«دبي الدولي» يغيّر «قواعد اللعبة».. وينقل نواة الطيران شرقاً
بدأت رحلة دبي لتصبح عاصمة الطيران العالمية الأولى في 30 سبتمبر 1960، مع افتتاح مطار دبي الدولي الذي يحتفل، اليوم، بالذكرى الـ64 عاماً على تدشين أولى رحلاته، مسجلاً إنجازات عدة في صناعة الطيران عالمياً، بعد أن استطاع نقل نواة الطيران شرقاً وغيّر «قواعد اللعبة» في النقل الجوي.
وعلى مدى العقود الستة الماضية، واصل «دبي الدولي» تسجيل معدلات نمو قياسية، ليصبح أكبر محور عالمي لحركة المسافرين والبضائع، حيث استقبل المطار منذ افتتاحه حتى نهاية العام الماضي أكثر من 1.3 مليار مسافر، واستطاع أن يعيد تشكيل مشهد السفر العالمي، مع تبنيه لأحدث الابتكارات والحلول التكنولوجية التي تضمن سلاسة عبور ملايين المسافرين عبر بواباته سنوياً.
وحافظ «دبي الدولي» على مركزه الأول كأكبر مطار في العالم من حيث أعداد المسافرين الدوليين خلال عام 2023، وذلك للعام الـ10 على التوالي، ليقود حركة السفر الدولي في العالم. وقفز المطار من المركز الخامس إلى الثاني ضمن قائمة أكثر مطارات العالم ازدحاماً لعام 2023، لينجح للمرة الأولى في الوصول إلى المركز الثاني عالمياً بإجمالي أعداد المسافرين: المحليين والدوليين.
وأكد مسؤولون لـ«الإمارات اليوم» أن المطار شهد نمواً مذهلاً وتحولاً استثنائياً، فهو ليس مجرد مرفق للنقل الجوي، بل بوابة لتبادل الثقافات والأفكار، وداعم رئيس لحركة النقل الجوي العالمية.
وقال المدير العام للهيئة العامة للطيران المدني، سيف محمد السويدي: «منذ لحظته الأولى، شكّل مطار دبي الدولي نافذة الإمارات إلى العالم. وعلى مر العقود، شهد نمواً مذهلاً وتحوّلاً استثنائياً، ليصبح اليوم واحداً من أهم المطارات على الصعيدين الإقليمي والدولي، وركيزة أساسية في دعم الاقتصاد الوطني، وتعزيز تنافسيته عالمياً، حيث يستقبل سنوياً أكثر من 90 مليون مسافر من أنحاء العالم».
وأضاف السويدي: «هذه المسيرة الرائدة لم تكن لتتحقق لولا الرؤية الحكيمة لقيادة دولة الإمارات، والتزامها المستمر بتطوير قطاع الطيران وفقاً لأعلى المعايير العالمية».
وتابع: «مطار دبي الدولي ليس مجرد مرفق للنقل الجوي، بل هو بوابة لتبادل الثقافات والأفكار، وداعم رئيس لحركة النقل الجوي العالمية. ونحن على ثقة بأن المطار، في ظل رؤية وتوجيهات القيادة الرشيدة، سيواصل نموه وتقدمه وازدهاره، ليعزز مكانة الدولة كأحد أهم مراكز الطيران في العالم، ويعزز دور الإمارات كجسر يربط العالم أجمع».
وقال السويدي: «مطار دبي.. حلم بدأ في الخمسينات وتحقق في الستينات.. واليوم يتصدر العالم كأكثر مطاراته ازدحاماً. ولا توجد كلمات أبلغ من مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لوصف هذه المسيرة الاستثنائية: (المستحيل وجهة نظر، والعالم يفتح الأبواب لمن يعرف ماذا يريد)».
