أفادت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، نقلاً عن مسؤولين في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن الأخير يعتزم زيارة كوريا الجنوبية الشهر المقبل لحضور قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك)، في خطوة من شأنها أن تعيد تسليط الضوء على علاقات واشنطن مع شركائها في آسيا والمحيط الهادئ، وسط تحديات اقتصادية وجيوسياسية متصاعدة.
ومن المقرر أن تستضيف مدينة جيونججو، الواقعة في جنوب شرق كوريا الجنوبية، أعمال القمة بين أواخر أكتوبر وأوائل نوفمبر، حيث وجّه الرئيس الكوري الجنوبي لي جاي ميونغ دعوة رسمية لترامب خلال محادثاتهما الأخيرة في واشنطن الشهر الماضي.
وقال مسؤول بالبيت الأبيض، وفق ما نقلته الشبكة، إن الزيارة قيد النقاش و"ستركز على التعاون الاقتصادي"، مشيراً إلى أن الرحلة ستفتح المجال أمام مناقشات موسعة تتعلق بالتجارة والدفاع والتعاون النووي المدني، وهي ملفات تكتسب أهمية متزايدة في ظل المنافسة الاستراتيجية بين واشنطن وبكين، وتعقيدات المشهد الأمني في شبه الجزيرة الكورية.
احتمالات لقاء مع شي جينبينغ
وأشار المسؤولون إلى وجود مباحثات جادة لعقد اجتماع ثنائي محتمل بين ترامب والرئيس الصيني شي جينبينغ على هامش القمة، رغم أنه لم يتم تأكيد أي خطط رسمية حتى الآن. وإذا تحقق هذا اللقاء، فسيكون الأول من نوعه منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض، وقد يشكل محطة أساسية في رسم ملامح المرحلة المقبلة من العلاقات الأمريكية–الصينية، خصوصاً فيما يتعلق بملفات التجارة، التكنولوجيا، وأمن المحيطين الهندي والهادئ.
تكهنات بشأن لقاء كيم يونغ أون
الحضور المرتقب لترامب في قمة أبيك أثار أيضًا تكهنات حول احتمال عقد لقاء مع الزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ أون. وكان ترامب قد أعرب الشهر الماضي، خلال لقائه الرئيس الكوري الجنوبي، عن أمله في الاجتماع مع كيم قبل نهاية العام، في إطار مساعٍ متجددة لإحياء مسار الحوار النووي المتعثر منذ سنوات.
ويرى مراقبون أن مجرد وجود ترامب في جيونججو، على مقربة من كوريا الشمالية، قد يمنح زخماً لهذه التكهنات، خصوصاً أن القمم السابقة بين الجانبين، رغم ما شابها من توتر وتباين، شكلت منعطفاً بارزاً في العلاقات بين واشنطن وبيونج يانج.
قمة أبيك بين الاقتصاد والجغرافيا السياسية
تكتسب قمة أبيك هذا العام أهمية خاصة، إذ تأتي في وقت يشهد الاقتصاد العالمي ضغوطاً من تباطؤ التجارة، وتصاعد النزاعات التجارية بين القوى الكبرى، إضافة إلى اضطرابات سلاسل الإمداد. ومن المتوقع أن تتناول القمة قضايا النمو المستدام، التحول الرقمي، والطاقة النظيفة، إلى جانب البعد الأمني المتعلق بالاستقرار الإقليمي.
ويؤكد محللون أن حضور ترامب شخصياً يعكس رغبة الإدارة الأمريكية في إعادة تثبيت حضورها الفاعل داخل التجمعات الاقتصادية الإقليمية، بعد سنوات من التراجع النسبي لصالح قوى أخرى أبرزها الصين. كما قد يُنظر إلى الزيارة باعتبارها رسالة دعم قوية لحلفاء واشنطن في آسيا، لا سيما كوريا الجنوبية واليابان، في مواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية المتزايدة.
ومع اقتراب موعد القمة، تترقب الأوساط السياسية والاقتصادية ما إذا كانت مشاركة ترامب ستُفضي إلى لقاءات ثنائية تحمل نتائج ملموسة، أو ستقتصر على رسائل سياسية رمزية في ظل التوازنات المعقدة التي تحكم منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.