مع التطور المتسارع في أساليب الاحتيال، لم يعد المحتالون يقتصرون على استهداف فئة بعينها، بل باتوا يطورون خططهم بناءً على نقاط الضعف لدى كل شريحة عمرية.
كبار السن كانوا لسنوات طويلة الفئة الأكثر عرضة للخداع بسبب ضعف وعيهم بالأنظمة الرقمية ، أما مؤخرا فإن البيانات الحديثة تكشف عن اتجاه جديد يضع الشباب والمراهقين على رأس قائمة الضحايا، مستغلين ثقتهم الزائدة بالعالم الرقمي وسرعة تعاملهم مع التقنيات الحديثة.
كبار السن.. الفريسة التقليدية للمحتالين
لا تزال الفئة العمرية فوق 60 عامًا الأكثر استهدافًا في عمليات الاحتيال المالي حول العالم، نظرًا لافتقار بعضهم إلى المعرفة الكافية بأساليب الحماية الرقمية، ووفقًا للجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية، تكبد كبار السن خسائر مالية تجاوزت 1.68 مليار دولار بسبب عمليات الاحتيال خلال عام 2022، في زيادة ملحوظة عن الأعوام السابقة.
الأمر لا يقتصر على الولايات المتحدة فحسب، ففي اليابان، كانت نسبة الضحايا الذين تتراوح أعمارهم بين 60 و69 عامًا هي الأعلى، بواقع 26.9% من إجمالي ضحايا الاحتيال، يليهم الأفراد في الخمسينيات بنسبة 24.4%.
الشباب.. صعود لافت في معدلات الاحتيال المالي
خلافًا للاعتقاد السائد بأن الشباب أكثر دراية بالتكنولوجيا وبالتالي أقل عرضة للخداع، تظهر الإحصائيات الحديثة العكس تمامًا. فقد سجلت الفئة العمرية الأقل من 30 عامًا معدلات احتيال متزايدة، حيث ارتفع عدد الضحايا من الشباب بنسبة 2500% خلال السنوات الست الأخيرة، مقارنةً بزيادة 805% بين كبار السن خلال الفترة ذاتها.
كما تشير البيانات الصادرة في بريطانيا إلى أن الفئات العمرية الأكثر تعرضًا للاحتيال عام 2022 كانت كالتالي:
- 60 عامًا فأكثر: 25.3%
- 50-59 عامًا: 22.2%
- 40-49 عامًا: 18.1%
- 30-39 عامًا: 20.2%
- أقل من 30 عامًا: 14.2%
الأطفال والمراهقون في مرمى الفخ الإلكتروني
لم يعد الاحتيال الرقمي مقتصرًا على البالغين، إذ بات الأطفال والمراهقون فريسة سهلة بسبب انخراطهم العميق في الفضاء الرقمي، فقد أظهرت دراسات حديثة أن المحتالين باتوا يستهدفون هذه الفئة عبر منصات الألعاب الإلكترونية والتطبيقات المشبوهة، مستغلين قلة وعيهم بالمخاطر الرقمية.
كيف تختلف طرق الاحتيال بين الفئات العمرية؟
كبار السن: غالبًا ما يقع كبار السن ضحية للاتصالات الهاتفية المزيفة، والعروض الاستثمارية الوهمية، ورسائل التصيد الاحتيالي التي تدعي أنها من جهات رسمية.
الشباب والمراهقون: تعتمد عمليات الاحتيال على وسائل التواصل الاجتماعي، العملات الرقمية، والتطبيقات التي تطلب بيانات شخصية حساسة.
الأطفال: يتم استدراجهم عبر الألعاب الإلكترونية، الإعلانات الوهمية، والروابط المشبوهة التي تستهدف معلوماتهم الشخصية.
الاحتيال في مصر: بيانات غائبة وتهديدات حاضرة
على الرغم من عدم توفر إحصائيات دقيقة حول الفئات العمرية الأكثر استهدافًا في عمليات الاحتيال داخل مصر، إلا أن الواقع يشير إلى ازدياد معدلات الاحتيال الإلكتروني، وتشير بعض التقارير إلى انتشار جرائم النصب عبر الإنترنت، وعمليات الابتزاز الإلكتروني، واستدراج الشباب والمراهقين عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي.
كيف نحمي الفئات الأكثر عرضة للاحتيال؟
- التوعية الرقمية: من الضروري نشر الوعي حول أساليب الاحتيال الحديثة، خاصة بين كبار السن والشباب.
- التحقق من الجهات المرسلة: تجنب مشاركة أي بيانات شخصية أو مالية دون التأكد من صحة المصدر.
- استخدام برامج الحماية: الحرص على تحديث كلمات المرور، واستخدام برامج مكافحة الفيروسات، وتفعيل المصادقة الثنائية للحسابات الإلكترونية.
- تعزيز الرقابة الأبوية: يجب على أولياء الأمور متابعة نشاط أبنائهم الرقمي وتعريفهم بالمخاطر المحتملة.
وتبين من هذا العرض التفصيلي، أن الاحتيال لم يعد مجرد عمليات تقليدية تستهدف فئة عمرية محددة، بل أصبح ظاهرة متطورة تُحاكي أساليب الضحايا وتستغل نقاط ضعفهم الرقمية والمعرفية.
وكبار السن، رغم خبرتهم في الحياة، لا يزالون الأكثر استهدافًا، في حين أن الشباب والمراهقين يدخلون بقوة في دائرة الخطر، بسبب انخراطهم العميق في العالم الرقمي، وبينما يستمر المحتالون في تطوير أدواتهم، يبقى الحل الأمثل هو تعزيز الوعي الأمني واتخاذ تدابير الحماية اللازمة، حتى لا يكون المرء رقماً جديداً في قائمة الضحايا.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