من جانبه، قال المدير العام لهيئة دبي للطيران المدني، محمد عبدالله لنجاوي: «نحتفل اليوم بذكرى تاريخية تمثل أحد أبرز إنجازات دولة الإمارات، وهي مرور 64 عاماً على افتتاح مطار دبي الدولي، وتشغيل أول رحلة في 30 سبتمبر 1960».
وأضاف: «منذ ذلك اليوم، أصبح مطار دبي الدولي ليس فقط بوابة دبي إلى العالم، بل محوراً عالمياً يربط الشرق بالغرب، مساهماً في تعزيز مكانة الإمارة مركزاً اقتصادياً وتجارياً رائداً على مستوى العالم، ومحققاً إنجازات عدة في صناعة الطيران عالمياً، ومواصلاً تسجيل معدلات نمو قياسية خلال الفترة الأخيرة».
وتابع: «على مر العقود، تطوّر المطار ليصبح أحد أكبر وأهم المطارات في العالم، مستقبلاً ملايين المسافرين سنوياً، ومسهلاً حركة البضائع والخدمات بين الأسواق العالمية. واليوم، يواصل المطار أداء دوره الحيوي في تمكين التجارة والسفر، بدعمه المستمر للابتكار، وتقديم خدمات استثنائية، وضمان أعلى معايير الأمن والسلامة»، مؤكداً أن هذا الإنجاز لم يكن ليتحقق دون رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وتفاني العاملين في هذا القطاع الحيوي.
وأضاف: «نتطلع في هيئة دبي للطيران المدني باستمرار إلى مواصلة تحقيق الريادة في توفير الفرص المبتكرة، لتعزيز البنية التحتية لقطاع الطيران المدني، عبر جذب الاستثمار في صناعة الطيران في إمارة دبي وتعزيز موقعها لتصبح عاصمة الطيران العالمية الأولى».
في السياق نفسه، قال الرئيس التنفيذي لـ«مطارات دبي»، بول غريفيث: «نحتفل اليوم بمرور 64 عاماً على انطلاق مطار دبي الدولي، ونحن نستذكر بكل فخر الإنجازات الاستثنائية التي أسهمت في ترسيخ مكانته مركزاً عالمياً رائداً، ودوره المحوري في قصة نجاح دبي».
وأضاف: «يربط مطارنا اليوم أكثر من 265 وجهة حول العالم، ولم يقتصر دوره على تسهيل حركة المسافرين والبضائع فحسب، بل كان أيضاً قوة دافعة للتحول الاقتصادي في دبي، وعزّز مكانة الإمارات رائداً عالمياً في صناعة الطيران والتجارة».
وتابع غريفيث: «يكمن سر نجاحنا في فريق عملنا المتميز، الذي يجسد قيم العمل الجماعي والتفاني والإخلاص، فهو أساس التجارب الاستثنائية التي نقدمها للمتعاملين، ما يجعل (دبي الدولي) أكثر من مجرد مطار، بل هو رمز عالمي للتميز في الخدمة، فسعيه الدائم لتحقيق أعلى المعايير هو حجر الأساس لسمعتنا المرموقة التي نعتز بها».
وشدّد غريفيث على أن هذه الذكرى السنوية ليست مجرد احتفال بالبنية التحتية والابتكار؛ بل هي تقدير لروح التعاون والتآزر بين جميع أفراد مجتمع المطار، وهي الروح التي تدفعنا دائماً نحو الأمام. وقال: «فخورون بالإرث الذي بنيناه مع شركائنا، ونؤكد مجدداً التزامنا الراسخ بوضع معايير جديدة للتميز والابتكار، ورسم مستقبل قطاع السفر بالشغف والرؤية نفسيهما اللذين لطالما كانا نبراساً لنا في رحلتنا حتى الآن».
لمشاهدة فيديو «دبي الدولي» يغيّر «قواعد اللعبة»، يرجى الضغط على هذا الرابط.
