعكس ثقة متبادلة ورغبة قوية في توسيع التعاون. ولفتوا إلى أن التركيز على التقنيات الخضراء والابتكار يعزز فرص نمو طويلة الأمد، بعيدًا عن التقلبات التي تشهدها أسواق السلع التقليدية.
وأكدت وزارة التجارة الصينية التزام بكين بتعميق الحوار الاقتصادي مع العواصم الشمالية الأوروبية، والعمل على تطوير آليات تعاون جديدة تسهم في إزالة العوائق التجارية، وتسهيل تدفق الاستثمارات، وتشجيع الشركات الصغيرة والمتوسطة على دخول أسواق الجانبين. كما شددت على أن هذه الجهود ستعزز من فرص العمل وتدعم التنمية الاقتصادية المستدامة في كل من الصين ودول الشمال الأوروبي.
ويأتي هذا الإعلان في وقت تتزايد فيه أهمية التعاون الدولي في مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية، حيث تبحث الاقتصادات الكبرى والإقليمية عن شراكات تحقق التوازن بين النمو الاقتصادي وحماية البيئة. ويرى مراقبون أن النمو التجاري بين الصين ودول الشمال الأوروبي يعكس إدراكًا متبادلًا بضرورة تنويع الشركاء التجاريين وتوسيع مجالات الاستثمار المشترك.
وبذلك، يؤكد الطرفان أن مستقبل العلاقات الاقتصادية يقوم على أساس الشفافية والتكامل، وأن الأفق ما زال مفتوحًا لمزيد من المبادرات المشتركة في السنوات المقبلة.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.