في الوقت اللي إسرائيل بتهدد بوقف ضخ الغاز وتجميد الاتفاقية عشان تضغط علينا بخصوص ملف غزة.. مصر بتخرج وتعلن عن صفقة جديدة مع قبرص.. وده خلي ناس كتير هل ده صدفة؟.. ولا رسالة واضحة إن مصر مأمنة نفسها ومكملة خطتها تبقى مركز إقليمي للطاقة؟
الموضوع ببساطة إن مصر وقّعت اتفاق مهم جدًا مع شركة إيني الإيطالية، بيقضي إن القاهرة تستقبل كامل إنتاج حقل كرونوس القبرصي، اللي موجود في المياه العميقة بالبحر المتوسط، وتنقله عبر مرافق حقل ظهر، وبعدين يتصدر من محطات الإسالة المصرية في دمياط.
الاتفاق ده معناه إن بداية من 2027، مصر هتستقبل حوالي نص مليار قدم مكعب يوميًا من الغاز القبرصي، ومش بس كده مصر هتحصل كمان على رسوم من 1 لـ1.5 دولار عن كل مليون وحدة حرارية. يعني: مورد جديد للغاز ودخل ثابت من الرسوم وتأكيد على دور مصر في معادلة الطاقة.
طب ليه الاتفاق ده مهم أوي دلوقتي؟
لأن إسرائيل في الفترة الأخيرة بدأت تلوح بإمكانية تأجيل أو حتى وقف تصدير الغاز لمصر، وده طبعًا كان ممكن يخلق قلق.. بس الرسالة المصرية كانت واضحة: "مش واقفين على حد.. عندنا بدائل".
وزي ما قال رئيس الوزراء د. مصطفى مدبولي: الدولة شغالة بخطة واضحة جدًا عشان تأمن احتياجاتها من الطاقة لسنين قدام، وفي نفس الوقت تحافظ على مكانة مصر كمركز إقليمي للطاقة.
والاتفاق اللي عملناه مع قبرص ومع شركة إيني الإيطالية بيثبت إننا مش واقفين على مصدر واحد، بالعكس، إحنا بننوع مصادرنا، وبنأمن نفسنا ضد أي تهديد أو تعثر في الإمدادات، والهدف إن المواطن يحس بالاستقرار في الكهرباء والوقود، وإن مصر تفضل واقفة ثابتة قدام أي تحديات.
مصر كمان مش بس بتركز على حقل كرونوس، لكن كمان في خطط لربط حقل أفروديت القبرصي خلال 2028، بطاقة توصل لـ 800 مليون قدم مكعب يوميًا.
وده معناه إن حجم الغاز اللي هيعدي على البنية التحتية المصرية ممكن يوصل لأكتر من مليار و300 مليون قدم مكعب يوميًا من قبرص بس.
كل الكميات دي هيتعمل لها إسالة، وتتصدر من محطات إدكو ودمياط، واللي أصلاً أوروبا متعطشة للغاز منهم بعد الأزمة الروسية الأوكرانية.
يعني قبرص لقت حل عشان تصدر غازها، وأوروبا لقت منفذ مضمون، ومصر بقت هي المركز اللي بيربط الطرفين.
اللي بيحصل ده مش مجرد صفقات عابرة، دي خطوات مدروسة بتأكد إن مصر بتأمن نفسها على المدى الطويل، وبتبني مكانتها كـ"مركز إقليمي لتجارة وتداول الطاقة".
وده يدي مصر قوة تفاوضية مش بس مع جيرانها، لكن كمان مع أوروبا اللي محتاجة غازنا أكتر ما إحنا محتاجين نبيع.
الخلاصة.. الاتفاق المصري القبرصي مش بس صفقة غاز، ده رد عملي على أي تهديد إسرائيلي، ورسالة واضحة للعالم إن مصر عندها بدائل، وإن خطتها إنها تبقى محور الطاقة في شرق المتوسط ماشية خطوة بخطوة… وبثبات.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