البدايات.. مدرج مضغوط بالرمال
بدأ العمل عام 1959 في بناء مطار دبي على مساحة من الرمال، وعلى بعد أربعة كيلومترات من وسط دبي في تلك الفترة، ومع افتتاحه في العام التالي كان المطار الذي يتكوّن من مدرج مضغوط بالرمال، ومبنى صغير، قادراً على التعامل مع طائرات يصل حجمها إلى حجم «طائرة DC-3».
وأسهم النمو الاقتصادي والعمراني في الإمارة خلال عام 1964، في تدفق الاستثمارات، ما انعكس على زيادة كبيرة في حركة المسافرين عبر المطار. ولزيادة طاقته الاستيعابية، تم خلال العام التالي، الانتهاء من بناء مدرج جديد من الإسفلت بدلاً من «المدرج الرملي المضغوط»، ليصبح المطار جاهزاً لاستقبال أضخم طرز الطائرات.
تم افتتاح المدرج الإسفلتي الجديد في عام 1965، وشملت عملية تحديث المدرج بناء وتجديد العديد من المرافق التابعة للمطار، لتمكينه من استقبال الرحلات الليلية المنتظمة، ليتعامل مطار دبي الدولي في عام 1969 مع تسع شركات طيران دولية سيّرت رحلات إلى 20 وجهة.
أعلى مستوى نمو
شهدت فترة السبعينات العديد من التطوّرات في جميع أنحاء مطار دبي الدولي، من إنشاء مبنى جديد مكون من ثلاثة طوابق، وبرج مراقبة جديد، فضلاً عن زيادة طول المدرج، وتمديد ساحات الانتظار، وإضاءة المطار.
وسجل «دبي الدولي» في عام 1970 أعلى مستوى نمو في تاريخه، وصلت نسبته إلى 66%، إذ ارتفعت أعداد المسافرين إلى أكثر من 524 ألف مسافر مقارنة بـ315 ألف مسافر في عام 1960. وفي 23 ديسمبر 1980 أصبح المطار عضواً في مجلس المطارات الدولي.
«نادي المطارات الكبرى»
شهد قطاع النقل الجوي في دبي خلال الفترة الممتدة بين 1980 و2010، جملة تطورات عززت مسيرة النمو إلى مستويات غير مسبوقة، ففي 25 أكتوبر 1985 دشنت «طيران الإمارات» أول خط جوي لها بطائرتين مستأجرتين من طراز «بوينغ 737» و«إيرباص B4 300» إلى العاصمة الباكستانية كراتشي.
وفي عام 2002 أكَّد مطار دبي دوره الريادي على مستوى الشرق الأوسط، مع إطلاقه خدمة «بوابة الإمارات الإلكترونية» لتسهيل حركة وإجراءات المسافرين التي تم تطويرها في ما بعد، لتصبح بوابات ذكية على أعلى مستوى من التطور.
وللمرة الأولى في تاريخه، دخل «دبي الدولي» في عام 1997 نادي المطارات الكبرى، إذ حلّ في المرتبة السادسة ضمن قائمة تضم أسرع 10 مطارات في العالم نمواً، بمعدل بلغ 14%، متجاوزاً بذلك مطارات دولية كبرى في أوروبا وآسيا.
بدوره، ازداد معدل نقل الركاب في المطار إلى 4.3 ملايين مسافر، ثم ارتفع إلى 9.7 ملايين بحلول عام 1998، ومع افتتاح المبنى (2) ازدادت سعة مطار دبي بمقدار مليوني مسافر سنوياً.
وكان افتتاح «الكونكورس C» بمثابة بداية فصل جديد في تاريخ الطيران المدني بدبي خلال عام 2000، إذ تم تشييد هذا المبنى الضخم كجزء من المرحلة الأولى من مشروع التوسعة العامة للمطار بكلفة ملياري درهم، ما أدى إلى زيادة سعة المطار من 10 ملايين مسافر إلى 23 مليون مسافر سنوياً. وفي العام ذاته أصبح «دبي الدولي» أول مطار في الشرق الأوسط يضم جسوراً معلقة لتحميل الركاب من المطار إلى الطائرات، بدلاً من نقلهم إليها بالحافلات.
