على الرغم من الضغوط الاقتصادية عالميًا، فإن الطلب على النفط في 2023 استطاع تحقيق ذروة جديدة، بفضل انتعاش استهلاك الصين، التي شكّلت 80% تقريبًا من النمو العالمي.
ويعاني الاقتصاد العالمي من تباطؤ ملحوظ في 2023 جراء ارتفاع أسعار الفائدة والتضخم، فضلًا عن تلاشي زخم التعافي من جائحة كورونا، خاصة في الولايات المتحدة وأوروبا، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
ويُقدّر صندوق النقد الدولي تباطؤ نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي إلى 3% هذا العام، مقابل 3.5% عام 2022، إلّا أن هذا لم يمنع الطلب على النفط في 2023 من النمو للعام الثالث على التوالي، ليصل إلى إجمالي 102 مليون برميل يوميًا -في أغلب التقديرات-، رغم تباطُئه مقارنة بعامي 2021 و2022.
ومع النظرة الإيجابية نوعًا ما لإجمالي العام، فإن الطلب العالمي على النفط في النصف الثاني من 2023، وخاصة الربع الرابع، كان أقلّ من التوقعات، مع تباطؤ النمو الاقتصادي، خاصة أوروبا، التي تتجه إلى الركود.
يتجه الطلب على النفط في 2023 للنمو بنحو 2.3 مليون برميل يوميًا، ليصل الإجمالي إلى قمة تاريخية جديدة عند 101.72 مليون برميل يوميًا، ليكسر الرقم القياسي السابق المسجّل في عام 2019 عند 100.75 مليون برميل يوميًا، وفق تقديرات وكالة الطاقة الدولية.
وللمقارنة، نما المعروض العالمي من النفط إلى 101.9 مليون برميل يوميًا في 2023، مقابل 100.1 مليونًا العام السابق له، ما يعني وجود فائض بسوق النفط.
ورغم النمو الأقلّ من المتوقع في الربع الرابع من 2023، فإن تقديرات وكالة الطاقة للطلب العالمي مع نهاية 2023 أفضل من نظرتها السابقة الصادرة في أول تقرير شهري للعام الجاري، إذ كانت تتوقع، خلال يناير/كانون الثاني 2023، نمو استهلاك النفط عالميًا بنحو 1.9 مليون برميل يوميًا.
وكان الطلب العالمي على النفط قد انزلق من ذروته السابقة (2019)، ليهبط إلى 92 مليون برميل يوميًا تقريبًا عام 2020، مع تداعيات جائحة كورونا، قبل أن يتعافى في 2021 و2022، مسجلًا 97.5 مليونًا و99.4 مليون برميل يوميًا على الترتيب.
ويرصد الرسم البياني التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، الطلب على النفط بين عامي 2019 و2023، وفق تقديرات وكالة الطاقة الدولية مع توقعات عام 2024:
