أغلقت معظم أسواق الأسهم الآسيوية تعاملات اليوم الجمعة – ختام تداولات الأسبوع – على ارتفاع جماعي، مدعومة بالأداء الإيجابي الذي حققته بورصة وول ستريت الليلة الماضية، وسط حالة من التفاؤل بشأن توقعات الاقتصاد الأمريكي وتوجهات السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي.
ففي اليابان، صعد مؤشر نيكي 225 بنسبة ملحوظة ليغلق عند أعلى مستوياته في عدة أسابيع، مدعومًا بمكاسب أسهم التكنولوجيا والبنوك. وسجلت شركات كبرى مثل "تويوتا" و"سوني" و"سوفت بنك" ارتفاعات متباينة، فيما استفادت أسهم البنوك من توقعات بارتفاع العوائد على السندات اليابانية.
أما مؤشر توبكس الأوسع نطاقًا فقد واصل الصعود أيضًا، مدعومًا بعمليات شراء قوية من المستثمرين المحليين والأجانب على حد سواء، وهو ما يعكس عودة الثقة في السوق اليابانية بعد فترة من التذبذب تأثرت بمؤشرات التضخم العالمية والسياسات النقدية.
وفي الصين، شهدت مؤشرات شنغهاي المركب وشنتشن ارتفاعًا مدعومًا بمكاسب أسهم شركات الطاقة والتكنولوجيا النظيفة، وسط ترقب المستثمرين للإجراءات الحكومية الجديدة الرامية إلى دعم النمو الاقتصادي وتحفيز الاستهلاك المحلي. وأكد محللون أن إعلان بكين عن خطط لتعزيز صناعة معدات الطاقة الكهربائية لعب دورًا داعمًا في معنويات السوق.
وفي هونج كونج، أغلق مؤشر هانغ سنغ على ارتفاع، بقيادة أسهم شركات العقارات والتكنولوجيا، حيث سجلت شركات كبرى مثل "تينسنت" و"علي بابا" مكاسب قوية، وسط آمال بتيسيرات إضافية من الحكومة لدعم القطاع العقاري المتعثر.
أما في كوريا الجنوبية، فقد ارتفع مؤشر كوسبي مدفوعًا بمكاسب شركات أشباه الموصلات والإلكترونيات، حيث صعد سهم "سامسونج إلكترونيكس" بشكل ملحوظ بعد تقارير عن زيادة الطلب العالمي على رقائق الذاكرة.
ارتباط مباشر مع وول ستريت
ويأتي هذا الصعود في الأسواق الآسيوية انعكاسًا مباشرًا للمكاسب التي حققتها الأسهم الأمريكية في جلسة الخميس، حيث أغلقت المؤشرات الرئيسية في وول ستريت على ارتفاع جماعي بفضل تراجع عوائد سندات الخزانة الأمريكية وتزايد التوقعات بأن يتجه مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة قبل نهاية العام الجاري.
كما ساهمت النتائج الإيجابية للشركات الأمريكية الكبرى في تعزيز المعنويات، إذ فاقت أرباح بعض شركات التكنولوجيا العملاقة التوقعات، وهو ما انعكس بدوره على أداء أسواق آسيا نظرًا للارتباط الوثيق بين القطاع التكنولوجي في الجانبين.
توقعات مستقبلية
ويرى محللون أن استمرار موجة الصعود في الأسواق الآسيوية يبقى مرهونًا بمدى استقرار الأوضاع الاقتصادية العالمية، خاصة فيما يتعلق بتوجهات الفيدرالي الأمريكي، وتطورات الاقتصاد الصيني الذي يعد المحرك الأساسي للنمو في المنطقة.
وأشار خبراء ماليون إلى أن الأسواق الآسيوية قد تشهد مزيدًا من التقلبات في الفترة المقبلة، مع ترقب المستثمرين بيانات اقتصادية مهمة مثل معدلات التضخم والإنتاج الصناعي في كل من اليابان والصين، إلى جانب المستجدات الجيوسياسية في شرق آسيا.
وفي الوقت نفسه، يظل تفاؤل المستثمرين حذرًا، حيث لا تزال المخاوف قائمة بشأن تباطؤ الاقتصاد العالمي وارتفاع مستويات الديون، لكن المكاسب الحالية تعكس ثقة متزايدة في قدرة الاقتصادات الآسيوية على تجاوز التحديات بفضل الدعم الحكومي والإصلاحات الهيكلية الجارية.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