إطلاق شركة «طيران الإمارات»
تم في عام 1984 افتتاح المدرج الثاني لمطار دبي، وهو مجهز بأحدث أنظمة الأرصاد الجوية، وإضاءة المطارات، وأجهزة الهبوط، لمنح المطار تصنيف الفئة الثانية في أبريل من العام نفسه.
وشكّل عام 1985 نقطة محورية في تاريخ مطار دبي الدولي مع إطلاق شركة «طيران الإمارات»، حيث نمت الناقلة لتصبح المشغل لأكبر أسطول من الطائرات ذات الجسم العريض في العالم. وبحلول عام 2020، بلغ إجمالي أسطول الناقلة 270 طائرة بمتوسط عمر يبلغ 6.8 أعوام.
التفوق على «لندن هيثرو»
حقق مطار دبي الدولي إنجازاً عالمياً كبيراً مع استقباله 70.4 مليون مسافر في عام 2014، ليصبح المطار الأول في العالم من حيث عدد المسافرين الدوليين، مُزيحاً نظيره البريطاني «لندن هيثرو» عن الصدارة، لينقل بذلك «نواة الطيران» شرقاً ويغير قواعد اللعبة في النقل الجوي. ويعكس هذا الإنجاز مكانة مطار دبي الدولي كبوابة عالمية رئيسة، وذلك بفضل شبكة وجهاته الواسعة والمتنامية التي تربط دبي بأهم الأسواق الدولية. ويسهم هذا الدور الحيوي للمطار في تعزيز مكانة دبي مركزاً عالمياً للأعمال والسياحة، وبالتالي تعزيز النمو الاقتصادي للإمارة. كما تم افتتاح مبنى «الكونكورس D» في عام 2016، وهو محطة حديثة بكُلفة 1.2 مليار دولار لخدمة نحو 60 شركة طيران دولية تعمل من المبنى (1).
مليار مسافر..
قدم مطار دبي الدولي خدماته لمليار مسافر بحلول نهاية عام 2018. واستغرق 51 عاماً (من 30 سبتمبر 1960 إلى 31 ديسمبر 2011) للوصول إلى أول 500 مليون مسافر، لكنه سجل الـ500 مليون مسافر المتبقية في سبع سنوات فقط. كما قفز المطار من المركز الخامس إلى الثاني ضمن قائمة أكثر مطارات العالم ازدحاماً لعام 2023، لينجح للمرة الأولى في الوصول إلى المركز الثاني عالمياً بإجمالي أعداد المسافرين: المحليين والدوليين. ويمضي قدماً في طريقه نحو سباق جديد للمنافسة في صدارة أكبر مطارات العالم من حيث أعداد المسافرين؛ المحليين والدوليين معاً، وتقريب المسافة بينه وبين مطار «هارتسفيلد أتلانتا» الأميركي.
الأسرع نمواً
تم تصنيف مطار دبي الدولي على أنه ثاني أسرع المطارات نمواً في العالم خلال عام 2002، وفقاً لإحصاءات حركة المرور الصادرة عن مجلس المطارات الدولي. كما تعامل مع نحو 18 مليون مسافر في عام 2003.
وفي عام 2008، افتتحت مؤسسة مطارات دبي، المبنى رقم (3) في المطار، للاستخدام الحصري لـ«طيران الإمارات». وأدى الافتتاح السلس لأكبر صالة وصول فردية في العالم إلى توسيع قدرة المطار إلى 60 مليون مسافر سنوياً، ما مكّن المطار من الفوز بجوائز متعددة.
وفي العام التالي (2009) سجل المطار 40.9 مليون مسافر سنوياً، وأصبح أسرع المطارات نمواً في العالم من بين أفضل 50 مطاراً رئيساً.
لمشاهدة فيديو مطار دبي الدولي.. أرقام قياسية لعاصمة الطيران العالمية، يرجى الضغط على هذا الرابط.