الطاقة الكهرومائية في الصين مهددة بـ”الجفاف”.. والفحم ينتعش

تعمل الطاقة الكهرومائية في الصين إلى جانب الرياح والشمس، من أجل توليد الكهرباء النظيفة بعيدًا عن مصادر الوقود الأحفوري، لكن انخفاض نسب هطول الأمطار يهدد بمنح دور أكبر للفحم الملوث.

وعلى مدار العاميْن الماضيين، انخفض إنتاج الكهرباء من الطاقة الكهرومائية، رغم تشغيل العديد من محطات التوليد الضخمة، بسبب الجفاف في جنوب غرب البلاد، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وبدأ الجفاف في منتصف عام 2022، ما اضطر بكين إلى العودة إلى الفحم، لتلبية استهلاك الكهرباء في البلد صاحبة أكبر ثاني تعداد سكاني في العالم، كما ساعدت طاقة الرياح والطاقة الشمسية قليلًا في سد تلك الفجوة.

وإذا استمر انخفاض إسهام الطاقة الكهرومائية نتيجة للجفاف، فلن يكون أمام الصين خيار سوى زيادة توليد الكهرباء من الفحم، ما يهدد التزامات البلاد المناخية بخفض انبعاثات الكربون، تحقيقًا لأهداف الحياد الكربوني بحلول عام 2027.

وفشلت بكين في بلوغ أهداف مكافحة انبعاثات غازات الدفيئة خلال العام المنصرم (2023)، مدفوعة بمساعي تحقيق أمن الطاقة، كما وضعت وكالة التخطيط الرسمية أهدافًا أقلّ بكثير من مستهدفات الخطة الخمسية، لخفض كثافة الطاقة بنسبة 12.5% وكثافة الكربون 18% بين عامي 2021 و2025.

تشير تقديرات إلى أن الجفاف تسبّب في انخفاض إنتاج الكهرباء من الطاقة الكهرومائية بنحو 190 مليار كيلوواط/ساعة خلال عام 2023 المنصرم.

وبينما تشير تلك البيانات إلى حجم الكهرباء النظيفة المفقودة بسبب الجفاف، فهي مؤشر أيضًا على كمية الفحم التي يمكن تجنب حرقها عند عودة الأمطار إلى معدلاتها الطبيعية.

وانخفضت كمية الكهرباء المولدة من الطاقة الكهرومائية بنسبة 1% إلى 1.141 مليار كيلواوط/ساعة في 2023، هبوطًا من 1.153 مليار كيلوواط/ساعة قبل 4 سنوات.

يأتي ذلك رغم القفزة في القدرات الكهرومائية المركبة بنسبة 18% إلى 422 مليون كيلوواط بنهاية 2023، ارتفاعًا من 358 مليون كيلوواط بنهاية عام 2019، وفق بيانات المكتب الوطني للإحصاءات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى