في عزّ حر الصيف.. لما تشوف حبة رمان حمرا بتلمع تحت الشمس.. اعرف إن وراها مش بس قصة طعم منعش، لكن كمان قصة نجاح زراعي وتصديري واقتصادي.
الرمان المصري النهاردة مش مجرد فاكهة موسمية.. لكنه بقى واحد من أعمدة الزراعة التصديرية اللي بيراهن عليها البلد بقوة.
من الصعيد والدلتا، الرمان بيمشي رحلة طويلة ليوصل أسواق أوروبا، الخليج، آسيا، واللي قريب هتشهد انضمام الهند لقائمة زباينه الكبار.
الرمان بيعتبر من أهم 10 محاصيل تصديرية عندنا، وبياخد حصة معتبرة من فاتورة الصادرات الزراعية سنويًا. وعلى مستوى التوزيع الجغرافي، مناطق الإنتاج الكبيرة تشمل النوبارية وأراضي أسيوط، اللي تاريخيًا ليها سمعة قويّة في الجودة، وده أحد أسباب قبول الرمان المصري في أوروبا والشرق الأوسط.
وبحسب مركز البحوث الزراعية، مصر دلوقتي بتصدر حوالي 200 ألف طن رمان سنويًا، والمساحات المزروعة وصلت 80 ألف فدان، نصيب أسيوط منها حوالي 10 آلاف فدان لوحدها.
مركز البداري تحديدًا اتشهر إنه "عاصمة الرمان" في مصر، بفضل ظروف مثالية: تربة خصبة، مياه النيل، ودرجات حرارة بتخلي "الرمان المنفلوطي" علامة مميزة عالميًا.
الرمان المصري بيمتاز بجودة عالية وقدرته على تلبية أدق المواصفات العالمية، من حيث نسبة السكر – الوزن – خلوه من الإصابات أو متبقيات المبيدات، وده اللي فتح له أبواب أسواق صعبة زي روسيا وأوروبا الشرقية.
تاريخيًا، أكبر زباين الرمان المصري كانت أسواق العراق وسوريا وروسيا، مع وجود قوي في أوروبا وشرق آسيا؛ وده بيكمّله موسم يبدأ بدري عن منافسين في حوض المتوسط، ويغطي فجوات موسمية في العرض.
وزارة الزراعة المصرية أعلنت الفترة الأخيرة عن فتح 8 أسواق دولية جديدة لعدد من المحاصيل—ومن ضمنها الرمان—تشمل الهند إلى جانب جنوب أفريقيا وكوستاريكا وأوزبكستان والفلبين، ضمن توسّع أوسع للصادرات الزراعية اللي كسرت قمم تاريخية في 2025.
وبالتوازي، عَقَد مكتب التمثيل التجاري المصري في نيودلهي اجتماعًا رسميًا يوم 26 أغسطس 2025 لمناقشة تذليل العقبات أمام دخول المنتجات الزراعية—خصوصًا الرمان—للسوق الهندي، والالتزام بمتطلبات الجانب الهندي.
ليه الهند مهمة؟ ببساطة لأنها من أكبر مصدّري ومُستهلكي الرمان عالميًا؛ في 2023/2024 صدّرت 72 ألف طن تقريبًا، وبتتوسع حتى بالشحن البحري لأسواق بعيدة زي الساحل الشرقي الأمريكي.
الدخول هناك—حتى بحصص مدروسة—يفتح باب ضخم لإعادة توزيع مقاصد صادراتنا وتثبيت موسمنا بدورة أسعار أفضل.
مصادر التجارة الدولية بتصنف كبار المصدّرين عالميًا عادة: الهند، إيران، إسبانيا، ومصر وتركيا ضمن الخمسة الكبار في تجارة الرمان الطازج.
وتقديرات 2023 تشير لوجود مصر ضمن الـTop 4–عالميًا من حيث الكميات، مع تغيّرات موسمية حسب الإنتاج والطقس والطلب.
وفي الترتيب الداخلي لمحاصيل الفاكهة المصدّرة عندنا، كان الرمان متصدر القائمة في أكتوبر 2024 بحوالي 50 ألف طن في شهر واحد، وده شارة لذروة الموسم المصري في الخريف المبكر.
في موسم 2023، حققت صادرات الرمان المصري أكثر من 114 مليون دولار، بعد تصدير كميات تخطت 125 ألف طن.
الاهتمام بالرمان ما وقفش عند حدود الزراعة والتصدير، بمبادرة رئاسية، اتوجهت وزارة الزراعة لدعم المزارعين فنيًا، وكمان جاري إنشاء مصانع لتصنيع منتجات الرمان ومحطات فرز وتعبئة داخل مناطق الإنتاج.
الخطوة دي هتفتح أبواب لتصنيع العصائر، الدبس، والزيوت الطبية، وتقلل الفاقد، وتضاعف القيمة المضافة.
بمعنى إن "الرمان المصري" مش هيبقى مجرد فاكهة طازة للتصدير، لكن كمان منتج صناعي بيتنافس في سلاسل القيمة العالمية.
من أسيوط للعالم.. ومن البداري للهند وروسيا وأوروبا.. الرمان المصري بيثبت إنه مش مجرد محصول، لكنه ذهب أحمر حقيقي.
بقيمة غذائية عالية، وإنتاج وفير، وصادرات بتزيد.. الرمان المصري بيحجز مكانه ضمن قصص النجاح التصديرية اللي بترسم صورة جديدة للزراعة المصرية على خريطة العالم.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
