شهدت سويسرا خلال شهر يوليو الماضي طفرة كبيرة في صادراتها من الذهب إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث سجلت الكميات المشحونة زيادة تقارب خمسة أضعاف مقارنة بالفترة ذاتها من العام 2024، وهو ما يعكس تحولات واضحة في حركة تجارة المعدن النفيس عالميًا.
ووفقًا لبيانات الجمارك الفيدرالية السويسرية، فقد بلغت شحنات الذهب المصدرة إلى الولايات المتحدة نحو 54 طنًا خلال يوليو 2025، مقابل نحو 11 طنًا فقط في يوليو 2024، بقيمة إجمالية تقارب 4.7 مليار فرنك سويسري (ما يعادل نحو 5.3 مليار دولار أمريكي).
ويعد هذا الارتفاع اللافت جزءًا من اتجاه عالمي متصاعد للاستثمار في الذهب، خاصة في ظل تقلبات أسواق المال والقلق المتزايد بشأن مسار أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، حيث يلجأ المستثمرون إلى المعدن الأصفر باعتباره ملاذًا آمنًا للتحوط ضد المخاطر.
وأوضحت تقارير اقتصادية أن زيادة الطلب الأمريكي على الذهب السويسري ترجع إلى عدة عوامل، أبرزها تصاعد المخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد الأمريكي، وتراجع أداء أسهم التكنولوجيا في وول ستريت، فضلًا عن ترقب المستثمرين لسياسات مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) بشأن الفائدة.
وتُعرف سويسرا عالميًا بأنها مركز رئيسي لتكرير وتجارة الذهب، حيث تستحوذ مصافيها على حصة كبيرة من عمليات تنقية وتصدير المعدن النفيس إلى مختلف الأسواق الدولية. ويشير محللون إلى أن شحنات يوليو تعكس تنامي أهمية السوق الأمريكية مجددًا كمستورد رئيسي للذهب السويسري، بعد أن كانت الأسواق الآسيوية، وخاصة الصين والهند، الوجهة التقليدية الأكبر للذهب خلال السنوات الماضية.
وفي هذا السياق، أوضح خبراء اقتصاديون أن الطلب المتزايد على الذهب في الولايات المتحدة قد يتواصل خلال النصف الثاني من العام الحالي، خصوصًا في حال استمرار حالة عدم اليقين في أسواق الأسهم والسندات، مؤكدين أن الذهب يظل خيارًا استراتيجيًا للمؤسسات المالية وصناديق الاستثمار في أوقات الاضطراب الاقتصادي.
من جانبه، أشار أحد مسؤولي قطاع المعادن النفيسة في برن إلى أن زيادة الصادرات إلى الولايات المتحدة لا تعني تراجع الطلب في آسيا، وإنما تعكس إعادة توازن في حركة التجارة العالمية للذهب، موضحًا أن الأسواق الأمريكية عادت لتنافس بقوة كمركز استهلاكي رئيسي، مدفوعة بعوامل داخلية أبرزها السياسات النقدية وتذبذب الدولار.
ويُتوقع أن تؤثر هذه الزيادة في تدفقات الذهب بين سويسرا والولايات المتحدة على اتجاهات الأسعار العالمية، إذ يرى محللون أن ارتفاع حجم الواردات الأمريكية قد يسهم في الحفاظ على أسعار الذهب قرب مستوياتها المرتفعة فوق 2400 دولار للأوقية، خاصة مع تصاعد المخاطر الجيوسياسية عالميًا.
واختتمت التقارير بالإشارة إلى أن أداء الذهب في الأسواق العالمية سيظل مرهونًا بتطورات السياسة النقدية الأمريكية والطلب الاستثماري، في وقت تستمر فيه سويسرا بلعب دور محوري كمركز لتكرير وتوزيع المعدن النفيس عالميًا.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
